هزيمة ميليشيات العراق تورط حزب الله اللبناني

قرية درزية حطمت حاجز الخوف بعد مشاهد الفوضى والدمار
قرية درزية حطمت حاجز الخوف بعد مشاهد الفوضى والدمار

الاثنين - 18 أكتوبر 2021

Mon - 18 Oct 2021








من انتخابات العراق التي جرت أخيرا       (د ب أ)
من انتخابات العراق التي جرت أخيرا (د ب أ)
يواجه حزب الله اللبناني ورطة حقيقية بعد الخسارة التي منيت بها الميليشيات الإرهابية العراقية الموالية لإيران في الانتخابات الأخيرة، بما فيها كتائب حزب الله العراقي الفرع الأساسي للجماعة الإرهابية اللبنانية.

وصدمت النتائج الانتخابية العراقية الذين يعلقون آمالهم على طهران، وفقا للمحلل آيال زيسر، الذي يؤكد أن الاشتباكات المسلحة في الشوارع بين العصابات أو الميليشيات المتخاصمة في لبنان تعد أمرا عاديا، حيث تفتقر الحكومة اللبنانية للسيطرة والتأثير على مراكز القوة العاملة فيها، وعلى رأسها، بالطبع حزب الله، ويقف السياسيون اللبنانيون بمن فيهم وزراء الحكومة، على رأس الميليشيات التي تعربد في الشوارع، وغياب القدرة على الحُكم يخدم مصالحهم السياسية والتجارية، وبالتالي لا يحتمل أن يعملوا بجدية لتغيير هذا الواقع.

ويؤكد الكاتب أن المعارك الأخيرة في وسط العاصمة بيروت التي راح ضحيتها البعض كانت حدثا شاذا، ليس بسبب استخدام الرشاسات وقذائف الـ «آر بي جي»، بل لأن النار صوبت نحو حزب الله، القوة السياسية والعسكرية المهمة والقوية في لبنان.

ووفقا للتقرير، أخرج حزب الله وحركة أمل، رجالهما للتظاهر مطالبين بإقالة قاضي التحقيق في قضية انفجار مخزن نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت في أغسطس 2020، الذي قتل المئات وأصاب الآلاف، وتقدر أضراره بمليارات الدولارات، ويبدو أن حزب الله يخشى أن يوجه القاضي نحوه أصابع الاتهام، إذ زعم في الماضي أن التنظيم هو الذي اشترى الأمونيوم خدمة للحرس الثوري الإيراني، ورجاله هم الذين جعلوا أجزاء من المرفأ مناطق خارجة عن النفوذ الحكومي، وتحت سيطرتهم.

وأضاف «في الأوقات العادية، لا يخشى حزب الله سلطات القضاء في لبنان. فمنذ بضع سنوات قالت محكمة دولية إن الحزب يقف خلف اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري، وتجاهل التنظيم قرار المحكمة، ولكن الوضع اليوم أكثر حساسية بالنسبة لحزب الله، فلبنان يعيش أزمة سياسية واقتصادية متواصلة، وتوفير الكهرباء والماء متعثر، ونفد الوقود من المحطات، والأدوية من الصيدليات، وفي مثل هذا الوضع فإن مزيدا من اللبنانيين، بمن فيهم أبناء الطائفة الشيعية، يرون حزب الله مسؤولا عن الأزمة، ولا يمكنه أن يساعد في حلها.

وتعتقد الأغلبية أن حاجز الخوف من حزب الله قد تحطم، فقبل أشهر فقط، هاجم سكان قرية درزية قرب حاصبيا رجال الحزب الذين أطلقوا الصواريخ من أطراف قريتهم نحو إسرائيل، وضربوهم بشدة، وسلموهم مع السيارة التي أقلتهم للجيش اللبناني، الذي سارع إلى تسليمهم للحزب.

ومع ذلك، فإن الأجواء في لبنان ليست مشابهة لتلك التي سادت عشية الحرب الأهلية قبل نحو 50 عاما، فلا أحد معني بالحرب كما أن لا أحد قادر على أن يصطدم بحزب الله عسكريا، فمعظم الجمهور المسيحي يرتبط بعلاقات مريحة مع التنظيم، بينما يفتقد السنة للقوة العسكرية والقيادة وخاصة للرغبة في القتال، أما نصرالله، من جهته، فسارع إلى إعلان رجال «القوات اللبنانية» مذنبين، ويدور الحديث عن جناح مسيحي ماروني متطرف كان ينتمي في الماضي للكتائب.

ويحتاج حزب الله إلى الشرعية والتأييد الجماهيري، غير أنه وكما تفيد الانتخابات في العراق، والتي ألحقت هزيمة شديدة بالميليشيات المؤيدة لإيران بما فيها حزب الله العراق، وحتى في أوساط الشيعة، يتعاظم النقد للذين يعلقون آمالهم على طهران.