برجس حمود البرجس

المؤتمر العالمي لريادة الأعمال

الاثنين - 21 مارس 2022

Mon - 21 Mar 2022

الأعمال أو البزنس في العالم تغير، أو دعني أقول تطور مؤخرا بشكل كبير لأسباب عدة، من أهمها (أولا) التجارة الالكترونية والتحولات الرقمية، (ثانيا) التغيرات بعد التجارب الجديدة خلال الجائحة وبسبب الإغلاقات، (ثالثا) التطور المهول لريادة الأعمال والفنتك والعملات الرقمية والسيارات بدون سائق والروبوتات والذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات. الأعمال أصبح لها شكل ووجه جديد وتوسع كبير، بينما بدأت بعض الأعمال التقليدية في التقلص، وربما الذوبان.

بالإضافة إلى ذلك، التطور السريع في أدوات وأساليب الأعمال كالاستثمارات الجريئة والتمويل الجماعي وغيرها من أنماط لم تكن موجودة قبل سنوات قليلة. جميع الأسباب المذكورة جعلت لريادة الأعمال وجها جديدا أقوى من السابق وأسرع نموا وتغييرا للمفاهيم وأنواع التجارة التقليدية المعتادة.

تحت رعاية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله -، تستضيف الرياض هذا الشهر «المؤتمر العالمي لريادة الأعمال» والذي سيجمع رواد الأعمال وشركات من 180 دولة، وأكثر من 150 متحدث بالإضافة إلى 100 جلسة نقاش. المؤتمر سيقام في تاريخ 27 مارس ولمدة 4 أيام حتى 30 مارس 2022م في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات في مدينة الرياض.

المؤتمر والذي أعلن شعاره «نعيد – نبتكر – نجدد» وبوجود رواد الأعمال العالميين والشركات والصناديق الاستثمارية سيناقش التحديات الاقتصادية وتبادل الخبرات، والتوسع العالمي، حيث إن اليوم غالبية الصناديق الاستثمارية تستثمر خارج بلادها كما تستثمر داخله، وهذا جميعه تحت مسمى اقتناص الفرص.

الفرص والتحديات والتعامل مع الأزمات ستكون محور النقاشات، أيضا الوجه الجديد للخدمات والذي يختلف عن اليوم، فالواضح بأن الروبوتات وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي ومنتجات البيانات الضخمة ستغير مفاهيم وخدمات كثيرة في حياتنا اليوم. جميع هذه ستناقش في المؤتمر والفرص متاحة للجميع، سواء رواد الأعمال وأصحاب الفكر والأفكار، وأيضا للصناديق الاستثمارية. التركيز سيكون على المتغيرات بعد الجائحة وإغلاق الأسواق وسيكون عن الاستفادة من الأزمات وتحويلها إلى فرص.

عوامل الاستدامة والاستمرارية وقابلية التوسع اختلفت مع مفاهيم الأعمال الجديدة والتي لعبت التقنيات دورا كبيرا في وجهها الجديد، فتقنيات الجيل الخامس وإنترنت الأشياء والتقنيات المالية والمشاريع الريادية ولدت أنماطا مختلفة للاستثمار تم التعامل بها كثيرا وكبيرا مؤخرا فقد طغت الاستثمارات الجريئة والمستثمر الملائكي على أنماط الاستثمارات العادية.

القطاعات المختلفة والشركات والعوائل الثرية وأيضا الأفراد اتجهوا إلى تأسيس صناديق تستثمر في الفرص الابتكارية والناشئة والقابلة للنمو السريع، والسوق منفتحة شهيته لما هو أكثر من ذلك حيث الأنظار على العملات الرقمية والتقنيات الواعدة كالسيارة الطائرة والتوصيل عبر العربات الآلية للمنازل والسيارة بدون سائق والسيارات الكهربائية والسيارات التي تعمل بالطاقة الشمسية، وكذلك التطور المهول في الخدمات الطبية التي تطورت مؤخرا وكذلك التعلم والأعمال عن بعد.

المؤتمر سيكون مكانا لتوحيد وتأسيس نظام عالمي لريادة الأعمال، وسيكون خارطة طريق لما بعد الجائحة، والجميع ينظر له كأول ملتقى عالمي بعد الجائحة والتي غيرت مفاهيم كثيرة في الأعمال الريادية؛ ربما تتشكل منه خارطة طريق لريادة الأعمال التي تضع بالحسبان الدروس المستفادة من أزمة الجائحة وكذلك الاستفادة من الأزمات وتحويلها إلى فرص جوهرية.