باسل النيرب

حتى لا تنخدع.. كيف تفهم آليات عمل الخوارزميات؟

السبت - 12 فبراير 2022

Sat - 12 Feb 2022

تعتبر الخوارزميات العصب الأساسي للثورة التكنولوجية والأساس الذي بنيت عليه منصات وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وهي بمثابة منجم الذهب لما تدره من أرباح بسبب المعلومات والبيانات التي تجمعها عن مستخدمي المنصات، حيث يعاد بيعها في سوق التجارة الالكترونية العالمي.

حسب آخر تقرير نشره موقع wearesocial يبلغ عدد مستخدمي الإنترنت حول العالم نهاية عام 2021 ما قدر بـ 4.95 مليارات يشكلون 62.5% من سكان العالم، منهم 4.62 مليارات مستخدم لمنصات التواصل الاجتماعي بنسبة 58.4%، ومع الاستخدام الواسع للإنترنت والمنصات الاجتماعية تظهر كلمة خوارزمية والسؤال الذي أطمح لإجابته كيف يمكن أن تتعامل مع خوارزميات محركات البحث (Google) ومنصات التواصل الاجتماعي؟

بداية وبشكل مبسط تعني كلمة خوارزمية: مجموعة رياضية من القواعد تحدد كيف تتصرف مجموعة من البيانات حيث تساعد الخوارزميات في الحفاظ على النظام؛ وفي ترتيب نتائج البحث والإعلانات، وتستخدم الخوارزميات على وسائل التواصل الاجتماعي لفرز المحتوى ضمن موجز المستخدم، ولتحديد أولويات المحتوى المفضل للمستخدم بناء على عدد من العوامل.

إذن الغرض من الخوارزمية هو تصفية المحتوى غير الملائم واقتراح محتوى مناسب وفقا لطبيعة البحث وطبيعة الجمهور الذي تتابعه على منصات التواصل الاجتماعي، ومع ذلك يجب الحذر فخوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي ليست مثالية؛ فقد تبين لتحليل موقع YouTube أن 64% من مقاطع الفيديو التي حصلت على ملايين المشاهدات تم اختيارها بواسطة الخوارزمية بدأت خاطئة أو غير دقيقة، بينما واجه 60% من المستخدمين وجود مقاطع فيديو لأشخاص قاموا بسلوك خطير.

تختلف أنواع الخوارزميات حسب المنصات الاجتماعية؛ فمثلا تتكون خوارزمية Facebook من (شعبية المحتوى، نوع المحتوى، العلاقة، حداثة المحتوى)، وبالنسبة للمحتوى المدفوع تتضمن الخوارزمية (المشاركة، استجابة العملاء، العلاقة بالموضوع). ومن النصائح للتعامل الأمثل مع خوارزميات لـ Facebook بناء العلاقات مع المحيط بشكل أوثق من خلال الردود على التعليقات ثم الإعجاب، واستخدم قصص الـ Facebook لأنها لا تظهر في ملف الأخبار وبالتالي لا تعتمد على الخوارزمية للظهور، مع الاهتمام بنشر الفيديو الذي يحصل على تفاعل أعلى في العادة وتفضله الخوارزمية.

بالنسبة إلى خوارزمية TikTok فهي تعتمد على خلاصة «For You» وتشمل (تفاعل المستخدم، تفاصيل الفيديو مثل التسميات التوضيحية وعلامات التصنيف، إعدادات الجهاز والحساب التي تتضمن البلد واللغة)، وتستند توصيات الـTikTok على عدد المتابعين وانتشار الفيديو.

بالنسبة إلى خوارزمية LinkedIn فقد طور الموقع خوارزمية قائمة على الاتصال والمشاركة، لذا فإن المحتوى القوي والملائم هو مفتاح النجاح، حيث تهدف الخوارزمية إلى تعزيز المشاركة وتحديد أولويات المحتوى ذي الصلة. ولتحقيق أكبر قدر للاستفادة من خوارزمية LinkedIn (استخدام ما بين 3-10 علامات تصنيف في المنشور، التعليقات أكثر أهمية من الإعجابات أو ردود الفعل، صحيح أن محتوى الفيديو أكثر شيوعا من الأنواع الأخرى ولكن ليست له الأولوية القصوى في الخلاصة، ويعد المشاركة مع الأشخاص والمجموعات الأساس في عملية التواصل.

قامت خوارزمية Twitter عند تأسيسها على تصنيف المشاركات وفقا للجدول الزمني، واليوم Twitter أكثر تعقيدا، فهي تعتمد على (الملاءمة، النشاط، الحداثة، ونوع الوسائط مثل GIF، صورة، فيديو) وحاليا يعمل Twitter أن تكون المنشورات متوافقة مع الخوارزمية، والترتيب الزمني، ونشر المحتوى ذي الصلة، والمشاركة والتفاعل من حيث التعليقات والنشر في الأيام والأوقات المثلى.

بالنسبة إلى خوارزمية Instagram فهي تستند على ستة عوامل رئيسية: (الاهتمام، العلاقة مع المستخدم، المتابعة، وقت الجلسة، الوقت المنشور، ووقت جلسة المستخدم).

بالنسبة إلى خوارزمية Google فهي أعقد مما سبق، فهي تسمح بترتيب الصفحات وفقا لاستعلامات بحث معينة وبكلمات بسيطة، وهي نظام ترتيب يسمح بخوارزميات متعددة العمل وتتكون من عوامل مختلفة مثل الجودة والملاءمة وسهولة قراءة الصفحة.

وتنجز حسابات Google العمل من خلال البحث عن الصفحات التي تحتوي على الكلمات المحددة التي تم استخدمتها للنظر فيها، ثم توزيع موضوع لكل صفحة بناء على بعض العناصر بما في ذلك عدد المرات التي تظهر فيها العبارات الرئيسة في الصفحة.

ومن العوامل التي تؤثر على خوارزمية Google فحص الكلمات، حيث تسعى Google للحصول على ما تبحث عنه بمساعدة نماذج اللغة، ويمكن لـGoogle كشف التوقعات ثم مطابقة البحث؛ فعملية تقسيم الكلمات هي البداية عند البحث، فيقوم من خلال شروطك في السجل والبحث عن المواقع التي تطابق بحثك بشكل وثيق مع البيانات التي تطلبها. ثم يتم تحديد الصفحات وأثناء البحث لا يهم عدد الصفحات، الأهم تعقب البيانات الصحيحة، وهنا لا بد من الإشارة أن Google لا يقدم قوائم مفهرسة مماثلة لكل شخص بغض النظر عما إذا كانوا يبحثون عن الكلمات المماثلة.

ختاما الكل يعلم أن منصات وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة لا تفرض أي شروط أو مقابلا ماليا لاستخدامها، وهنا تذكر المثل الإنجليزي «إذا كان المنتج مجانا فأنت المنتج»، وحتى تتعامل مع الخوارزميات تذكر أنها تقيم بشكل مستمر طريقة تصرفك ومعلوماتك وتقدم المحتوى الذي تعتقد أنك سترغب في رؤيته، وحتى تتجاوز آليات علمها؛ الأصل أن لا تؤكد افتراضات ومعلومات مقترحة من الخوارزميات وأن تبحث بنفسك عما تريده وليس ما تقترحه الخوارزميات، مع تقديم أقل المعلومات في ملفك الشخصي وتغيرها في كل فترة ممكنة وعدم عرض الكثير من المعلومات الشخصية، كذلك استخدم المنصات بدون تسجيل الدخول.

@b_nerab