عادل الحميدان

عزل فلسطين

الثلاثاء - 25 يناير 2022

Tue - 25 Jan 2022

من المسؤول عن إدارة ملف عزل فلسطين عن محيطها العربي؟! سؤال يتبادر إلى الأذهان عند مشاهدة تلك المشاهد المقززة القادمة من الداخل الفلسطيني.

حرق أعلام الدول وشتم قياداتها عادة ليست بالجديدة على من يعرف تاريخ (المناضلين) العرب ومرجعيتهم الفكرية والسياسية منذ النكبة وحتى اليوم مرورا بكافة المحطات المظلمة التي عرفها ما يسمى النضال العربي.

ورغم أن سياسة الأعلام المحروقة لم تؤت ثمارها في الماضي، ولم تحقق سوى اسوداد وجوه المتظاهرين بدخانها، إلا أن هناك من يحاول بكل ما أوتي من قوة وكيروسين إشعال نار القطيعة بين الفلسطينيين والعرب.

مثل هذه المشاهد خيل لمعدها ولمخرجها أن يكون لها تأثير على المواطن العربي العادي فيطالب بمقاطعة فلسطين والابتعاد عن قضيتها، وترك الفلسطينيين يواجهون مصيرهم، وهذا ما لم يخطر حتى على بال أشد الصهاينة مقتا للعرب!

فمن سيقف في صف من يحرق علم بلاده، ومن سيتعاطف مع من يرفع أعلام الأعداء ورموز الإرهاب، وبالعودة إلى التاريخ العربي وفي الشأن الفلسطيني تحديدا.. سيكون الجواب حتما.. الجميع!

فالجميع يعلم أن هناك من يزايد ويسعى إلى تحويل القضية الفلسطينية إلى ورقة ابتزاز، فوفقا لرؤية المناضلين فإن ما يريده الطرف (أ) من الطرف (ب) يمكن أن يتحقق في حال رفع علم فلسطين ولو في ملهى ليلي، أو حرق علم آخر في أحد شوارع غزة!

في هذه الفترة وقد بلغ جنون المناضلين ذروته هناك من تعمد رفع علم فلسطين إلى جانب صور إرهابيين مثل الهالك قاسم سليماني، وكذاب الضاحية، ودجال اليمن، وكأن من رفع هذه الصور يريد إيصال رسالة للعالم مفادها أن هؤلاء والفلسطينيين سواء، والحق أن الشرفاء من أبناء فلسطين كانوا الأكثر امتعاضا من ربط اسم بلادهم بقائمة عملاء الشيطان.

الحقيقة التي يعرفها سكان العالم ويتجاهلها هؤلاء أنه لن يموت أحد بهتاف أحد، ولن تسقط دول بإحراق أعلامها، ولن يزول احتلال بترديد هتافات، والأهم أنه لن يستفيد من هذه الممارسات سوى باعة مكبرات الصوت والقماش والإطارات المستعملة.

بالنسبة للسعوديين فهم يدركون جيدا دوافع حقد أولئك على بلادهم التي انطلقت بثبات إلى مصاف الدول الأكثر تأثيرا في السياسة والاقتصاد عالميا، متجاوزة وبسنوات ضوئية مستنقعات الشعارات وتجار المظاهرات، وسيبقون على مبادئهم داعمين لقضايا أمتهم ولو كره المزايدون.

Unitedadel@