تحالف لبناني لإسقاط مافيا حزب الشيطان

المعركة النيابية ترفع شعار مواجهة منظومة الفساد والميليشيات الإرهابية جعجع: وجود نصر الله ورفاقه يشكل خطرا كبيرا على الشعب اللبناني جبور: سيطرة الحزب المسلح على المؤسسات الدستورية عزلتنا عربيا عبد الله: تصرفات أمريكا والغرب أعطت شرعية للحزب الإرهابي علوش: الديمقراطية ليست المجال المناسب للانتصار لكنها الخيار المتاح
المعركة النيابية ترفع شعار مواجهة منظومة الفساد والميليشيات الإرهابية جعجع: وجود نصر الله ورفاقه يشكل خطرا كبيرا على الشعب اللبناني جبور: سيطرة الحزب المسلح على المؤسسات الدستورية عزلتنا عربيا عبد الله: تصرفات أمريكا والغرب أعطت شرعية للحزب الإرهابي علوش: الديمقراطية ليست المجال المناسب للانتصار لكنها الخيار المتاح

الثلاثاء - 05 أبريل 2022

Tue - 05 Apr 2022

يتطلع اللبنانيون إلى تحالف سياسي قوي ينجح في إسقاط هيمنة حزب الشيطان المسمى بـ(حزب الله) الإرهابي على لبنان، ويأملون أن تكون الانتخابات النيابية المقررة في 15 مايو المقبل المنقذ لهم، بعد انهيار الوضع اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.

ويرى اللبنانيون أن الانتخابات التي يتبقى عليها 40 يوما، تعد فرصة للتغيير، بعد الانتفاضة الشعبية التي شهدتها البلاد في 17 أكتوبر 2019، حيث أسهم الحزب الإرهابي بشكل كبير فيما وصلت إليه الأوضاع في لبنان، بعدما شارك في الفساد وأمّن تغطيته مقابل منحه حصرية القرار الرسمي اللبناني خدمة لمشروع إيران في المنطقة، وفقا لتقرير نشرته «إندبندنت عربية».

ويؤكد التقرير أن قوى سياسية من أحزاب ومستقلين وشخصيات من المجتمع المدني تخوض الانتخابات تحت عنوان «مواجهة منظومة المافيا والميليشيات»، وترى أن المعركة الانتخابية ستكون بشعار واحد، لكن على لوائح متنافسة، داعية إلى الاختيار بين مشروع «الدولة أو الدويلة»، الدولة القوية الخالية من السلاح غير الشرعي المغطي للفساد.

خطر مسلح

ويتطرق التقرير لرد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، على شعار حملة «حزب الله» الانتخابية «باقون نحمي ونبني»، حيث قال «إن وجود الحزب كما هو، يشكل خطرا كبيرا في كل لحظة على الشعب اللبناني، لكن السؤال هو: كيف ستتم مواجهة هذا الخطر؟ وهل الاستحقاق الديمقراطي المتمثل بالانتخابات النيابية، هو المكان الصحيح لمواجهة حزب الله المسلح؟»

يرى رئيس «جهاز الإعلام والتواصل» في «القوات اللبنانية» شارل جبور أن «الانتخابات النيابية هي بالتأكيد المكان الصحيح لمواجهة حزب الله، لا سيما أن القوات اللبنانية آلت على نفسها منذ عام 2005، وبعد عودتها إلى الحياة السياسية إثر انسحاب الجيش السوري من لبنان وخروج الدكتور سمير جعجع من المعتقل، أن تبني المؤسسات اللبنانية».

ويؤكد أن «شعار البناء والحماية الذي رفعه الحزب لمعركته الانتخابية لا علاقة له بالحزب»، مذكرا بأن «القوات تعمل منذ عام 2005 على بناء مداميك الدولة اللبنانية، وحماية الدولة تكون من خلال الجيش اللبناني والمؤسسات الشرعية ومن خلال الاحتضان الشعبي، بالتالي فإن الحماية الحقيقية تتحقق من خلال وحدة الموقف بين اللبنانيين والحماية المؤسساتية والعسكرية والقضائية والأمنية الشرعية، ومن هذا المنطلق تشكل الانتخابات النيابية محطة أساسية ومهمة في هذا السياق من أجل انتزاع أكثرية نيابية تستطيع كف يد «حزب الله» عن المؤسسات الشرعية.

عزلة لبنان

ويشدد جبور على أن سيطرة الحزب الإرهابي المسلح على المؤسسات الدستورية انعكست سلبا على لبنان وعزلته على أكثر من مستوى، إن على مستوى علاقاته الخارجية، لا سيما مع الدول العربية والخليجية، أو على مستوى إدارة الدولة بعد أن تبين أنها إدارة فاسدة في ظل التعاون بين فريق حزب الله والقوى الحليفة له، إضافة إلى تراجع إمكانية قيام دولة حقيقية ضابطة لحدودها تمنع التهريب وتدفع باتجاه قيام المؤسسات في ظل وجود سلطة قضائية فعلية.

واعتبر أن الانتخابات النيابية أساسية ولا خيار آخر غيرها لمواجهة مشروع حزب الله، والرهان على اقتناع الأغلبية الشعبية بأن لا خيار سوى الدولة القوية والفعلية التي تؤمن الاستقرار والازدهار والحفاظ على نمط عيش كريم للبنانيين.

وأكد أنه «إذا ذهب الشعب اللبناني بكثافة إلى الانتخابات ودفع باتجاه تمكين القوى السيادية لتغيير الأكثرية النيابية عندها يمكن البدء بإنتاج سلطة جديدة تقود مشروع الدولة في لبنان إلى المكان الصحيح».

لا استسلام

ونقل التقرير عن نائب الرئيس السابق لتيار المستقبل مصطفى علوش، المرشح في دائرة طرابلس، «إن الانتخابات النيابية هي المجال الوحيد المتاح للتعبير عن عدم الاستسلام للأمر الواقع وعدم المشاركة مع حزب الله في الحكم، وأقر بأن حزب الله هو منظومة عسكرية بواجهة سياسية، وأن الديمقراطية ليست المجال المناسب للمواجهة والانتصار، لكنها الخيار الوحيد المتاح». وفي حين يجزم رئيس لجنة التواصل والإعلام في القوات اللبنانية بأن حزب الله لن يحصل على الأكثرية النيابية في هذه الانتخابات، لا يستبعد علوش حصول الحزب مجددا على أكثرية المجلس «في ظل التشرذم الحاصل في صفوف القوى السيادية»، لكنه يؤكد أن «الهدف هو في عدم تركه يسيطر على ثلثي المجلس النيابي»، معتبرا أن «الحلول الجذرية تبقى في مواجهة إقليمية تؤدي إلى تسويات جديدة قد تغير معالم الجغرافيا السياسية

مواجهة لا تكفي

ويوضح النائب الاشتراكي بلال عبدالله بأن «مواجهة محور الممانعة بقيادة إيران في المنطقة، وحزب الله جزء منه في الشق المتعلق بالسلاح المستخدم خارج إطار مقاومة إسرائيل، هذه المواجهة تبدأ من الخليج، وتنتهي بالعراق وسوريا وليس في لبنان، الذي هو «الحلقة الأضعف في المواجهة».

ويعتبر عبدالله، المرشح في منطقة الشوف بوجه لائحة مدعومة من حزب الله، أن من أطلق يد إيران في المنطقة هو احتلال أمريكا للعراق دون ترتيب الوضع الداخلي وتركه للفوضى، مشددا على دور الغرب أيضا في حماية نظام الأسد وإعطاء المشروعية لحزب الله في لبنان.

وخلص عالى القول «إن الانتخابات النيابية هي أقل من محطة مفصلية، وهي استحقاق دستوري طبيعي لا يرتقي إلى التغييرات الجذرية والجوهرية، لا الداخلية ولا الخارجية، في موازين القوى».

وأضاف «إن الانتخابات النيابية لن تغير المعادلة الكبيرة في المنطقة، لكن على الرغم من ذلك، يجب أن يبقى في لبنان التيار السيادي الذي يؤمن بمفهوم الدولة، وأن يستمر ويعزز وجوده ولا يمكن أن يحصل ذلك إلا في الانتخابات النيابية»، مشدداً على أن الحزب التقدمي الاشتراكي حريص على المشاركة والبقاء بقوة لأنه يعتبر نفسه مؤتمناً على هوية البلد الوطنية والعربية».

رهان خاسر

ويرفض لبنانيون آخرون الرهان على الانتخابات لإزاحة حزب الشيطان الإرهابي، ويؤكد أن النائب مصطفى فحص من انتفاضة «17 تشرين» «إن الانتخابات النيابية ليست المكان الصحيح لمواجهة المنظومة الحاكمة الفاسدة وخصوصا حزب الله».

وبرر نظريته مستندا إلى الآليات الدستورية الموجودة في القانون الانتخابي والتي تخدم برأيه «حزب الله» داخل طائفته وخارجها، وأكبر دليل على ذلك أن الحزب سيخرج من الانتخابات منتصرا في الخصوصية الشيعية بغض النظر عما إذا كان هذا الانتصار مركبا أم حقيقيا، أما أسباب انتصاره فتعود إلى غياب قوة المواجهة الحقيقية، مقابل وجود خيارات فردية غير مدعومة، إضافة إلى الحاجة إلى مشروع وطني للشيعة وليس مشروعا شيعيا بديلا».

ورأى أن «حزب الله مرتاح للانتخابات النيابية، لكنه في الوقت نفسه لديه أزمة في اختراع العدو الوهمي لاستنهاض جمهوره، لا سيما بعد أن استهلك كل شعاراته السابقة، من هنا هو يركز اليوم على مجموعات 17 تشرين كعدو، متهما إياها بالتنسيق مع السفارة الأمريكية، وعلى القوات اللبنانية متهما إياها بالانسجام مع إسرائيل للإطاحة بسلاحه». وأضاف «إن حزب الله عمل على عسكرة الهوية العقائدية للشيعة فصار السلاح قضية، وتراجع شعار الإصلاح ليحل محله شعار حماية السلاح».