نعيم الدعاء ولذة المناجاة
الخميس - 21 أبريل 2022
Thu - 21 Apr 2022
تقدم لأخيك المسلم خدمة لا ترجو منه سوى الدعاء، تقابل شيخا كبيرا ترحب به وتكرمه ولا تلتمس منه سوى بركة الدعاء، يخبرك أحدهم عزمه على الحج أو العمرة فلا تطلب منه سوى الدعاء، وكأن المطالب اختزلت، أو أن الأماني تصاغرت أمام الدعاء، وهي والله كذلك، فهو أعز مطلوب وأهم مرغوب، فما الدعاء سوى الاستغناء عن الناس وطلب ما عند رب الناس سبحانه، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذا نكثر. قال: اللَّه أكثر).
فالدعاء وإن كان القصد منه طلب الإجابة إلا أنه عبادة، وافتقار إلى الله عز وجل، وبه تنال محبة الله إذا كان العبد لحوحا في الدعاء، والثقة في حسن اختيار الله لنا منعا وعطاء، إن أعطى فهو الكريم وإن منع فهو الحكيم، قال ابن تيمية في كتاب (اقتضاء الصراط المستقيم): «إذا أراد الله بعبد خيرا ألهمه دعاءه والاستعانة به، وجعل استعانته ودعاءه سببا للخير الذي قضاه له، كما قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: (إني لا أحمل هم الإجابة، وإنما أحمل هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه)».
الدعاء أمان الخائف وملاذ الطالب، وسلاح المكروب، وغيث الملهوف، دمعة خاضعة تتبعها دعوة خاشعة يرجى لها القبول والإجابة بإذن الله، فما بعد الخضوع والدموع سوى الخشوع، وما بين الضيق والفرج سوى دعوة مستجابة، وقد تكون البلايا عطايا، وقد تكون المصائب مواهب، قال (وهب بن منبه): «ينزل البلاء فيستخرج به الدعاء».
الشدائد والصعاب تستجلب الدعاء المستجاب، لأنها تستدعي الافتقار إلى الله وهو أسرع باب يصل العبد به إلى الله، جاء في كتاب (مدارج السالكين) لابن القيم أن أحد العارفين قال: «دخلت على الله من أبواب الطاعات كلها، فما دخلت من باب إلا رأيت عليه الزحام، فلم أتمكن من الدخول، حتى جئت باب الذل والافتقار، فإذا هو أقرب باب إليه، وأوسعه، ولا مزاحم فيه، ولا معوق، فما هو إلا أن وضعت قدمي في عتبته، فإذا هو سبحانه قد أخذ بيدي وأدخلني».
رباه فرج ما ألاقي من تعب
قد فاض دمعي يا إلهي وانسكب
رباه إني ما دعوتك خائبا
أنت العظيم وأنت يا ربي الصمد
أنت الكريم بفضل جودك دائما
فامنن على قلبي بواسع ما تهب
وارحم أيا ربي كثير مواجعي
ما خاب عبد عند بابك قد طلب
ليس الدعاء مقصورا على المصائب وعند الشدائد، ففي الرخاء تتوالى النعم ويلهج اللسان بالحمد، وهو أفضل الدعاء كما أخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام: (أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء: الحمد لله). ومن زرع دعاءه في أرض الرخاء سرّه حصاده في وقت الشدة، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من سرّه أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب، فليكثر الدعاء في الرخاء).
نعيم الدعاء في استحضار الافتقار، والتذلل والرجاء لرب السماء، ولذة المناجاة في الخلوات، قال أحدهم: «والله لو علم الملوك، وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف، فقال قائل: وما الذي أنتم فيه تتلذذون؟ قال: لذة مناجاة الله في الخلوات».
إذا رق قلب المرء درّت جفونه
دموعا له فيها سلو من الكمد
لعمرك ما لذ المطيعون لذة
ألذ وأحلى من مناجاة منفرد
basem_slr@
فالدعاء وإن كان القصد منه طلب الإجابة إلا أنه عبادة، وافتقار إلى الله عز وجل، وبه تنال محبة الله إذا كان العبد لحوحا في الدعاء، والثقة في حسن اختيار الله لنا منعا وعطاء، إن أعطى فهو الكريم وإن منع فهو الحكيم، قال ابن تيمية في كتاب (اقتضاء الصراط المستقيم): «إذا أراد الله بعبد خيرا ألهمه دعاءه والاستعانة به، وجعل استعانته ودعاءه سببا للخير الذي قضاه له، كما قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: (إني لا أحمل هم الإجابة، وإنما أحمل هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه)».
الدعاء أمان الخائف وملاذ الطالب، وسلاح المكروب، وغيث الملهوف، دمعة خاضعة تتبعها دعوة خاشعة يرجى لها القبول والإجابة بإذن الله، فما بعد الخضوع والدموع سوى الخشوع، وما بين الضيق والفرج سوى دعوة مستجابة، وقد تكون البلايا عطايا، وقد تكون المصائب مواهب، قال (وهب بن منبه): «ينزل البلاء فيستخرج به الدعاء».
الشدائد والصعاب تستجلب الدعاء المستجاب، لأنها تستدعي الافتقار إلى الله وهو أسرع باب يصل العبد به إلى الله، جاء في كتاب (مدارج السالكين) لابن القيم أن أحد العارفين قال: «دخلت على الله من أبواب الطاعات كلها، فما دخلت من باب إلا رأيت عليه الزحام، فلم أتمكن من الدخول، حتى جئت باب الذل والافتقار، فإذا هو أقرب باب إليه، وأوسعه، ولا مزاحم فيه، ولا معوق، فما هو إلا أن وضعت قدمي في عتبته، فإذا هو سبحانه قد أخذ بيدي وأدخلني».
رباه فرج ما ألاقي من تعب
قد فاض دمعي يا إلهي وانسكب
رباه إني ما دعوتك خائبا
أنت العظيم وأنت يا ربي الصمد
أنت الكريم بفضل جودك دائما
فامنن على قلبي بواسع ما تهب
وارحم أيا ربي كثير مواجعي
ما خاب عبد عند بابك قد طلب
ليس الدعاء مقصورا على المصائب وعند الشدائد، ففي الرخاء تتوالى النعم ويلهج اللسان بالحمد، وهو أفضل الدعاء كما أخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام: (أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء: الحمد لله). ومن زرع دعاءه في أرض الرخاء سرّه حصاده في وقت الشدة، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من سرّه أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب، فليكثر الدعاء في الرخاء).
نعيم الدعاء في استحضار الافتقار، والتذلل والرجاء لرب السماء، ولذة المناجاة في الخلوات، قال أحدهم: «والله لو علم الملوك، وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف، فقال قائل: وما الذي أنتم فيه تتلذذون؟ قال: لذة مناجاة الله في الخلوات».
إذا رق قلب المرء درّت جفونه
دموعا له فيها سلو من الكمد
لعمرك ما لذ المطيعون لذة
ألذ وأحلى من مناجاة منفرد
basem_slr@