تاريخ الحماقة!
الاثنين - 31 يناير 2022
Mon - 31 Jan 2022
يمكن الحديث عن الحماقة بأنها رعونة في التفكير يصاحبها سرعة وخطأ محقق في الفعل أيضا، وإن كانت الحماقة ترتبط بهذه بالدرجة الأولى، فإنها ترتبط بدرجة تالية بسرعة ردة الفعل، وربما بدأت الحماقة مع الإنسان الحالي الهومو؛ لأن ثمة ارتباط بين العقل والحماقة، فبافتراض وجود العقل، يصبح أي فعل غير عاقل هو فعل أحمق، وإن كانت هذه البدايات لتاريخ الحماقة، فربما والله أعلم بأن أول حماقة ارتكبها الإنسان عندما تعلم الدرس الصحيح فطبقه التطبيق الخاطئ في أول عملية قتل للإنسان عندما تعلم دفن الموتى من الطائر، لكنه طبق هذا الفعل عندما قتل أخاه، وعطفا على آراء الفيلسوف الروماني إميل سيوران، فإن الحماقة الأولى للإنسان هي حماقة الولادة، كما أصدر كتابا عن مثالب الولادة، وربما كانت الحماقة الأولى صاحبت أقدم مهنة في التاريخ!
وستبقى الحماقة مختزلة في عقل الإنسان ما دامت فكرا لا يجاوز عقل صاحبه، وستتحول الحماقة من مجرد فكر نائم خامد ومستكين داخل جسد الأحمق، ما لم تتحول من فكر مأزوم لا يخضع أفكاره للمنطق والعقل والروية والتشاور (نشير هنا إلى أبي حنيفة عندما آن له أن يمد رجليه!) إلى حماقة حقيقة عندما تتحول الحماقة إلى فعل، فلعل أبرز ما يميز الحماقة هو الفعل الذي يخرجها من طور التفكير إلى طور الأفعال، ويمكننا قول العكس أيضا، ربما تتحول الحماقة إلى حكمة عندما يصر صاحبها بالاحتفاظ فيها وعدم إخرجها إلى فعل، لأنها لم تنضج في داخله، ولا يمكن القول بأن الفعل الأحمق هو ما يمكن أن نعبر عنه بالفعل المادي الجسدي، بل يمكن للقول أن يكون هو الآخر فعلا أحمقا لأنه خرج من فكر داخلي إلى فعل هو الكلام الأحمق!
ولعل من حماقة الإنسان التي لا تغتفر هي الحرب، وهي أشهر حماقات الإنسان، فهتلر الذي أراد أن يجعل من الإمبراطورية الألمانية أمة عظيمة قادها بالحرب إلى أكبر حماقة لا تزال تعاني منها للآن، وحرب الثلاثين عاما لم تكن سوى حماقة راحت ضحيتها أكثر من ثمانية ملايين إنسان، ولا أقصد بالحرب هنا بالدفاع عن النفس، بل الحرب التي تستطيل لتغتال صوت الإنسان وروحه من أجل أطماع توسعيه!
والحماقة الثانية التي ارتكبها الإنسان ويزال يرتكبها هي حماقة التعصب، فتخيل ما يحمل التعصب على ظهره من آفات لا تحتمل، فالتعصب هو إغلاق العقل عن الفهم المنطقي للأشياء والنظر بعين واحدة يتبعها فعل بناء على هذه الرؤية الأحادية، ولك أن تتخيل أيضا، كيف يمكن للإنسان أن يحرم نفسه ويحرم كائن بشري من حقوق ونجاح وحياة بسبب تعصبه لعرق أو دين أو لون!
أما الحماقة الثالثة فهي حماقة الثقة المفرطة، فلولا هذه الحماقة التي تعمي صاحبها عن وضع نفسه في مكانه الصحيح لما قام بفعل خاطئ، وبرغم أن الثقة مصدر إلهام للإبداع وجرأة فإنها مثل شفرة سكين وقعت بيد مجنون، إن تهيأت لمن لا يدرك مواطن الصواب والخطأ ومع قدرة أو قوة أو سلطة، صارت هذه الثقة جنونا مفرطا في حياة الإنسان!
يجدر بي أن أشير لمقولة للعرب ربما هي من تعريفات الحماقة بالفعل، إذ قالوا «من غضب من غير ما مغضب فهو أحمق، ومن استغضب ولم يغضب فهو حمار!»
Halemalbaarrak@
وستبقى الحماقة مختزلة في عقل الإنسان ما دامت فكرا لا يجاوز عقل صاحبه، وستتحول الحماقة من مجرد فكر نائم خامد ومستكين داخل جسد الأحمق، ما لم تتحول من فكر مأزوم لا يخضع أفكاره للمنطق والعقل والروية والتشاور (نشير هنا إلى أبي حنيفة عندما آن له أن يمد رجليه!) إلى حماقة حقيقة عندما تتحول الحماقة إلى فعل، فلعل أبرز ما يميز الحماقة هو الفعل الذي يخرجها من طور التفكير إلى طور الأفعال، ويمكننا قول العكس أيضا، ربما تتحول الحماقة إلى حكمة عندما يصر صاحبها بالاحتفاظ فيها وعدم إخرجها إلى فعل، لأنها لم تنضج في داخله، ولا يمكن القول بأن الفعل الأحمق هو ما يمكن أن نعبر عنه بالفعل المادي الجسدي، بل يمكن للقول أن يكون هو الآخر فعلا أحمقا لأنه خرج من فكر داخلي إلى فعل هو الكلام الأحمق!
ولعل من حماقة الإنسان التي لا تغتفر هي الحرب، وهي أشهر حماقات الإنسان، فهتلر الذي أراد أن يجعل من الإمبراطورية الألمانية أمة عظيمة قادها بالحرب إلى أكبر حماقة لا تزال تعاني منها للآن، وحرب الثلاثين عاما لم تكن سوى حماقة راحت ضحيتها أكثر من ثمانية ملايين إنسان، ولا أقصد بالحرب هنا بالدفاع عن النفس، بل الحرب التي تستطيل لتغتال صوت الإنسان وروحه من أجل أطماع توسعيه!
والحماقة الثانية التي ارتكبها الإنسان ويزال يرتكبها هي حماقة التعصب، فتخيل ما يحمل التعصب على ظهره من آفات لا تحتمل، فالتعصب هو إغلاق العقل عن الفهم المنطقي للأشياء والنظر بعين واحدة يتبعها فعل بناء على هذه الرؤية الأحادية، ولك أن تتخيل أيضا، كيف يمكن للإنسان أن يحرم نفسه ويحرم كائن بشري من حقوق ونجاح وحياة بسبب تعصبه لعرق أو دين أو لون!
أما الحماقة الثالثة فهي حماقة الثقة المفرطة، فلولا هذه الحماقة التي تعمي صاحبها عن وضع نفسه في مكانه الصحيح لما قام بفعل خاطئ، وبرغم أن الثقة مصدر إلهام للإبداع وجرأة فإنها مثل شفرة سكين وقعت بيد مجنون، إن تهيأت لمن لا يدرك مواطن الصواب والخطأ ومع قدرة أو قوة أو سلطة، صارت هذه الثقة جنونا مفرطا في حياة الإنسان!
يجدر بي أن أشير لمقولة للعرب ربما هي من تعريفات الحماقة بالفعل، إذ قالوا «من غضب من غير ما مغضب فهو أحمق، ومن استغضب ولم يغضب فهو حمار!»
Halemalbaarrak@