البراغماتية السعودية
السبت - 26 مارس 2022
Sat - 26 Mar 2022
حكمت الأيديولوجيات سياسات دول العالم لعدة قرون، وفي أحيان كثيرة سلكت اتجاهات ضد مصالح تلك الدول، لدرجة أن مجرد التفكير في التراجع عن تلك الأيديولوجيات يعتبر وصمة عار لا يمكن مناقشتها. وازداد ظهور البراغماتية في سياسة الدول في العقود الماضية، فعند مراجعة سياسات الدول في العصر الحديث، نجد أن البندول انحرف للاتجاه المضاد بدون أي اعتبار للمثل والأيديولوجيات، وفي بعض الأحيان هناك تجاهل لأي اعتبارات أخلاقية، وتجد الدول المبررات لذلك. فما هي البراغماتية وكيف نشأت وكيف أصبحت جزءا أساسيا من سياسات الدول؟
نشأت البراغماتية في بريطانيا عام 1878، ولكنها تطورت في أمريكا في أواخر القرن التاسع عشر. وقد ساهمت أمريكا في تطور البراغماتية في الفلسفة، حيث قام الفلاسفة شارل بيرس وجون ديوي وويليام جيمس بتطوير البراغماتية في بداية القرن العشرين.
وتعرف البراغماتية في السياسة بسعي السلطات عمليا نحو تحقيق نتائج وأهداف محددة، وتقوم بتبرير السياسات التي اتبعتها بناء على النتائج العملية الناجحة. وتشترك البراغماتية السياسية مع البراغماتية بمعناها الفلسفي في عدم التقيد بالمبادئ المجردة، أو ما تفرضه الأفكار السابقة أو أيديولوجيات معينة.
غالبا ما توصف السياسات التي تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية بالبراغماتية.
وقد ساهمت عدة أمور سياسية في ترسيخ البراغماتية مثل حرب الانفصال الأهلية التي أثرت على التقاليد في عام 1871، والبيئة السياسية المنفتحة والتحرر، كما تأثرت بالثورات الفلسفية مثل ثورة إميرسون في عام 1882، وتحولت البراغماتية من مجال العمل الأخلاقي إلى العقلي. غالبا ما تتم الدعوة إلى البراغماتية تحت بنود حماية الشعب وتوحيده، لكنها تعزز القيم الذاتية للأفراد، كما تغيب الأخلاق عن السياسات البراغماتية. ويستخدم الغرب كلمة أيديولوجي، وذلك تعبيرا عن الشخص الذي لديه منظومة قيم ومبادئ تخص الوطنية والقومية والدين، على عكس الشخص البراغماتي الذي لا يملك أي أيديولوجيا أو قيمة وتعتمد تصرفاته وسلوكياته على مصالحه الشخصية.
وقد تأثرت السياسة الأمريكية بالبراغماتية كمنهج لها، بسبب أن البراغماتية بالأساس من أهم المكونات التي تشكل المجتمع والنظام الأمريكي القائم على النفعية والمصالح، ودأبت الولايات المتحدة الأمريكية باتباع البراغماتية في السياسة الخارجية بعد الحرب العالمية الثانية، ولكن مؤخرا لاحظنا وجود بعض من مظاهر التخبط السياسي التي ظهرت بوضوح عند تغيير الرؤساء كان لبعضها نتائج مدمرة.
إن البراغماتية تشكل الإشارة الرئيسية في النظام الدولي الجديد، فالدليل على ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية، بغض النظر عن التوجه السياسي المهيمن في مجموعة من مناطق العالم، أدركت أن سياسة القوة العسكرية التي كانت تنتهجها باءت بالفشل، وأن مصالحها الاقتصادية قد خرجت عن مسارها بسبب تدخلاتها اليائسة في عدة مناطق بقوتها الصلبة كتدخلها في العراق وأفغانستان على سبيل المثال ولا الحصر، مما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تتخذ منهجا وتفكيرا جديدا في البراغماتية ألا وهو التحالف بين رجال السياسة ورجال الأعمال والمال ورجال الدين، وذلك من أجل الدفاع عن المصلحة العليا للبلاد التي أصبحت تمثل الهدف الأساسي في السياسة الخارجية من خلال توظيف الدبلوماسية الناعمة لتحقيق المنفعة المشتركة عبر الشراكات الاستراتيجية والتعاون مع البلدان النامية، والدليل على ذلك رفضها التدخل عسكريا في إيران وتدخلها المحدود جدا في سوريا.
وعلى غرار الولايات المتحدة الأمريكية، نجد عدة دول ترتكز على المنهج البراغماتي في فلسفة الدولة وخطاب القوى السياسية ولا سيما على الصعيد الخارجي كروسيا والصين وتركيا وإسرائيل؛ فمثلا هذه الأخيرة أصبحت تسعى إلى التطبيع مع العديد من الدول العربية في إطار اتفاقات السلام بغية بناء علاقات سلمية خالية من النزاع، بالأحرى مبنية على أسس براغماتية لجذب المنفعة وتحسين صورتها في العلاقات الدولية في منطقة الشرق الأوسط، رغم أنها ما تزال تقوم بخرق قواعد القانون الدولي بسياستها الاستيطانية والاحتلال وممارسة الأساليب القمعية في حق الشعب الفلسطيني.
وبالنسبة للصين أصبحت تنتهج تفكيرا جديدا في علاقاتها الخارجية بناء على الفلسفة البراغماتية بعيدا عن القوة العسكرية من أجل تحقيق المنفعة وتحسين وجودها على المستوى الدولي من خلال ربط علاقات اقتصادية متميزة مع الدول النامية، وهذا ما يتضح لنا من خلال الاهتمام الصيني بالقارتين الأفريقية واللاتينية، والذي يدخل في إطار رسم طريق الحرير الجديد إلى هاتين المنطقتين ودفع العلاقات وتحسينها فيما بينهم، من أجل تحقيق التنمية في بلدان المنطقتين عبر الشراكات الاستراتيجية، ولعل الاتفاقيات الخاصة بتوزيع وإنتاج اللقاح ضد فيروس كورونا التي قامت بها الصين مع مجموعة من الدول في العالم النامي الذي سيعطي للصين مكانة أخلاقية (المثالية)، التي تدخل في البراغماتية على أنها منقذة ومساعدة للدول النامية في مواجهة هذا الوباء.
تتبع المملكة العربية السعودية سياسة متوازنة بعيدة عن سياسة المحاور والاستقطاب العالمية، تستند على رؤية ثابتة هدفها مصلحة الوطن والشعب وتحقيق أهداف رؤية بعيدة المدى للنهوض بالمملكة في عدة نواح لتأسيس بنية تحتية قوية تتوسع مع مرور الوقت، تصب في مصلحة بناء الناتج الوطني والاقتصاد بجميع أذرعه بما يشمل التصنيع العسكري والتقني، ومؤخرا تدشين الطاقة النووية السلمية للاستفادة من مخزونات اليورانيوم في المملكة التي حباها الله بكثير من الثروات. وهدف كل هذه الخطط الاكتفاء الذاتي وبنية اقتصادية مستقرة يقودها صندوق الاستثمار السعودي، وتنويع مصادر الدخل وإرساء قواعد الأمن في منطقة مضطربة تتجاذبها القوى العظمى في عدة اتجاهات لا يخدم أي منها مصالح دول المنطقة.
كما اتبعت المملكة سياسة تتسم بالابتعاد عن التصريحات والخطابات النارية والرنانة التي تؤجج العواطف لخدمة أجندات خبيثة، كما ابتعدت عن الرد على كثير من تصريحات السياسيين في الغرب وحتى الدول الإقليمية التي تتسم بالهجوم على رموز القيادات السعودية وسياسات الدولة التي تحلت دائما بالابتعاد عن المهاترات السياسية والهدوء والعقلانية والطبخ على نار هادئة.
ورأينا كيف آلت مخططات استغلال موت المرحوم جمال خاشقجي بأصحابها إلى وضع سياسي واقتصادي مزر قادهم إلى الاستجداء، وقد تجاهلت المملكة التلميحات بطلب الزيارة واللقاءات، ورأينا كيف أعاد سياسيون في الغرب توجيه بوصلاتهم إلى الرياض، واحدا تلو الآخر، بعد أزمة الطاقة، وما حدث من غزو أوكرانيا رغم صدور تصريحات قوية في الماضي وتهديدات بجعل المملكة وقادتها منبوذين!!
وتتجه سياسة المملكة إلى الانفتاح والتركيز على المصالح في العلاقات مع الدول بأسلوب براغماتي حديث، وخطط استراتيجية ابتعدت عن الأيديولوجيات من دون إهمال الثوابت الدينية والتاريخية للمجتمع السعودي وعلاقاتها مع دول الخليج، وتتمسك المملكة بسياسة حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وفي نفس الوقت لا تسمح للدول الأخرى بالتدخل في الشؤون الداخلية للمملكة، كما تدعم السياسات الخارجية الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، والعمل من خلال المنظمات الدولية لتحقيق ذلك.
وقد اتبعت القيادة السعودية أسلوبا جديدا في التكتيك السياسي لتحقيق الأهداف، يعتمد على سرعة اتخاذ القرار، وأخذ زمام المبادرة، كدولة محورية قيادية في المنطقة، والتعامل مع المتغيرات السياسية والأمنية والاقتصادية بحرفية تظهر نتائج خططها المتعمقة والحازمة في كل يوم. هناك رؤية بعيدة المدى مدروسة هدفها تحقيق الأمن والرخاء وتنمية الإنسان السعودي تدفع الجميع للثقة بالقيادة الرشيدة وقراراتها. حفظ الله قيادتنا وشعبنا وهذ الوطن المعطاء.
@almaiahmad2
نشأت البراغماتية في بريطانيا عام 1878، ولكنها تطورت في أمريكا في أواخر القرن التاسع عشر. وقد ساهمت أمريكا في تطور البراغماتية في الفلسفة، حيث قام الفلاسفة شارل بيرس وجون ديوي وويليام جيمس بتطوير البراغماتية في بداية القرن العشرين.
وتعرف البراغماتية في السياسة بسعي السلطات عمليا نحو تحقيق نتائج وأهداف محددة، وتقوم بتبرير السياسات التي اتبعتها بناء على النتائج العملية الناجحة. وتشترك البراغماتية السياسية مع البراغماتية بمعناها الفلسفي في عدم التقيد بالمبادئ المجردة، أو ما تفرضه الأفكار السابقة أو أيديولوجيات معينة.
غالبا ما توصف السياسات التي تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية بالبراغماتية.
وقد ساهمت عدة أمور سياسية في ترسيخ البراغماتية مثل حرب الانفصال الأهلية التي أثرت على التقاليد في عام 1871، والبيئة السياسية المنفتحة والتحرر، كما تأثرت بالثورات الفلسفية مثل ثورة إميرسون في عام 1882، وتحولت البراغماتية من مجال العمل الأخلاقي إلى العقلي. غالبا ما تتم الدعوة إلى البراغماتية تحت بنود حماية الشعب وتوحيده، لكنها تعزز القيم الذاتية للأفراد، كما تغيب الأخلاق عن السياسات البراغماتية. ويستخدم الغرب كلمة أيديولوجي، وذلك تعبيرا عن الشخص الذي لديه منظومة قيم ومبادئ تخص الوطنية والقومية والدين، على عكس الشخص البراغماتي الذي لا يملك أي أيديولوجيا أو قيمة وتعتمد تصرفاته وسلوكياته على مصالحه الشخصية.
وقد تأثرت السياسة الأمريكية بالبراغماتية كمنهج لها، بسبب أن البراغماتية بالأساس من أهم المكونات التي تشكل المجتمع والنظام الأمريكي القائم على النفعية والمصالح، ودأبت الولايات المتحدة الأمريكية باتباع البراغماتية في السياسة الخارجية بعد الحرب العالمية الثانية، ولكن مؤخرا لاحظنا وجود بعض من مظاهر التخبط السياسي التي ظهرت بوضوح عند تغيير الرؤساء كان لبعضها نتائج مدمرة.
إن البراغماتية تشكل الإشارة الرئيسية في النظام الدولي الجديد، فالدليل على ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية، بغض النظر عن التوجه السياسي المهيمن في مجموعة من مناطق العالم، أدركت أن سياسة القوة العسكرية التي كانت تنتهجها باءت بالفشل، وأن مصالحها الاقتصادية قد خرجت عن مسارها بسبب تدخلاتها اليائسة في عدة مناطق بقوتها الصلبة كتدخلها في العراق وأفغانستان على سبيل المثال ولا الحصر، مما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تتخذ منهجا وتفكيرا جديدا في البراغماتية ألا وهو التحالف بين رجال السياسة ورجال الأعمال والمال ورجال الدين، وذلك من أجل الدفاع عن المصلحة العليا للبلاد التي أصبحت تمثل الهدف الأساسي في السياسة الخارجية من خلال توظيف الدبلوماسية الناعمة لتحقيق المنفعة المشتركة عبر الشراكات الاستراتيجية والتعاون مع البلدان النامية، والدليل على ذلك رفضها التدخل عسكريا في إيران وتدخلها المحدود جدا في سوريا.
وعلى غرار الولايات المتحدة الأمريكية، نجد عدة دول ترتكز على المنهج البراغماتي في فلسفة الدولة وخطاب القوى السياسية ولا سيما على الصعيد الخارجي كروسيا والصين وتركيا وإسرائيل؛ فمثلا هذه الأخيرة أصبحت تسعى إلى التطبيع مع العديد من الدول العربية في إطار اتفاقات السلام بغية بناء علاقات سلمية خالية من النزاع، بالأحرى مبنية على أسس براغماتية لجذب المنفعة وتحسين صورتها في العلاقات الدولية في منطقة الشرق الأوسط، رغم أنها ما تزال تقوم بخرق قواعد القانون الدولي بسياستها الاستيطانية والاحتلال وممارسة الأساليب القمعية في حق الشعب الفلسطيني.
وبالنسبة للصين أصبحت تنتهج تفكيرا جديدا في علاقاتها الخارجية بناء على الفلسفة البراغماتية بعيدا عن القوة العسكرية من أجل تحقيق المنفعة وتحسين وجودها على المستوى الدولي من خلال ربط علاقات اقتصادية متميزة مع الدول النامية، وهذا ما يتضح لنا من خلال الاهتمام الصيني بالقارتين الأفريقية واللاتينية، والذي يدخل في إطار رسم طريق الحرير الجديد إلى هاتين المنطقتين ودفع العلاقات وتحسينها فيما بينهم، من أجل تحقيق التنمية في بلدان المنطقتين عبر الشراكات الاستراتيجية، ولعل الاتفاقيات الخاصة بتوزيع وإنتاج اللقاح ضد فيروس كورونا التي قامت بها الصين مع مجموعة من الدول في العالم النامي الذي سيعطي للصين مكانة أخلاقية (المثالية)، التي تدخل في البراغماتية على أنها منقذة ومساعدة للدول النامية في مواجهة هذا الوباء.
تتبع المملكة العربية السعودية سياسة متوازنة بعيدة عن سياسة المحاور والاستقطاب العالمية، تستند على رؤية ثابتة هدفها مصلحة الوطن والشعب وتحقيق أهداف رؤية بعيدة المدى للنهوض بالمملكة في عدة نواح لتأسيس بنية تحتية قوية تتوسع مع مرور الوقت، تصب في مصلحة بناء الناتج الوطني والاقتصاد بجميع أذرعه بما يشمل التصنيع العسكري والتقني، ومؤخرا تدشين الطاقة النووية السلمية للاستفادة من مخزونات اليورانيوم في المملكة التي حباها الله بكثير من الثروات. وهدف كل هذه الخطط الاكتفاء الذاتي وبنية اقتصادية مستقرة يقودها صندوق الاستثمار السعودي، وتنويع مصادر الدخل وإرساء قواعد الأمن في منطقة مضطربة تتجاذبها القوى العظمى في عدة اتجاهات لا يخدم أي منها مصالح دول المنطقة.
كما اتبعت المملكة سياسة تتسم بالابتعاد عن التصريحات والخطابات النارية والرنانة التي تؤجج العواطف لخدمة أجندات خبيثة، كما ابتعدت عن الرد على كثير من تصريحات السياسيين في الغرب وحتى الدول الإقليمية التي تتسم بالهجوم على رموز القيادات السعودية وسياسات الدولة التي تحلت دائما بالابتعاد عن المهاترات السياسية والهدوء والعقلانية والطبخ على نار هادئة.
ورأينا كيف آلت مخططات استغلال موت المرحوم جمال خاشقجي بأصحابها إلى وضع سياسي واقتصادي مزر قادهم إلى الاستجداء، وقد تجاهلت المملكة التلميحات بطلب الزيارة واللقاءات، ورأينا كيف أعاد سياسيون في الغرب توجيه بوصلاتهم إلى الرياض، واحدا تلو الآخر، بعد أزمة الطاقة، وما حدث من غزو أوكرانيا رغم صدور تصريحات قوية في الماضي وتهديدات بجعل المملكة وقادتها منبوذين!!
وتتجه سياسة المملكة إلى الانفتاح والتركيز على المصالح في العلاقات مع الدول بأسلوب براغماتي حديث، وخطط استراتيجية ابتعدت عن الأيديولوجيات من دون إهمال الثوابت الدينية والتاريخية للمجتمع السعودي وعلاقاتها مع دول الخليج، وتتمسك المملكة بسياسة حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وفي نفس الوقت لا تسمح للدول الأخرى بالتدخل في الشؤون الداخلية للمملكة، كما تدعم السياسات الخارجية الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، والعمل من خلال المنظمات الدولية لتحقيق ذلك.
وقد اتبعت القيادة السعودية أسلوبا جديدا في التكتيك السياسي لتحقيق الأهداف، يعتمد على سرعة اتخاذ القرار، وأخذ زمام المبادرة، كدولة محورية قيادية في المنطقة، والتعامل مع المتغيرات السياسية والأمنية والاقتصادية بحرفية تظهر نتائج خططها المتعمقة والحازمة في كل يوم. هناك رؤية بعيدة المدى مدروسة هدفها تحقيق الأمن والرخاء وتنمية الإنسان السعودي تدفع الجميع للثقة بالقيادة الرشيدة وقراراتها. حفظ الله قيادتنا وشعبنا وهذ الوطن المعطاء.
@almaiahmad2