طلال الشريف

ضفتا وادي وج وغيرهما يا سمو الأمير

السبت - 07 مايو 2022

Sat - 07 May 2022

تلقى أهل الطائف خبر تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نهار آل سعود ببالغ الفرح والسرور كأول أمير من الأسرة المالكة يتسلم إمارة محافظة الطائف، لإيمان أهل الطائف وقاطنيها بأن مدينتهم درة المدائن بما تحويه من مكانة تاريخية عظيمة ومقومات طبيعية ومناخ فريد من نوعه طوال العام يمكن أن تجعل منها الوجهة السياحية الأولى في الجزيرة العربية بلا منافس.

والطائف تعتبر البوابة الشرقية للحرمين الشريفين ومن أقدم المدن التي تم استيطانها في الجزيرة العربية، حيث ذكرت كتب التاريخ بأنها ثالث المدن الحضرية قبل الإسلام بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة، وأكسبها موقعها الاستراتيجي ومركزها الحضاري في العصر الجاهلي سمعة واسعة جعلها مركزا تجاريا مميزا، ويمكن أن تبقى كذلك في وقتنا المعاصر وإلى ما شاء الله إذا ما استثمرنا موقعها الاستراتيجي ومقوماتها الطبيعية وعمقها التاريخي، وسمو الأمير سعود بن نهار ليس غريبا ولا بعيدا عن الطائف ويعرف دون شك ما تحتاجه محافظة الطائف، وكلنا ثقة فيما سيقدمه سموه للطائف من تطور

وتحول يوازي تطلعات القيادة العليا وأهل الطائف وعشاقه ومرتاديه والسياح عموما، إلا أننا سنسهم في تقديم بعض المقترحات التطويرية الرئيسة التي سبق وأن تناولنا بعضا منها في مقالات سابقة.

وج ثم وج ثم وج، هذا الوادي العظيم الذي نشأت على ضفتيه مدينة الطائف التاريخية، هو الرهان الحقيقي لتغيير صورة مدينة الطائف بالدرجة الأولى، وهو بحاجة إلى مشروع وطني يشمل توسعته من أقصى الغرب إلى الشرق وإزالة العشوائيات من على ضفتيه وإقامة الأبراج والمراكز التجارية والبحيرات الصناعية ليكون وجهة سياحية مختلفة نوعيا عن الوجهات السياحية الوطنية الأخرى، وليكن مشابها في صورته النهائية للأنهار الطبيعية الموجودة في بعض الدول المعاصرة.

ثم سوق عكاظ أكبر أسواق العرب في الجاهلية والإسلام وأشهر ملتقى للتجارة والفكر والأدب والثقافة، حيث لا يكفي إحياء السوق بالصورة التي ظهر عليها في السنوات الأخيرة، بل يحتاج إلى عمل جبار ونوعي، يبدأ بانتظام مواعيد إقامته، واستكمال مشروعاته التي أعلن عنها سابقا، وتنويع نشاطاته الثقافية والاجتماعية والترفيهية لتشمل النشاطات والفعاليات التاريخية والحديثة، والاستعانة ببيوت الخبرة المحلية والعربية التي يمكن أن تجعل من السوق وجهة جاذبة ليس فقط للعرب وإنما للعالم ولفترات طويلة من العام وليس لأيام معدودة لا توازي الجهود والتكاليف الي تبذل لإقامة السوق.

ثم درب كرا الأثري التاريخي، أو ما يعرف بطريق الجمالة الحجري القديم، والذي يعود تاريخ بنائه إلى أكثر من 1000 عام حسب المصادر التاريخية، وينحدر من قمم الطائف الجبلية الشاهقة في الهدا إلى كرا، وكان يستخدمه المشاة حتى عام 1380هـ على ظهور الجمال للوصول إلى مكة المكرمة، حيث يحتاج إلى إعادة تأهيله وفق أعلى المواصفات مع توفير النواحي الأمنية والمواقع الترفيهية على جانبيه، ليكون وجهة لعشاق الرياضات الجبلية المتنوعة المحلية والعالمية.

ثم ربط منطقتي الهدا والشفا بطريق سياحي يختصر المسافة بينهما ويمكّن السواح من التنقل بينهما دون الدخول لمدينة الطائف، فضلا عما سيوفره إنشاء هذا الطريق من مواقع ومرافق سياحية على قمم جبل غزوان تسهم في إضافة سياحية جديدة لمدينة الطائف، وتخفف من حركة المرور المزدحمة غالبا على طريق الطائف الهدا.

ثم منطقة الشفا هذه المنطقة الجميلة جدا في طبيعتها الجبلية ومزارعها، والتي تحتاج إلى إعادة تخطيط كلي لتحويلها إلى منتجع سياحي عالمي تتوفر فيه كل وسائل الترفيه المتطورة، حيث تفتقد الآن للمرافق السياحية الضرورية والمهمة من الفنادق عالية المستوى والمطاعم والمقاهي المناسبة وأماكن الترفيه المتطورة والبنوك والمرافق الصحية وغيرها كثير.

ثم الطرق الدائرية في الطائف التي تعكس مستوى التطور الحضري للمدينة وتسهم في تخفيف الازدحام في الطرقات وتسهيل الحركة المرورية، حيث لم تستكمل حلقة هذه الطرق مع افتقادها للربط فيما بينها وعدم استكمال بعضها منذ سنوات طويلة.

ثم إحياء وصول بعض الحجاج لأداء مناسك الحج والعمرة عن طريق الطائف وما يحققه ذلك من مكتسبات لمدينة الطائف وإنعاش لمرافقها السياحية وغير السياحية، بما يسهم في استيعاب الأعداد الكبيرة المخطط لاستقبالها من الحجاج والمعتمرين في ضوء برامج رؤية 2030 وتخفيف الضغوط على مطار وميناء جدة الإسلامي.

وأخيرا الجانب الإعلامي المهم جدا، فقد يكون من المناسب تبني إنشاء صحيفة وطنية يكون مقرها مدينة الطائف، أو على الأقل صحيفة الكترونية وفق أحدث المواصفات، تعنى بالطائف على وجه الخصوص، خاصة في ظل توفر الخبرات الإعلامية الكبيرة، ووجود النادي الأدبي، ووجود بعض الملتقيات الثقافية والأدبية النشطة جدا، ووجود جامعة الطائف بما تملكه من خبرات أكاديمية وإعلامية وإدارية متطورة يمكن أن يكون لها دور كبير في بناء الخطة التطويرية للنهوض بمديمة الطائف.

والأمل يحدونا في الطائف يا سمو الأمير في نقلة نوعية انتظرناها طويلا وحانت الفرصة في ظل وجود مهندس الرؤية الوطنية والداعم الأول الأمير محمد بن سلمان لجعل الطائف محط أنظار العالم كوجهة ثقافية وسياحية مميزة، متمنين لسموكم كل التوفيق والسداد.