حزب الله يدفع لبنان نحو جهنم

مهنا: حسن نصر الله هدد جيش اللبنانيين قائلا: اقعدوا عاقلين وتأدبوا حادثة القمصان السود واليوم المجيد تفضح تربص الحزب الإرهابي التلويح بـ100 ألف مقاتل استفزاز وتحد وانتهاك لإرادة الدولة
مهنا: حسن نصر الله هدد جيش اللبنانيين قائلا: اقعدوا عاقلين وتأدبوا حادثة القمصان السود واليوم المجيد تفضح تربص الحزب الإرهابي التلويح بـ100 ألف مقاتل استفزاز وتحد وانتهاك لإرادة الدولة

الخميس - 04 نوفمبر 2021

Thu - 04 Nov 2021

«لم يكن لبنان يوما هزيلا ضعيفا ومترهلا كما هو الآن، حتى إبان الحرب الأهلية (1975-1989)، كان اللبناني يشعر بأن ظهره محمي، لأن المجتمع الدولي والدول العربية، كانا يحاولان جاهدَين التدخل بأي طريقة لمساعدة لبنان واللبنانيين، كان ينقص نشوء أزمة دبلوماسية خطيرة مع الدول الخليجية عموما والسعودية خصوصا، لتدفع البلد بخطوات حثيثة نحو جهنم التي تكلم عنها رئيس الجمهورية ميشال عون.. بهذه الكلمات جسدت الكاتبة والمحللة اللبنانية سوسن مهنا الواقع الذي تعيشه بلادها، بعد تصريحات جورج قرداحي المسيئة والإجراءات التي اتخذتها دول الخليج لوقف هيمنة حزب الله الإرهابي.

تقول سوسن في مقال نشره موقع «العربية نت» «لم يشعر اللبناني بالحاجة والقلة والفقر كما هي الأوضاع اليوم؛ لأن المساعدات كانت تأتي بوفرة دائما. كان هناك أمل في أن الحرب لا بد من أن تضع أوزارها وينتقل اللبنانيون إلى بناء دولتهم.

أما اليوم، فلا أمل. انحدر البلد إلى مشاريع محاور أكبر من أن يتحمّلها، وهو المثقل بالأزمات المتنقلة السياسية والاقتصادية والدستورية».

إدانة نصر الله

في المقابل ـ وكما تقول مهنا ـ اعتبر رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب​ القوات اللبنانية ​شارل جبور أن «المئة ألف مقاتل يشكلون إدانة لحسن نصر الله نفسه ولحزبه، إذ أن لديه جيشا على حساب الدولة والدستور والقانون والجيش اللبناني.

وهذا التصريح ينم عن تسرع وغياب للحكمة السياسية، ويدل بالملموس على أن كل محاولاته للترويج أنه مقاومة، لا علاقة لها بالواقع. وكان الانقلاب الأول على اتفاق الطائف بدأ من خلال إبقاء السلاح بيد حزب الله. فلا تستقيم دولة بوجود سلاحين».

وقال جبور «إن عدد المئة ألف مقاتل لا يخيفنا؛ لأننا عندما أجبرنا على القتال وسقط لنا آلاف الشهداء في الحرب اللبنانية، لم يكن حزب الله ولد بعد. ولكننا نأسف لوجود فريق سياسي يتباهى بأن لديه مئة ألف مقاتل ويهدد من خلالهم الشعب اللبناني، ويقول عليكم أن تخضعوا لإرادتي لأنكم لن تتمكنوا من مواجهة سلاحي».

حرب أهلية

ترى مهنا أن حادثة الطيونة التي جرت في 14 أكتوبر الماضي، أعادت للأذهان مشاهد الحرب الأهلية بكل تفاصيلها، باعتبار أن هذه المنطقة كانت «خطوط تماس»، وهي كما بات يعرف تقع بين منطقتين متجاورتين، الشياح وهي حاضنة للثنائي الشيعي، حركة أمل وحزب الله، وعين الرمانة وهي حاضنة لحزب القوات اللبنانية، كادت هذه الحادثة أن تدخل البلد في حرب أهلية جديدة ونتج منها ظهور أبعاد كانت تعتمل داخل النفوس قبل أن تتفجر بصورة متاريس ورصاص، ومنها أن البلد سهل الانقياد إلى حرب، وأن مبدأ التقسيم على أساس الطائفية سهل أيضا، إضافة إلى تغييب كامل للدولة، حكومة وقيادات، ما أثبت هشاشة الأمن مع ما يعرف بالسلم الأهلي والعيش المشترك.

اقعدوا وتأدبوا

تضيف الكاتبة اللبنانية «بعد الحادثة بأيام قليلة، أطل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وحمل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، المسؤولية عن الاشتباكات التي حصلت.

وقال «إن القوات اللبنانية تسعى إلى عودة الحرب الأهلية، معتبرا أن أكبر تهديد لأمن المجتمع المسيحي هو حزب القوات اللبنانية ورئيسه»، وأعلن أن الهيكل العسكري للحزب يضم 100 ألف مقاتل مدربين ومسلحين في لبنان»، مهددا بالقول «لا تخطئوا الحساب... اقعدوا عاقلين وتأدبوا». واعتبر حزب الله أن إطلالة نصر الله وكلامه عن عناصر المئة ألف، في إطار ردع من تسول له نفسه جر البلد إلى حرب أهلية»، وهو بذلك يقع في مغالطة وتناقض، إذ كيف يكون ذلك وعدد مسلحي الحزب يفوق عدد الجيش اللبناني، وأمينه العام وقف وهدد بأنه إذا لم تحصل محاسبة، فلكل حادث حديث».

القمصان السود

لم تكن حادثة الطيونة الأولى من نوعها ضمن إطار التهديد بالذهاب إلى حرب أهلية، فالكل يتذكر حادثة 7 مايو 2008، التي أطلق عليها نصر الله تسمية «اليوم المجيد»، وحادثة التهديد بـ»القمصان السود» في يناير 2011، حين أسقطت حكومة سعد الحريري بينما كان في اجتماع مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

حاول بعض الفرقاء ومنهم النائب السابق وليد جنبلاط إعادة الحريري إلى منصبه، إلا أن حزب الله أرسل عناصر مسلحة إلى كل أنحاء العاصمة بيروت وإلى المناطق الدرزية النائية، وكان التهديد المبطن الذي تنقله «القمصان السود» واضحا، وكان لانتشارها دور في تعديل قرار جنبلاط وتسميته النائب نجيب ميقاتي حينها رئيسا للحكومة.

قرار إيراني

ولفت شارل جبور إلى أنه عمليا، المئة ألف مسلح يتحركون بقرار من القيادة الإيرانية، وربما يحمل هؤلاء هويات لبنانية، لكن قرارهم إيراني بامتياز». وذكر بقول نصر الله «إنه جندي في ولاية الفقيه»، بالتالي فإن مشروعهم هو تشييع لبنان والعمل على تحويل البلد إلى جمهورية إيرانية». وتخوف جبور على مشروع الدولة وعلى اللبنانيين، وقال «لن نخاف من أمثال حسن نصر الله؛ لأنه ليس أهم من حافظ الأسد، وتم إخراج جيشه من البلد، لا أحد أكبر من لبنان، لكن مجرد ذكره لعدد المئة ألف، يعتبر استفزازا وتحديا للبنانيين، وانتهاكا لإرادة الدولة والدستور والقانون والجيش، ومزيدا من الفوقية والاستكبار في حديثه إلى اللبنانيين».

أين الدولة؟

وفيما يتراجع دور الدولة في لبنان، يرى جبور أنه «لا يمكن حماية السلم الأهلي في لبنان إلا من خلال الدولة ومن خلال الدستور والقانون والعدالة والشرعية»، ويؤكد أن «السلم الأهلي لا يحمى من قبل سلاح ميليشياوي. هذا السلاح لا يمكن أن يكون للحماية، بل لإخضاع المجتمع اللبناني، والقول للبنانيين عليكم الخضوع أو نستخدم هذا السلاح من أجل إخضاعكم بالقوة. وهذا ما حصل في 7 مايو وهذا ما حصل في عين الرمانة، وفي كل مرة لا يتمكن الحزب من تحقيق مأربه عن طريق السياسة، وعن طريق بعض مؤسسات الدولة، يلجأ إلى استخدام سلاحه في الداخل.

بالتالي هذا السلاح ووجود حزب الله، هو بحد ذاته مناقض للسلم الأهلي والدولة والدستور».

وتابع «إن ما حدث في الطيونة، سيتكرر طالما هناك فريق مسلح اسمه حزب الله، لا يكترث لا للقانون ولا للدستور، ويستخدم القوة والعنف في كل مرة لا يحقق مراده. وكي لا يتكرر ما حصل في الطيونة، على الحزب تسليم سلاحه إلى الدولة اللبنانية، وأن ينتظم تحت سقف القانون».

لا مقايضة

وشدد رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب​ القوات اللبنانية​ على أنه لا يمكن للقوات اللبنانية أن تقبل أي صفقة أو مقايضة على دماء الناس، هناك مدينة دمر نصفها، وروع أهلها، ولا يمكن القبول بأي صفقة ولا أي تسوية بهذا الشأن. وملف المرفأ منفصل عن ملف الطيونة. وأعترف أن الحزب الإرهابي يبدو من خلال تهديدات نصر الله للقاضي البيطار منذ أربعة أشهر، يربط بين المسألتين، وقام بتعطيل الحكومة من أجل إسقاطه. كما ذهب مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا إلى حد تهديد البيطار داخل قصر العدل، وعندما تعذر عليهم إقالته، ذهبوا إلى استعمال القوة علّهم يستطيعون فرض الأمر. وختم كلامه قائلا «نحن نريد الذهاب إلى النهاية في التحقيقات من خلال القاضي البيطار، وننتظر قراره الظني».

تهديد الفرقاء

لماذا يعتبر الحزب نفسه معنيا بالدفاع عن السلم الأهلي في لبنان، ولماذا يوجه التحذيرات إلى الفرقاء الآخرين؟

حاولت الكاتبة سوسن مهنا الإجابة على السؤال وطرحته على المتحدث باسم الحزب الإرهابي محمد عفيف، الذي اعترف أن حديث نصر الله عن وجود 100 ألف مقاتل هدفه ردع الآخرين، وإيصال رسالة تهديد، يأمل في أن تكون الرسالة وصلت إلى من ينبغي أن تصل إليه، بردعه وتحذيره ومنعه من التفكير مطلقا بموضوع الحرب الأهلية».

واعتبر المسؤول الإعلامي في «حزب الله» أن الهدف من خطاب نصر الله تحقق بعد أن خرج جعجع في إطلالة إعلامية وقال «إنه لا يريد الانزلاق إلى حرب أهلية وهو سيواجه سياسيا الوضع القائم حاليا».