طامي الشمراني

الثقافة في منطقة الجوف

الخميس - 03 مارس 2022

Thu - 03 Mar 2022

ممّا لا شك فيه أن المملكة العربية السعودية بشكل عام شهدت نهضة جديدة على كافة المستويات، ومنها المستوى الثقافي الذي أخذ منحى جديدا في اتجاه الحداثة والمعاصرة؛ من حيث التنوّع والمستوى، فتأسست المنتديات والملتقيات الثقافيّة، ونشطت المراكز الثقافية، وأقيمت المهرجانات، وغير ذلك من أنشطة تنم عن حياة وروح جديدة في ثقافة المجتمع عامة والأجيال الجديدة خاصة، وما ذلك إلا بفضل المراسيم الملكية والقرارات الجديدة لجلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، و صاحب السمو الملكي ولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظهما الله برعايته وأمانه.

ومنطقة الجوف التي تقع في شمال وسط المملكة كان لها دور الصدارة والسبق بعد منطقة الرياض التي تُعَدّ المركز الرئيس في المملكة.

ففي منطقة الجوف كان المشهد الثقافي غنيّا ومتنوّعا من خلال المهرجانات واللقاءات الثقافية التي ارتبط أغلبها بما اختصت به المنطقة من مزروعات فمن أشهر المهرجانات التي تقام في الجوف هو مهرجان الزيتون، ومهرجان تمور الجوف تحت مسمى «ربيع الجوف بحلوتها»، بالإضافة إلى مهرجان الفاكهة. والمهرجانات التراثية التي تقام في المنطقة كمهرجان السدو الذي يسهم في إبقاء ونشر حرفة صناعة السدو في المنطقة، كما يسهم في دعم الأسر المنتجة، بالإضافة إلى مهرجان مقيض طبرجل للهجن الداعم لرياضة سباق الهجن، ومهرجان طبرجل لإحياء التراث، و«المهرجان الثقافي النسائي» الذي يُقام برعاية الأميرة مضاوي بنت سعود بن عبدالله ويتضمن العديد من الفعاليات والبرامج والأنشطة الأدبية والثقافية التي تهتم بشرائح المجتمع كلها ومن الجنسين وفي جميع محافظات المنطقة.

وفي هذا المهرجان تشارك المرأة في الجوف في الأنشطة الثقافية والأدبية بفعاليات متنوعة؛ منها المحاضرات والأمسيات الشعرية التي تؤكد إبداع المرأة في مجال الأدب من خلال القصائد الوطنية والذاتية التي تشارك فيها النساء في المنطقة، وكذلك محاضرات الإرشاد النفسي والقانوني وغيرها كالمسابقات الثقافية والمعارض الفنية.

كما يسهم نادي الجوف الأدبي بشكل لافت في هذه النشاطات والفعاليات بناء على توجيه ورعاية كريمة من الأمير فيصل بن نواف بن عبد العزيز أمير منطقة الجوف حفظه الله.

كل هذا يشير إلى أن الجوف صارت من المناطق المهمة في المشهد الثقافي في وطننا الغالي من خلال المهرجانات والنشاطات الثقافية التي تتوج برعاية لافتة ودعم من سمو أمير المنطقة وحرمه؛ وهذا يعني التفاعل والتشارك بين السلطة السياسية والمجتمع الأهلي في المنطقة.

ولا بد من الإشارة إلى أن الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، ومعهد «ثقف» تسهم في دعم الحركة الثقافية من خلال رعاية وتدريب المواهب الفنية والأدبية والثقافية بشكل أكاديمي، وتسهم في تنمية مهارات الشباب والشابات، وتشجعهم على تحقيق تطلعاتهم التي سيكون لها دور مهم في رؤية المملكة 2030.

ولا بد من الإشارة إلى الاهتمام بالتراث الشعبي بشقّيه المادي وغير المادي، من خلال المعارض المختلفة للمقتنيات التراثية.

إن الحديث عن الحركة الثقافيّة في منطقة الجوف يطول، ولكني حاولت استعراضه من خلال أبرز المشاهد فيه، وكل أملي ودعائي أن تظل المنطقة عامرة بمهرجاناتها ونشاطات شبابها، وروح التفاعل بين أميرها وشعبها، لما فيه خير المنطقة وخير المملكة كلها.

tamidghilib1404@