دخيل سليمان المحمدي

حماية الأبناء من وحوش الفضاء

الخميس - 30 ديسمبر 2021

Thu - 30 Dec 2021

يسبحون في عالم فضائي مخيف من خلال شاشات رقمية وألعاب الكترونية، اعتزلوا من حولهم بعيدا عن أعين الرقابة، تاهت بهم مراكبهم الفضائية وهم جالسون، قادهم فضولهم وحماسهم إلى التحليق بهذا الفضاء المرعب.

ها هم يجوبون العالم معرضين أنفسهم لوحوش الفضاء الذين سرعان ما يرمون شباكهم عبر شبكاتهم لالتهامهم عاطفيا وتهديداتهم ابتزازا وتنمرا صامتا سيلاحظ تأثيره سلوكيا بعد عدة جلسات انفرادية أمام تلك الألعاب الشبكية التي قد تكون مقدمة لعزلة سلبية مختارة تسبب بها الفضاء الالكتروني الذي استفرد بهم وأتاح للبعض إمكان انتحال شخصيات لا تمت لهم بصلة واستخدموا أسلوبا ماكرا من أجل تحقيق أهدافهم الخبيثة سواء في إقامة العلاقات المشبوهة أو التغرير بهم بزرع الأفكار المنحرفة في أذهانهم خصوصا أنهم مازالوا في سن مبكرة تساعد على تقبل كل فكرة ترسل إليهم باستغلال الألعاب كوسيلة لنقل العادات السيئة لهم.

هناك من يقول إن الألعاب الالكترونية جيدة وإيجابية للأطفال وذلك لتنمية نمو الفكر والتفوق الدراسي، نسي تناقض المتعة التي توفرها ألعاب الفيديو بشكل كبيرمع يوم عادي في المدرسة قد يتسبب في تفضيل الأطفال لألعاب الفيديو على أي شيء آخر، مما يدفعهم إلى عدم الالتفات إلى العمل المدرسي حتى خارج المدرسة، مما يسبب إهمال واجباتهم المدرسية أو التحضير والمذاكرة للاختبارات واختيار ألعاب الفيديو بدلا من ذلك.

فهذا مما يؤدي إلى ضعف الأداء ويؤثر على ذكائهم العاطفي.

وهناك من يقول إن الألعاب الالكترونية تفتح فضاء واسعا للأطفال مما يجعلهم يتعلمون كيفية التعامل مع الأحداث والعقبات التي قد تواجههم، نسي أن العديد من هذه الألعاب يحتوي على العنف المفرط، والألفاظ النابية، والعنصرية، التي لا يمكن للأطفال تصورها بالطريقة الصحيحة ويفشلون في أخذ هذه الصور بحذر وينتهي بهم الأمر بمحاولة محاكاة نفس السلوك كما تم تصويره في الألعاب.

وأيضا هناك من يقول إن ترك الأطفال يلعبون لوحدهم يعطيهم القوة التي تجعلهم يعتمدون على أنفسهم بالتعامل مع الآخرين، نسي أن بعدهم عن التجمعات الاجتماعية والأسرية تزيد من فرص الإصابة باضطراب التكيف والاكتئاب والقلق والتوتر في حياتهم العملية وكذلك الشخصية بسبب الانفصال الاجتماعي.

وهناك من يقول إن هذه الألعاب تعلم أطفالنا طريقة الدفاع عن النفس، نسي أنه قد يؤدي المحتوى العنيف في ألعاب الفيديو والإشباع الفوري الذي يقدمونه إلى جعل الأطفال غير صبورين وعدوانيين في سلوكهم عندما يفشلون في تسيير الأمور كما هو مخطط لها أو يتم وضع أي قيود عليها، أو يسمعون من المعلمين النصح والإرشاد والانتقاد لمن يمارس هذه الألعاب لما تحويه من أفكار عدوانية قد تظهر في سلوك مزعج للآخرين.

هناك العديد من العائلات تشعر بالقلق والخوف حيال أطفالهم من هذا الفضاء الذي أدمن عليه أطفالهم، حيث إن بنية دماغ الطفل تتطور ولا يستطيع التمييز بين الصواب والخطأ حتى يتم الكشف عنه في عالمه الحقيقي.

الخبر السار لهذه الأسر هو ما قامت به الهيئة الوطنية للأمن السيبراني بالتوقيع مع وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لإطلاق برنامج متخصص لحماية الأطفال حول العالم، حيث تعد هذه المبادرة إحدى أكبر وأكثر المبادرات ضخامة لحماية الطفل سيبرانيا.