المملكة أحد ركائز العالم الجديد
الأربعاء - 20 أبريل 2022
Wed - 20 Apr 2022
منذ بدء أزمة الطاقة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، اتجهت أنظار العالم إلى المملكة وقيادتها بوصفها أهم لاعب على الساحة الدولية، في الوقت الحالي على الأقل؛ لأن أي قرار منحاز قد تتخذه يمكن أن يؤثر سلبا أو إيجابا في مجريات الحرب في أوكرانيا وفي حرب أسعار النفط الأكثر شراسة من الحروب بين الجيوش.
لقد أدركت قيادة المملكة منذ تفجّر الأزمة وحتى قبلها أن أطراف الأزمة مصممة على تسييس مسألة الطاقة لتغليب مواقفها في هذا الصراع وفي معركة كسر العظم التي لم تَعُد تراعي أي حرمات وتستخدم البروباغندا والتضليل الإعلامي وتجميد الأرصدة وحظر السفر ووقف الاستيراد وفرض عقوبات على الأفراد والمؤسسات وتسييس كل شيء حتى الرياضة نفسها.
في هذه الحرب، التي كان يمكن تجنبها لو صدقت النوايا، والتي يصعب توقع مآلاتها في المستقبل القريب، استطاعت الإدارة الأمريكية من خلال ماكيناتها السياسية والإعلامية والعسكرية، الخفية منها والعلنية، أن تجبر الدول الأوروبية على الاصطفاف إلى جانبها، طوعا أو كرها، على الرغم من الأضرار الجسيمة التي ستنتج عن مقاطعة النفط والغاز الروسيين والتي سيعاني منها مواطنو هذه الدول لمدة طويلة. كما حشدت هذه الإدارة ما استطاعت من الدول السائرة في فلكها والمسبحة بحمدها والمستعدة للمشاركة في تغذية هذه الحرب التي لم تجلب سوى الدمار لأوكرانيا التي كانت مخلب قط لتنفيذ
مخططات غربية مُعدّة سلفا.
هذا ما فعلته إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في تجييش العالم للمشاركة في غزو العراق واحتلاله تحت ذرائع شتى ومنها جعل العراق نموذجًا للديمقراطية!. يومها رفعت الإدارة الأمريكية شعار «من ليس معنا فهو ضدنا»، ولكن تبين أن هذا الغزو كانت له مخططاته الخفية الخبيثة لتفتيت العراق وإفلات غول الطائفية وإطلاق يد إيران للعبث في أمن المنطقة العربية إما مباشرة أو من خلال وكلائها. انظر مقالة روبرت ساتلوف Robert Satloff في مجلة Wall Street Journal يوم April 8, 2022 بعنوان: لماذا لا يثق الحلفاء العرب بالولايات المتحدة فيما يتعلق بأوكرانيا Why
Arab Allies Don’t Trust the U.S. on Ukraine.
بعض هذه الدول، المحكومة بإلحاح الضرورات الاقتصادية و التنموية، أعلنت موافقتها على مواقف حلف النيتو، لكنها أعلنت في الوقت ذاته أنها ليست مستعدة للتضحية برفاهية شعبها من خلال وقف استيراد الطاقة الروسية.
من الواضح حاليا أن عضة أزمة الطاقة سوف تسبب «صدمة» عالمية بحسب تقدير وكالة الطاقة الدولية، وأن انعكاساتها السلبية لن تقتصر على روسيا بل ستمتد إلى الدول الأوروبية والولايات المتحدة نفسها التي سحبت نسبة لا بأس بها من مخزونها النفطي الاستراتيجية وتمنت على دول أخرى أن تحذو حذوها، في الوقت الذي استطاعت فيه روسيا أن تجد منافذ بديلة لتصدير نفطها وغازها، ومنها الصين والهند الجائعتين لمصادر الطاقة هذه. وبالتأكيد أن ضحايا كثيرة سوف تسقط في الصراع الحالي، وربما يكون رئيس وزراء باكستان عمران خان أول هؤلاء الضحايا لتجرئه على زيارة موسكو في
ذروة أزمة أوكرانيا.
في كل الأحوال فإن إدارة هذه الأزمة محكومة بأجندات سياسية قومية وحزبية وشخصية، كما أن لعبة المصالح هي الطاغية، لدرجة أن الحكومة الإسرائيلية اتخذت موقفا يكاد يكون مغايرا للسياسة الأمريكية فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية لأنها بحاجة إلى روسيا التي أطلقت يد «إسرائيل» لضرب مواقع إيرانية ومواقع لحزب الله في سوريا.
alharbit1@
لقد أدركت قيادة المملكة منذ تفجّر الأزمة وحتى قبلها أن أطراف الأزمة مصممة على تسييس مسألة الطاقة لتغليب مواقفها في هذا الصراع وفي معركة كسر العظم التي لم تَعُد تراعي أي حرمات وتستخدم البروباغندا والتضليل الإعلامي وتجميد الأرصدة وحظر السفر ووقف الاستيراد وفرض عقوبات على الأفراد والمؤسسات وتسييس كل شيء حتى الرياضة نفسها.
في هذه الحرب، التي كان يمكن تجنبها لو صدقت النوايا، والتي يصعب توقع مآلاتها في المستقبل القريب، استطاعت الإدارة الأمريكية من خلال ماكيناتها السياسية والإعلامية والعسكرية، الخفية منها والعلنية، أن تجبر الدول الأوروبية على الاصطفاف إلى جانبها، طوعا أو كرها، على الرغم من الأضرار الجسيمة التي ستنتج عن مقاطعة النفط والغاز الروسيين والتي سيعاني منها مواطنو هذه الدول لمدة طويلة. كما حشدت هذه الإدارة ما استطاعت من الدول السائرة في فلكها والمسبحة بحمدها والمستعدة للمشاركة في تغذية هذه الحرب التي لم تجلب سوى الدمار لأوكرانيا التي كانت مخلب قط لتنفيذ
مخططات غربية مُعدّة سلفا.
هذا ما فعلته إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في تجييش العالم للمشاركة في غزو العراق واحتلاله تحت ذرائع شتى ومنها جعل العراق نموذجًا للديمقراطية!. يومها رفعت الإدارة الأمريكية شعار «من ليس معنا فهو ضدنا»، ولكن تبين أن هذا الغزو كانت له مخططاته الخفية الخبيثة لتفتيت العراق وإفلات غول الطائفية وإطلاق يد إيران للعبث في أمن المنطقة العربية إما مباشرة أو من خلال وكلائها. انظر مقالة روبرت ساتلوف Robert Satloff في مجلة Wall Street Journal يوم April 8, 2022 بعنوان: لماذا لا يثق الحلفاء العرب بالولايات المتحدة فيما يتعلق بأوكرانيا Why
Arab Allies Don’t Trust the U.S. on Ukraine.
بعض هذه الدول، المحكومة بإلحاح الضرورات الاقتصادية و التنموية، أعلنت موافقتها على مواقف حلف النيتو، لكنها أعلنت في الوقت ذاته أنها ليست مستعدة للتضحية برفاهية شعبها من خلال وقف استيراد الطاقة الروسية.
من الواضح حاليا أن عضة أزمة الطاقة سوف تسبب «صدمة» عالمية بحسب تقدير وكالة الطاقة الدولية، وأن انعكاساتها السلبية لن تقتصر على روسيا بل ستمتد إلى الدول الأوروبية والولايات المتحدة نفسها التي سحبت نسبة لا بأس بها من مخزونها النفطي الاستراتيجية وتمنت على دول أخرى أن تحذو حذوها، في الوقت الذي استطاعت فيه روسيا أن تجد منافذ بديلة لتصدير نفطها وغازها، ومنها الصين والهند الجائعتين لمصادر الطاقة هذه. وبالتأكيد أن ضحايا كثيرة سوف تسقط في الصراع الحالي، وربما يكون رئيس وزراء باكستان عمران خان أول هؤلاء الضحايا لتجرئه على زيارة موسكو في
ذروة أزمة أوكرانيا.
في كل الأحوال فإن إدارة هذه الأزمة محكومة بأجندات سياسية قومية وحزبية وشخصية، كما أن لعبة المصالح هي الطاغية، لدرجة أن الحكومة الإسرائيلية اتخذت موقفا يكاد يكون مغايرا للسياسة الأمريكية فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية لأنها بحاجة إلى روسيا التي أطلقت يد «إسرائيل» لضرب مواقع إيرانية ومواقع لحزب الله في سوريا.
alharbit1@