هل يعاني طفلك من مشاكل في النوم؟
السبت - 18 ديسمبر 2021
Sat - 18 Dec 2021
تختلف ساعات وطبيعة نوم الأطفال من طفل لآخر حسب السن وعوامل كثيرة أخرى، وحسب الطفل والعوامل الوراثية والوظيفية الطبيعية للطفل، ولكل طفل نمطه الخاص بالاستيقاظ والنوم وليس من المنطقي مقارنة نوم الأطفال إلا في حدود ضيقة، ويختلف نوم الأطفال وطبيعته عن الكبار اختلافا كبيرا في طبيعته وعدد الساعات وعوامل أخرى كثيرة. بصفة عامة هناك ساعات نوم طبيعية لكل سن؛ فمثلا الأطفال حديثو الولادة ينامون ما بين 16-20 ساعة يوميا وفي سن 1-3 سنوات معدل ساعات النوم 12-15 ساعة تقريبا وفي سن 13-18 سنة من 9-12 ساعة يوميا.
وتختلف طبيعة نوم الصغير بحسب اختلاف عمره، ففي الفترة الأولى من عمره يكون نومه عميقا جدا للدرجة التي ربما تضطرالأم أحيانا لإيقاظه للرضاعة، وأحيانا لا يستيقظ حتى في وجود أصوات أو ضوضاء بجانبه. وفي الفترة الثانية من عمره بين الـ6 أشهر والـ9 أشهر يكون نومه عميقا لكن بدرجة أقل مقارنة بحديث الولادة، وتبدأ طبيعة نومه الشخصية والتي تعتمد على الوراثة في الظهور؛ فمثلا قد يكون نومه عميقا أو خفيفا ويستيقظ من أقل صوت. وفي خلال مرحلة ما بين الـ4 سنوات وعمر المدرسة تقل مشكلات النوم عند الأطفال نوعا ما ويكون النوم عميقا للغاية في الغالب بسبب جهد النهار الموزع بين اللعب والأنشطة والمدرسة، وتكون المشكلة عادة في هذه السن في الغالب بسبب موعد النوم وليس نوعيته، فكثيرا ما يقاوم الصغار النوم مبكرا بسبب التلفاز أو القراءة وربما حتى المذاكرة. ونصيحتي للأم حاولي أن تنظمي يوم صغيرك بما يكفل له نوما جيدا؛ لأن عدم حصوله على ما يكفي من النوم يجعله معتل المزاج شارد الذهن أثناء الدراسة.
وهناك عدة وظائف مهمة للنوم تشمل تعزيز النمو، ويتم إفراز هرمون النمو في المقام الأول خلال النوم العميق، وقد أشارت الأبحاث إلى نقص في هرمون النمو لدى الأطفال ممن يعانون في نقص في النوم العميق. ويسهم النوم في تعزيز وظائف القلب ويشكل ذلك حماية للأوعية الدموية. وهناك علاقة بين قلة النوم وزيادة الوزن كما أن النوم الصحي يعزز مناعة الجسم من خلال إفراز بروتينات تسمى سيتوكينات التي تفرز خلال النوم. وقد أشارت كثير من الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يحصلون على عدد ساعات أقل من الطبيعي لسنهم يعانون من قلة التركيز والاندفاعية في السلوك التي تسبب الإصابات والكدمات وأحيانا يتسبب ذلك في ظهور أعراض قد تشخص خطأ باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والنتيجة تدني في التحصيل الدراسي، ونرى مثل هذه الحالات على سبيل المثال في تضخم اللحمية ويسبب ذلك الشخير والنوم المضطرب لدى الأطفال وعادة ما تختفي كل هذه الأعراض بمجرد إزالة اللحمية المتضخمة جراحيا.
وتشمل أعراض اضطرابات النوم عند الأطفال الأرق والشعور بالإرهاق الشديد والنعاس أثناء النهار وتقلب المزاج والتوتر والشعور وقد يعاني الطفل من مشاكل صحية مثل السمنة والتبول اللا إرادي.
وتكثر مشاكل النوم عند الأطفال في السنوات الأولى من عمر الطفل بأشكال مختلفة. وقد تكون عابرة أو مُتقطِّعة أو مُزمِنَة في طبيعتها. أغلب أسباب هذه الاضطرابات تكون نفسية، كتغيير في حياة الطفل الاجتماعية مثل التحاق الطفل بمركز الحضانة أو روضة الأطفال، أو بسبب الخوف من الغرباء أو الأصوات غير المألوفة لديهم، ولكن بعض حالات اضطراب النوم عند الأطفال يكون فيزيولوجيا مرتبطا بمرض معين. وتشمل اضطرابات النوم:
- النوم الانتيابي: وهو اضطراب ينجم عنه عدة نوبات من النوم خلال النهار ونوبات من الجمود والشلل النومي أو الشعور بالنعس بشكل دائم لعدم الكفاية في النوم، ويُعتقد أن سبب هذا الاضطراب قد يكون جينيا وراثيا، وممكن أن يبدأ قبل البلوغ رغم بدئه عادة في سن المراهقة، ولابد من الدراسات المخبرية للنوم (sleep study) لعمل هذا التشخيص بصورة قطعية. والعلاج الدوائي قد يشمل وصف المنبهات لوسنات النوم النهارية ومضادات الاكتئاب.
- نوبة الذعر الليلي: تظهر حالات الذعر الليلي أو الفزع الليلي عادة في سنوات ما قبل الدراسة، ويحدث الفعل المُوقظ خلال المرحلة الرابعة للنوم وعادة عند بدء دورة النوم، ويكون الطفل فيها في وضع ضعف صحي، حيث تبدو عليه علامات الجهد مثل تنفس مجهد وحدقات عين متسعة، تعرق، تسرع القلب، عدم تركيز، الشعور بالريبة والخوف، وقد تحدث حالة السير النومي (المشي أثناء النوم)، ويحتاج الطفل في هذه الحالة إلى عدة دقائق لإدراك ما يجري حوله، وعادة ما ينسى الطفل محتوى الحلم الذي سبب له الفزع. نسبة إصابة الذكور تكون أكثر من الإناث في هذه الحالة.
- الكوابيس: حالات الكوابيس تصيب مختلف الأعمار، وتتميز عن نوبات الذعر الليلي بأن الطفل في نومه يرى حلما مزعجا يتلو ذلك حالة صحو تام للطفل وتذكُّر الحلم.
وتزول أكثر حالات الكوابيس الليلية مع تقدم الطفل بالعمر في مرحلة البلوغ. ويسجل حوالي (7-15%) من الأطفال مشاكل تتعلق بالكوابيس ويكون حدوث أحلام القلق خلال مرحلة الريم REM (مرحلة النوم ذي الحركة السريعة للعين) إذ يستيقظ الطفل ويبدو صاحيا خلال وقت قصير، متذكرا عادة محتويات الحلم، وتصاب الإناث بهذا الاضطراب أكثر من الذكور.
- المشي أثناء النوم: يحدث المشي أثناء النوم أثناء المرحلة الثالثة أو الرابعة من النوم وذلك في (10-15%) من الأطفال بسن المدرسة وتختفي تلك الحالات العارضة مع بدء المراهقة بصورة طبيعية، والغالب فيها أن تترافق مع بول الفراش الليلي، ولا تعتبر الحالة خطيرة ولكن لا بد من التأكد من عدم وجود اضطراب صرع من خلال الفحص المخبري. وفي أغلب هذه الحالات تكون المسألة مسألة وقت قبل اختفاء الأعراض.
وللأهل أهمية كبيرة في معالجة اضطرابات النوم، ومن ذلك مثلا تجنب الخلافات العائلية أمام الأطفال وعدم معاقبة الطفل وتأنيبه بسبب الأعراض ومراعاة حالته النفسية واستخدام نور ليلي والسماح بترك باب غرفة الطفل مفتوحا ما عدا في حالات المشي أثناء النوم والتي قد تسبب سقوطا وإصابات فينصح بأغلاق الأبواب وينصح بعدم السماح للأطفال بمشاهدة المشاهد العنيفة على التلفاز، والقراءة للطفل بكتاب محبب لهم قبل النوم كجزء من روتين النوم، وتقديم الوجبات الخفيفة والحمام الساخن وإعطاء الحنان للطفل والاهتمام اللازم، كذلك تنظيم روتين الطفل لأوقات الطعام واللعب والنوم وعدم تغيير هذا الروتين بشكل مفاجئ ومستمر، وجعل شكل غرفة نوم الطفل مريح نفسيا بتعليق صور أو وضع ألعاب يحبها مثلا، مع ألوان يرغبها، أيضا استخدام ستائر سميكة أو حاجبة للضوء لجعل غرفة الطفل مظلمة ولمنع دخول ضوء الصباح إليها والذي يؤدي إلى إيقاظه مبكرا، كل ذلك يعتبر من أهم السبل لجعل الطفل ينام بهدوء. ويجب ملاحظة وجود شخير لدى الطفل من عدمه، ومراجعة الطبيب المختص لفحصه للتأكد من عدم وجود مشكلة في التنفس.
ومن أمثلة العلاج الدوائي والعشبي الميلاتونين: وهو مكمل غذائي ينصح باستعماله لفترة أسبوعين متواصلة لتنظيم النوم ثم يوقف العلاج فيستمر النوم الطبيعي ويستخدم بعد ذلك حسب الحاجة.
كلونيدين Clonidine: يستخدم في بعض حالات فرط الحركة ونقص الانتباه ويساعد في التقليل من كوابيس النوم.
في بعض الحالات النادرة يتم استخدام المهدئات أو مركبات الـBenzodiazepin ومضادات الاكتئاب في حالات الفزع الليلي. ولا بد من التأكيد على أهمية الدراسات المخبرية للنوم والفحص السريري في تقييم اضطرابات النوم.
almaiahmad2@
وتختلف طبيعة نوم الصغير بحسب اختلاف عمره، ففي الفترة الأولى من عمره يكون نومه عميقا جدا للدرجة التي ربما تضطرالأم أحيانا لإيقاظه للرضاعة، وأحيانا لا يستيقظ حتى في وجود أصوات أو ضوضاء بجانبه. وفي الفترة الثانية من عمره بين الـ6 أشهر والـ9 أشهر يكون نومه عميقا لكن بدرجة أقل مقارنة بحديث الولادة، وتبدأ طبيعة نومه الشخصية والتي تعتمد على الوراثة في الظهور؛ فمثلا قد يكون نومه عميقا أو خفيفا ويستيقظ من أقل صوت. وفي خلال مرحلة ما بين الـ4 سنوات وعمر المدرسة تقل مشكلات النوم عند الأطفال نوعا ما ويكون النوم عميقا للغاية في الغالب بسبب جهد النهار الموزع بين اللعب والأنشطة والمدرسة، وتكون المشكلة عادة في هذه السن في الغالب بسبب موعد النوم وليس نوعيته، فكثيرا ما يقاوم الصغار النوم مبكرا بسبب التلفاز أو القراءة وربما حتى المذاكرة. ونصيحتي للأم حاولي أن تنظمي يوم صغيرك بما يكفل له نوما جيدا؛ لأن عدم حصوله على ما يكفي من النوم يجعله معتل المزاج شارد الذهن أثناء الدراسة.
وهناك عدة وظائف مهمة للنوم تشمل تعزيز النمو، ويتم إفراز هرمون النمو في المقام الأول خلال النوم العميق، وقد أشارت الأبحاث إلى نقص في هرمون النمو لدى الأطفال ممن يعانون في نقص في النوم العميق. ويسهم النوم في تعزيز وظائف القلب ويشكل ذلك حماية للأوعية الدموية. وهناك علاقة بين قلة النوم وزيادة الوزن كما أن النوم الصحي يعزز مناعة الجسم من خلال إفراز بروتينات تسمى سيتوكينات التي تفرز خلال النوم. وقد أشارت كثير من الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يحصلون على عدد ساعات أقل من الطبيعي لسنهم يعانون من قلة التركيز والاندفاعية في السلوك التي تسبب الإصابات والكدمات وأحيانا يتسبب ذلك في ظهور أعراض قد تشخص خطأ باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والنتيجة تدني في التحصيل الدراسي، ونرى مثل هذه الحالات على سبيل المثال في تضخم اللحمية ويسبب ذلك الشخير والنوم المضطرب لدى الأطفال وعادة ما تختفي كل هذه الأعراض بمجرد إزالة اللحمية المتضخمة جراحيا.
وتشمل أعراض اضطرابات النوم عند الأطفال الأرق والشعور بالإرهاق الشديد والنعاس أثناء النهار وتقلب المزاج والتوتر والشعور وقد يعاني الطفل من مشاكل صحية مثل السمنة والتبول اللا إرادي.
وتكثر مشاكل النوم عند الأطفال في السنوات الأولى من عمر الطفل بأشكال مختلفة. وقد تكون عابرة أو مُتقطِّعة أو مُزمِنَة في طبيعتها. أغلب أسباب هذه الاضطرابات تكون نفسية، كتغيير في حياة الطفل الاجتماعية مثل التحاق الطفل بمركز الحضانة أو روضة الأطفال، أو بسبب الخوف من الغرباء أو الأصوات غير المألوفة لديهم، ولكن بعض حالات اضطراب النوم عند الأطفال يكون فيزيولوجيا مرتبطا بمرض معين. وتشمل اضطرابات النوم:
- النوم الانتيابي: وهو اضطراب ينجم عنه عدة نوبات من النوم خلال النهار ونوبات من الجمود والشلل النومي أو الشعور بالنعس بشكل دائم لعدم الكفاية في النوم، ويُعتقد أن سبب هذا الاضطراب قد يكون جينيا وراثيا، وممكن أن يبدأ قبل البلوغ رغم بدئه عادة في سن المراهقة، ولابد من الدراسات المخبرية للنوم (sleep study) لعمل هذا التشخيص بصورة قطعية. والعلاج الدوائي قد يشمل وصف المنبهات لوسنات النوم النهارية ومضادات الاكتئاب.
- نوبة الذعر الليلي: تظهر حالات الذعر الليلي أو الفزع الليلي عادة في سنوات ما قبل الدراسة، ويحدث الفعل المُوقظ خلال المرحلة الرابعة للنوم وعادة عند بدء دورة النوم، ويكون الطفل فيها في وضع ضعف صحي، حيث تبدو عليه علامات الجهد مثل تنفس مجهد وحدقات عين متسعة، تعرق، تسرع القلب، عدم تركيز، الشعور بالريبة والخوف، وقد تحدث حالة السير النومي (المشي أثناء النوم)، ويحتاج الطفل في هذه الحالة إلى عدة دقائق لإدراك ما يجري حوله، وعادة ما ينسى الطفل محتوى الحلم الذي سبب له الفزع. نسبة إصابة الذكور تكون أكثر من الإناث في هذه الحالة.
- الكوابيس: حالات الكوابيس تصيب مختلف الأعمار، وتتميز عن نوبات الذعر الليلي بأن الطفل في نومه يرى حلما مزعجا يتلو ذلك حالة صحو تام للطفل وتذكُّر الحلم.
وتزول أكثر حالات الكوابيس الليلية مع تقدم الطفل بالعمر في مرحلة البلوغ. ويسجل حوالي (7-15%) من الأطفال مشاكل تتعلق بالكوابيس ويكون حدوث أحلام القلق خلال مرحلة الريم REM (مرحلة النوم ذي الحركة السريعة للعين) إذ يستيقظ الطفل ويبدو صاحيا خلال وقت قصير، متذكرا عادة محتويات الحلم، وتصاب الإناث بهذا الاضطراب أكثر من الذكور.
- المشي أثناء النوم: يحدث المشي أثناء النوم أثناء المرحلة الثالثة أو الرابعة من النوم وذلك في (10-15%) من الأطفال بسن المدرسة وتختفي تلك الحالات العارضة مع بدء المراهقة بصورة طبيعية، والغالب فيها أن تترافق مع بول الفراش الليلي، ولا تعتبر الحالة خطيرة ولكن لا بد من التأكد من عدم وجود اضطراب صرع من خلال الفحص المخبري. وفي أغلب هذه الحالات تكون المسألة مسألة وقت قبل اختفاء الأعراض.
وللأهل أهمية كبيرة في معالجة اضطرابات النوم، ومن ذلك مثلا تجنب الخلافات العائلية أمام الأطفال وعدم معاقبة الطفل وتأنيبه بسبب الأعراض ومراعاة حالته النفسية واستخدام نور ليلي والسماح بترك باب غرفة الطفل مفتوحا ما عدا في حالات المشي أثناء النوم والتي قد تسبب سقوطا وإصابات فينصح بأغلاق الأبواب وينصح بعدم السماح للأطفال بمشاهدة المشاهد العنيفة على التلفاز، والقراءة للطفل بكتاب محبب لهم قبل النوم كجزء من روتين النوم، وتقديم الوجبات الخفيفة والحمام الساخن وإعطاء الحنان للطفل والاهتمام اللازم، كذلك تنظيم روتين الطفل لأوقات الطعام واللعب والنوم وعدم تغيير هذا الروتين بشكل مفاجئ ومستمر، وجعل شكل غرفة نوم الطفل مريح نفسيا بتعليق صور أو وضع ألعاب يحبها مثلا، مع ألوان يرغبها، أيضا استخدام ستائر سميكة أو حاجبة للضوء لجعل غرفة الطفل مظلمة ولمنع دخول ضوء الصباح إليها والذي يؤدي إلى إيقاظه مبكرا، كل ذلك يعتبر من أهم السبل لجعل الطفل ينام بهدوء. ويجب ملاحظة وجود شخير لدى الطفل من عدمه، ومراجعة الطبيب المختص لفحصه للتأكد من عدم وجود مشكلة في التنفس.
ومن أمثلة العلاج الدوائي والعشبي الميلاتونين: وهو مكمل غذائي ينصح باستعماله لفترة أسبوعين متواصلة لتنظيم النوم ثم يوقف العلاج فيستمر النوم الطبيعي ويستخدم بعد ذلك حسب الحاجة.
كلونيدين Clonidine: يستخدم في بعض حالات فرط الحركة ونقص الانتباه ويساعد في التقليل من كوابيس النوم.
في بعض الحالات النادرة يتم استخدام المهدئات أو مركبات الـBenzodiazepin ومضادات الاكتئاب في حالات الفزع الليلي. ولا بد من التأكيد على أهمية الدراسات المخبرية للنوم والفحص السريري في تقييم اضطرابات النوم.
almaiahmad2@