تهديدات حزب الشيطان ترعب اللبنانيين قبل الانتخابات

فايننشال تايمز: المحسوبية الواسعة واستخدام الأوراق الطائفية يخيفان المعارضين مدرسة تعمل في موقف سيارات: أنصار الحزب وحدهم يستطيعون الإنفاق لينا الخطيب: الناخبون يخضعون للإغراءات ولا يجدون البديل المناسب مهند حاج: الأزمة الحالية ستساعد في بقاء نفوذهم ضمن حكومة ائتلافية
فايننشال تايمز: المحسوبية الواسعة واستخدام الأوراق الطائفية يخيفان المعارضين مدرسة تعمل في موقف سيارات: أنصار الحزب وحدهم يستطيعون الإنفاق لينا الخطيب: الناخبون يخضعون للإغراءات ولا يجدون البديل المناسب مهند حاج: الأزمة الحالية ستساعد في بقاء نفوذهم ضمن حكومة ائتلافية

الثلاثاء - 10 مايو 2022

Tue - 10 May 2022

بحزن وألم شديدين، أقرت المدرسة اللبنانية منى، أن الوحيدين الذين استطاعوا خلال هذا العام شراء احتياجاتهم على العيد هم أتباع حزب الشيطان المسمى (حزب الله).

تشعر منى التي تعمل آخر اليوم في موقف سيارات منذ أكثر من 30 عاما لمواجهة نفقات الحياة بالقهر، وهي ترى أتباع الحزب الذي يتشدق بالدفاع عن البلد يعيشون حياة مترفة في بلد لا يجد أغلب سكانه طعامهم.

تقول المدرسة التي تحصل على أقل من 140 دولارا في الشهر، في تحقيق نشرته صحيفة «فايننشال تايمز» من بيروت ونقله موقع (24) الإماراتي،

«إن أتباع الحزب يسحبون كميات من الأوراق النقدية الجديدة بقيمة 100 ألف ليرة أما البقية فيبحثون عن الفكة أو القطع النقدية الصغيرة لشراء ما يحتاجونه».

سنوات الانهيار

فيما يعيش لبنان سنوات الانهيار، مع انهيار الليرة وضعف القوة الشرائية وتراجع الخدمات، وتزايد الأزمات والكوارث التي يصنعها حزب الشيطان أو يحرض عليها، بات رأس الملفوف يباع بالثلث، وأصبح أنصار الحزب مع شركائهم في حركة أمل وحدهم قادرين على الإنفاق والعيش، في حين لا يجد الأغلبية قوتهم اليومي.

وترى الصحيفة أن معاقل حزب الله التقليدية، مثل النبطية في الجنوب، حيث تعيش منى، من أكثر المناطق المتضررة من الأزمة الاقتصادية، ولكن ذلك لن يؤثر على حظوظ الحزب في الانتخابات البرلمانية المقررة الأحد المقبل (15 مايو)، وهي الأولى منذ انهيار الاقتصاد في 2019 وما تلاها من احتجاجات على الفساد، وانفجار مرفأ بيروت في أغسطس 2020.

لا وجود للبديل

وتضيف أن الحكومة اللبنانية المقبلة ستواجه المهمة الشاقة لتتفاوض مع صندوق النقد الدولي على حزمة إنقاذ وما يترتب عليه من إصلاحات اقتصادية.

وتلفت الصحيفة البريطانية إلى أن السخط المتزايد على الأوضاع لم يؤثر على شعبية حزب الله بين الناخبين، بسبب المحسوبية الواسعة واستخدام الورقة الطائفية وإخافة معارضيه.



ورأت مديرة برنامج الشرق الأوسط في «تشاتهام هاوس» في لندن لينا الخطيب أن سبب حفاظ حزب الله على مكانته بين الناخبين الشيعة، أن المجتمع الذي يصوت عادة لحزب الله لا يملك بديلا واضحا، وهذا أمر يعرفه ويغذيه حزب الله، كما أثبت الحزب قدرته على الوصول إلى الدولار الأمريكي أكثر من غيره، ومن خلال شبكة الجمعيات الخيرية التي يسيطر عليها، قدم الحزب مساعدات للمجتمع ويقدم بسخاء للموظفين في شبكته مقارنة مع موظفي الخدمة المدنية الذين قلت رواتبهم الشهرية عن 100 دولار.

بقاء النفوذ

ويؤكد الزميل في مركز «كارنيغي الشرق الأوسط» ببيروت، مهند حاج علي، أن الأزمة في لبنان يمكن أن تساعد على بقاء نفوذ حزب الله في حكومة ائتلافية، بعيدا عن الاتهامات بالمحسوبية.

وتشير الصحيفة إلى أن نسبة الذين يرون جدوى في الانتخابات والتغيير، تظل قليلة، وهناك 54% شاركوا في استطلاع لمنظمة «أوكسفام» عبروا عن رغبة في التصويت.

ولعل التردد في المشاركة أوضح بين سنة لبنان الذين فقدوا زعامتهم السياسية بعد انسحاب رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري وتياره المستقبل من الانتخابات بذريعة تدخل إيران في السياسة اللبنانية.

اتهامات الفساد

ويحتاج حزب الله إلى حلفائه السنة والمسيحيين لضمان الأغلبية. ففي انتخابات 2018 فاز الحزب وحلفاؤه بـ 27 مقعدا من أصل 128 مقعدا.

وعمل حزب الله حاجزا يحمي حلفاءه من الانتقاد، ويتعرض التيار الوطني الحرب حليف حزب الله، لاتهامات بالفساد. ويعلق حاج علي: «هذه انتخابات لإنقاذ حلفائهم».

ومن جهة أخرى يرى محللون أن لدى حزب الله أسبابه للقلق، فالكثير من اللبنانيين يتهمونه بالجمود في الإصلاحات والتردد في التحقيق في انفجار المرفأ وتأخير تشكيل الحكومة 13 شهرا وهناك من يتساءل عن جدوى ترسانته العسكرية في وجود الجيش، مع أن الحكومة والحزب شددا على أنها ضرورية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي لمناطق على طول الحدود اللبنانية.

أساليب ترهيب

وتشير المدرسة المكلومة منى إلى أن «حزب الله اليوم ليس حزب الله 2006، مشيرة إلى حربه ضد إسرائيل، التي وصفها أنصاره ذات مرة بـ «نصر إلهي»، وقالت «نحن مع المقاومة. نريدهم أن يحتفظوا بأسلحتهم للدفاع عنا، لكن من الواضح أنهم لا يقومون بعمل جيد بما فيه الكفاية لقيادة الدولة في الاتجاه الصحيح، كل حلفائهم فاسدون تماما».

ويقول حاج علي «إن هذا النوع من النقد العلني نادر لكنه في ازدياد، ويؤكد الناشطون «إن تآكل الكتلة الانتخابية الشيعية التي كان يمكن الاعتماد عليها يوما دفع حزب الله، وحركة أمل، إلى استخدام المزيد من أساليب الترهيب ضد مرشحي المعارضة والناخبين الذين قد يرغبون في الانحراف».

تهديدات العنف

ويتحدث مرشحو المعارضة عن تهديدات بالعنف وصعوبة في توظيف ممثلين للعمل في مراكز الاقتراع، ويقول الناخبون «إن الموالين للحزب وحركة أمل يراقبون القوائم الانتخابية ويضايقون من لا يصوتون لهم».

ووفقا لتقرير الصحيفة البريطانية فأيا ستكون النتيجة، فمن المحتمل أن تستغرق المفاوضات لتشكيل إدارة جديدة وقتا، وسيكون التعافي الاقتصادي بطيئا. ويمكن للأغلبية التي يقودها حزب الله أن تعزز نفور دول الخليج، التي كانت ذات يوم مستثمرا كبيرا في لبنان في سعيها لمواجهة النفوذ الإيراني.