أحمد الهلالي

المشروع الفارسي يتحطم على الحيد السعودي!

الثلاثاء - 28 ديسمبر 2021

Tue - 28 Dec 2021

النمر السعودي العميد تركي بن صالح المالكي المتحدث الرسمي لقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، تحدث في مؤتمره الصحفي بلغة الواثق، وكانت تعابيره وإيماءاته خطابا بصريا موازيا لا يقل أهمية عن المعلومات التي بسطها على مائدة التلقي، وافتتحها بإسهابه عن تكتيك طول النفس السعودي في الحرب اليمنية منذ بدايتها، واعتبار المملكة للمجتمع الدولي وإتاحة الفرصة تلو الأخرى للحل السياسي؛ لأن السعودية تحرص أشد الحرص على مصلحة اليمن وعودة الاستقرار إليه بعودة مقاليد الأمور إلى الشرعية.

تكرر - مقرونا بالإرهاب - مصطلحا (الحرس الثوري الإيراني/ وحزب الله اللبناني) على امتداد زمن المؤتمر الصحفي، وأثبت المالكي بالأدلة امتلاك الإيرانيين للقرار اليمني، وأن الحوثيين ليسوا سوى أداة تنفيذية تأتمر بإملاءاتهم، ولعل الفيديو الذي عرض من مجلس أبي علي الحاكم يدمغ الشك باليقين، فنحن في اليمن لا نحارب الحوثيين، بل نحارب مشروعا طائفيا تبذل إيران كل طاقاتها لترسيخ أقدامه في اليمن.

المشروع الإيراني الطائفي الآثم الذي تستميت طهران من أجله، فسره مقطع الإرهابي اللبناني في حديثه عن (البحر الأحمر وسواحله)، فإيران التي تطل على كامل الضفة الشرقية للخليج العربي، وتصرح بسيطرتها على مضيق هرمز، فشلت سابقا في اختراق الجزيرة العربية من ضفة الخليج الغربية، خاصة بعد قطع يدها في مملكة البحرين، وقد وجدت ضالتها في اليمن، فهو قطعة من أرض الجزيرة العربية، ويطل على مضيق باب المندب، ويتماس مع السعودية، وتعتبره إيران ركنا أساسيا ومعبرا إلى السعودية، في ظل المشروع الفارسي التوسعي، ممتطي المذهب (الاثنا عشري) القائم على خرافة (الولي الغائب)، الذي لن يظهر إلا بالسيطرة على قبلة المسلمين!

نحن لا نحارب الحوثيين في اليمن بصفتهم ميليشيا لديها طموحات سياسية تقليدية في تقلد زمام الأمور في اليمن، بل نحارب مشروعا عقيديا أسسته الثورة الخمينية في اليمن يسعى لإقامة الإمبراطورية الفارسية على الأراضي العربية، وهذا ما تحدث عنه سمو ولي العهد في لقائه مع داوود الشريان، حين قال: «كيف أتفاهم مع واحد لديه قناعة مرسخة منصوص عليها في دستوره بأنه يجب أن يسيطروا على مسلمي العالم الإسلامي، ونشر المذهب الجعفري (الاثنا عشري) في جميع أنحاء العالم الإسلامي حتى يظهر (المهدي المنتظر)، هذا كيف أقنعه، وكيف أتفاهم معه؟».

امتلاك إيران لأغلب القرار العراقي، وامتلاكها للقرار السوري والقرار اللبناني، وامتلاكها للقرار الحوثي، واستماتتها لامتلاك القرار اليمني، جعل السعودية في مواجهة شبه مباشرة معها، فقدرات الحوثيين الهزيلة معروفة فكريا وسياسيا وعسكريا، وهذا ما أرغم طهران على الزج بحسن إيرلو حاكما لليمن الحوثي، لكنها كعادتها وإن زجت ببعض قيادات الحرس الثوري؛ لكن لخشيتها من المواجهة المباشرة مع السعودية، فهي تقتصد في إرسال المقاتلين الإيرانيين، ولا ترسلهم بكثرة المقاتلين العرب، فتعمد إلى إرغام حزب الله على إرسال عناصره وخبرائه إلى اليمن كما فعلت في سوريا والعراق؛ لأنها تتجنب المواجهات المباشرة، وتتخذ أغبياء العرب كباشا تضحي بهم لإقامة مشروعها الاستعماري.

تقترب السعودية قائدة التحالف العربي اليوم من قطع أيدي العبث الإيرانية، وقد مرغت أنوف إيران وكباشها، وأخرجتهم من اليمن في التوابيت، وليس آخرهم الإصبع الآمر الحاكم العسكري الإيراني لليمن حسن إيرلو، ولا عدد من رؤوس الغباء الحوثي، فالقائمة بحسب تصريحات المالكي ستطول، وهنا يتجلى عزم السعودية الأكيد على الضرب المؤلم، فقد تمكنت من زرع خلايا استخبارية عميقة وموثوقة خلال فترات الصبر التكتيكي، ستمكنها من اجتياز المأزق الذي تواجهها به الأمم المتحدة، فالتحالف اليوم يرفع شعار (القانون الدولي) بكل ثقة، ويعلن المواقع المستهدفة بالضربات الجوية، ويزمّن أوقات الاستهداف، وهذا يؤكد عزم التحالف على تجاوز الأمم المتحدة إذا تطلب الموقف، فقد أثر تدخلها في استعادة الحُديدة على مجريات الأمور في اليمن، وللتحالف العربي الحق في تجاوز المنظمة الأممية خاصة بعد فضائح دعمها لميليشيا الحوثي الإرهابية بقصد أو بغير قصد، وعلى هذا هل تضطر إيران الآن إلى المواجهة المباشرة، أم تزيد تضحياتها بكباش الفداء الإرهابية من سوريا والعراق ولبنان في اليمن؟!

لكن النمر السعودي قال: «نحن كسعوديين قد نسامح، لكن لا ننسى.. لا نغضب .. لا نغضب.. وإذا غضبنا أوجعنا»!

ahmad_helali@