فهد محمد الأحمري

القوة الإنسانية

الاثنين - 11 أبريل 2022

Mon - 11 Apr 2022

الكثير يتحدث عن أنواع القوى المؤثرة في السياسة والدبلوماسية العامة. القوى المعروفة هي القوة الصلبة أو العسكرية يقابلها القوة الناعمة أو الدبلوماسية الشعبية، وأحسب نفسي أنني من من كتب عن هذا النوع أول ظهور مفهومه.

وللتذكير الخاطف فإن القوة الناعمة، تتمثل في الانجذاب إلى القيم المشتركة والجميلة مثل الثقافة، الفنون، الرياضة، الموروثات، اللباقة، السخاء، النزاهة والمصداقية والعدالة... إلخ.. القيم الإنسانية وعادات الشعوب وإنجازاتهم التي تحظى بالتقدير والإعجاب.

اليوم نتحدث عن القوة الإنسانية وهو مفهوم خاص وجديد، يحسن إطلاقه على المملكة العربية السعودية، ولا أشك في أن المجتمع الدولي المنصف يتفق على استحقاق السعودية لهذا المسمى باستثناء الأعداء والحساد وعلى قول بدر بن عبدالمحسن؛ «مادرينا بهرج حسادك أبد».

لم يقتصر خير المملكة منذ تأسيسها على شعبها فقط وإنما شملت عطاياها معظم أرجاء كوكب الأرض، حيث قدمت المساعدات الإنسانية والتنموية والخيرية من منح وقروض ميسرة لأغلب دول العالم دون تمييز على أساس لون أو دين أو عرق، وكانت المملكة دوما من أكبر الدول في العالم تقديما للمساعدات. وإذا نظرنا إلى الأهداف نجد أن الدول الأخرى المانحة للمساعدات كالدول الغربية والشرقية تخدم أجنداتها السياسية لتحقيق تحالف وولاء الدول الممنوحة بخلاف المساعدات السعودية التي تهدف لمد يد العون للمحتاجين ليس إلا.

العنصر الإنساني السعودي حاضر في كل جوانبه على المستوى الرسمي وعلى المستوى الشعبي. فالدعم السعودي الإنساني الرسمي تجاوز 181 مليار ريال سعودي وصل لعدد 164 دولة من خلال المشاريع والمساهمات الإنسانية والتنموية والخيرية والخدمات المقدمة للزائرين (اللاجئين والنازحين).

لاحظ أن السعودية لا تسميهم لاجئين أو نازحين وتضع لهم مخيمات كئيبة كما هو الحال في دول العالم بل تعتبرهم زائرين وينخرطون في أوساط المجتمع ويحصلون على خدمات تمكين العمل بصورة نظامية وخدمات تمكين التعليم لأبنائهم وبناتهم كمثل الاستمارة الموحدة التي أصدرتها وزارة التعليم لقبول الطلاب والطالبات للدراسة في التعليم العام الحكومي بتأشيرة زائر للسوريين واليمنيين وغيرهم.

ولسنا ببعيد عن قصة مواقف المملكة الإنسانية في أزمة كورونا والتي سطرت فيها إعجاب القاصي والداني وامتدت يد العطاء لدول العالم المحتاج إلى اللقاح والإمدادات الطبية والاحترازية.

شمل الدعم الإنساني دول معادية كإيران وتركيا في الكوارث الطبيعية كالسيول والزلازل وآخرها طائرات الإغاثة للمتضررين من السيول والفياضانات المدمرة التي شهدتها إيران عام 2019 وكذلك الدعم الإنساني لمتضرري الزلزال الذي ضرب ولاية إزمير التركية عام 2020 في خضم الأزمة الحادة بين البلدين بسبب مقتل خاشقجي.

القائمة تطول من الدعم السعودي للإنسان في كل مكان.. إنها القوة الإنسانية التي تنفرد بها السعودية.

@fahadalahmary1