إسماعيل محمد التركستاني

محتوى المسلسلات المحلية في رمضان

الخميس - 21 أبريل 2022

Thu - 21 Apr 2022

كل ما يتم إنتاجه من دراما محلية سواء كانت «اسكتشات» أو مسلسلات قصيرة (أقصد بها التي مدتها شهر واحد فقط) والتي يتم عرضها في رمضان، عليها العديد من الملاحظات والانتقادات. أكتب تلك الملاحظات كوني مشاهدا ولست ناقدا فنيا امتهن مهنة النقد. تلك الأعمال جميعها الهدف الأول لها هو المشاهد وأنا مشاهد.

إذن، من حقي أن أكتب رأيي فيما أشاهد! طبعا، لن أذكر أسماء تلك الأعمال لكيلا تقوم الجهات التي أنتجتها برفع قضية ضدي في المحاكم، حيث أصبح رفع القضايا في هذا الشأن موديل (fashion) يقوم بها كل من يتلقى ويشاهد نقدا (فنيا) ضده أو تقليدا ويقول إن حقه قد حفظ من قبل القوانين الإعلامية وإنه سوف يقوم بتلقين من انتقدوه أو (قلدوه) درسا قاسيا!

الملاحظة الأولى التي أود ذكرها، أنها وللأسف أعمال (سواء كانت دراما اجتماعية أو فكاهية)، ضعيفة المحتوى أو مكررة، واسمحوا لي أن أكتب وأقول ليست مطبوخة على نار هادية وعلى يد إنسان محترف، بمعنى أنها كتبت على عجل (اخبط والزق قبل رمضان) أو كتبت على يد كاتب سيناريو مبتدئ (ومستعجل) لكي ينتهي من العمل ويقبض حقه (كي يقوم بشراء مقاضي رمضان والعيد).

إذن، أستطيع القول إن المشاهد الذي يمتلك حسا فنيا ولدية خبرة في الأعمال الدرامية، سوف يمل من مشاهدة باقي الحلقات ويبدأ البحث في القنوات الفضائية عن الأعمال التي لها قيمة ومحتوى ولها وزنها الفني إلى جانب روعة في الأداء من قبل ممثلين محترفين وليسوا هواة.

الملاحظة الثانية التي أود التطرق إليها، أن الأدوار التي يقوم بها الممثلون هي أدوار لا تضيف إلى من قام بها أي قيمة فنية.

وبمناسبة ذكر الممثلين وأدائهم، استغربت أيما استغراب من ذهاب جائزة أفضل أداء تمثيلي إلى من لا يمتلك سجلا حافلا في الأعمال الفنية وتجاوزت من هم أحق بالجائزة! تعلمون من أقصد!

إذا كان المحتوى كما ذكرت محتوى متهالكا وكتب على عجل، فلك الحق عزيزي المشاهد أن ترى أداء المؤدي (الممثل) الهدف من قيامه بالعمل هو الكاش فقط في نهاية العمل!

ملاحظة أخيرة، أجيال عديدة (في مجتمعنا المحلي) تمتد من ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، مازال متأثرا بسيناريو المسلسل التلفزيوني (طاش ما طاش) الذي كان ومازال يسيطر وبقوة على حياتنا (خاصة في شهر رمضان)!

فجأة، أطل علينا جيل جديد يريد أن ينافس وبقوة ويهدف للخروج من محتوى الحقبة الزمنية الماضية وسيناريوهات الماضي (الهزلي منها خاصة)! ويريدون الوصول إلى المنافسة العالمية بسرعة الصوت والبرق!

باختصار، لابد أن ندرك تماما أن تأثير ومحتوى وسيناريو طاش ما طاش مازال مسيطرا ! إذا أردنا أن ننجح في الوصول إلى أهدافنا العالمية في أعمال الدراما المحلية وصناعة السينما، لابد أن نصنع جيلا كاملا يحمل المفهوم الحقيقي من صناعة الدراما وثقافة صناعة السينما، التي كانت في يوم من الأيام (تابو محرم)! هذا النجاح والهدف بحاجة إلى وقت وجهد جبار وليس فقط الكاش، أليس كذلك!