أمريكا تشن حربا بالوكالة ضد بوتين

براندز: ليس لدى أوكرانيا ومن يدعمونها أي نية لترك روسيا تفلت من المصيدة
براندز: ليس لدى أوكرانيا ومن يدعمونها أي نية لترك روسيا تفلت من المصيدة

الخميس - 12 مايو 2022

Thu - 12 May 2022

أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أخيرا أن الحرب في أوكرانيا ليست مجرد حرب بين موسكو وكييف، إنها «حرب بالوكالة» يستغل فيها حلف شمال الأطلسي (ناتو)، أقوى تحالف عسكري في العالم، أوكرانيا كمنجنيق هدم ضد الدولة الروسية.

ويرى المحلل الاستراتيجي الأمريكي هال براندز أن لافروف أحد الأبواق الموثوق بها لدعاية الرئيس فلاديمير بوتين التي لا أساس لها من الصحة، ليس مخطئا بالنسبة لما يقوله. فروسيا هي أكبر هدف لأحد الحروب بالوكالة الأكثر فعالية بلا رحمة في التاريخ الحديث. وكلما قل حديث المسؤولين الأمريكيين عنها كان أفضل.

تنافس الكبار

وقال براندز في مقال رأي نشرته وكالة بلومبيرج للأنباء «إن الحروب بالوكالة أدوات قائمة منذ وقت طويل للتنافس بين الدول الكبرى، لأنها تتيح لطرف جعل الطرف الآخر ينزف دون تشابك مباشر بالأسلحة.

ففي خلال الحرب الباردة، تسبب الاتحاد السوفيتي في أن تنزف الولايات المتحدة بواسطة دعم الشيوعيين العاملين بالوكالة في كوريا وفيتنام. وانتقمت الولايات المتحدة من ذلك في أفغانستان ونيكاراجوا خلال ثمانينيات القرن الماضي، بواسطة دعم المتمردين المناهضين للشيوعيين والذين قتلوا الجنود السوفييت أو زعزعوا استقرار حلفاء موسكو.

وقال ريتشارد بايز المسؤول في مجلس الأمن القومي الأمريكي «إن الولايات المتحدة سوف تفعل للسوفييت ما كانوا يفعلونه لنا، فبتكلفة منخفضة للغاية يمكن أن نجعل الأمور صعبة للغاية بالنسبة لهم»، وأساس هذه الاستراتيجية هو العثور على شريك محلي ملتزم- وكيل على استعداد للقيام بأعمال القتل والموت- ثم دعمه بالأسلحة والمال والمعلومات الاستخبارتية المطلوبة لالحاق ضربات موجعة بأي خصم محتمل.

داخل المصيدة

ويقول براندز «إن هذا تماما ما تفعله واشنطن وحلفاؤها لروسيا الآن. فالقوات الأوكرانية ليس لها قيمة لو لم تكن ملتزمة؛ فهي على استعداد، في حالات كثيرة، للقتال حتى آخر جندي. وأثبتوا أنهم أكثر فعالية عما توقعت أجهزة المخابرات الأمريكية عندما بدأ الغزو.فعدوان بوتين غير المدروس خلف روسيا في وضع مكشوف بطريقة كبيرة، وليس لدى حكومة كييف ومن يدعمونها أي نية لتركها تفلت من المصيدة. واستخدمت أوكرانيا الطائرات المسيرة، والأسلحة المضادة للدبابات وغيرها من المعدات التي زودتها بها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي لتدمير الوحدات الروسية.

ورغم أن الأرقام غير دقيقة، يبدو أن موسكو منيت بمقتل أكثر من 10 آلاف جندي وفقدت 3500 مركبة على الأقل في هذه الحرب.

وقدمت الحكومات الغربية المال لمساعدة كييف على المضي قدما وقدمت لها المعلومات الاستخباراتية التي استغلتها لإحباط الهجمات الروسية - وحتى تردد أنها استغلتها لاستهداف كبار العسكريين الروس.

إضعاف روسيا

ويقول براندز «إن العائد بالنسبة للناتو هو الحاق الضرر ببعض أهم أجزاء الجيش الروسي- قواته البرية والميكانيكية، ووحداته المحمولة جوا، وقوات العمليات الخاصة- بدرجة كبيرة للغاية لدرجة أن روسيا قد تحتاج سنوات للتعافي من هذه الخسائر. وهدف أمريكا هو «إضعاف» روسيا كما اعترف وزير الدفاع لويد أوستن؛ فالسبيل الوحيد للتعامل مع نظام مارق هو الحد من قدرته على الحاق أضرار.

ولا يمكن توقع تحسن موقف روسيا. فهجومها في شرق أوكرانيا يتقدم ببطء. ومع استمرار الحرب تصبح أوكرانيا أفضل تسلحا، بينما تستنفد روسيا مخزونها من الأسلحة بدرجة كبيرة للغاية، ووصل بها الأمر إلى إعادة الوحدات التي أصبحت ضعيفة بالفعل إلى القتال».

ويضيف براندز أن بوتين كان يأمل في تحطيم الدولة الأوكرانية؛ وربما سيحطم جيشه بدلا من ذلك. وسيكون ذلك انقلابا بالنسبة للعالم الديمقراطي، لكن تحقيق ذلك سوف يتطلب بعض الانضباط الخطابي.

تسريب معلومات

ويرى أن أحد أسباب معرفة الناس الكثير للغاية عن الدعم الغربي لأوكرانيا هو قيام الحكومة الأمريكية بصورة مجنونة بتسريب معلومات حساسة عن الدور الذي قامت به المعلومات الاستخباراتية التي قدمتها أمريكا في استهداف كبار العسكريين الروس وإغراق أكبر سفينة في أسطول البحر الأسود الروسي. وهذا لم يكن شيئا جيدا.

ويوضح براندز أن أسلوب خوض حرب بالوكالة هو الحفاظ على مؤامرة صمت. ومن المرجح أن الدولة المستهدفة سوف تمتنع عن الانتقام إذا استطاع الطرف الآخر التغلب على الرغبة في إعلان انتصاره.

ففي خلال خمسينيات القرن الماضي على سبيل المثال، تكتمت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي على خبر قيام الطيارين السوفيت بمهام قتالية فوق كوريا الشمالية كوسيلة للإبقاء على هذه المواجهة المحدودة طي الكتمان وعلى نطاق ضيق.

خسائر روسيا في الحرب:

10,000 جندي قتلوا

30,000 مصاب

3500 مركبة فقدت