غليان داخل تنظيم الإخوان

جبهة لندن تنهار.. وتعيينات شبابية لمحاولة وقف الانشطار والتصدع حل مجلس الشورى وتأجيل الانتخابات الداخلية عجلا بحرب شرسة صراع علني بين جبهة إبراهيم منير في مواجهة محمود حسين رسالة تهديد بالقتل للقائم بعمل مرشد الإخوان تعيد ترتيب الحسابات
جبهة لندن تنهار.. وتعيينات شبابية لمحاولة وقف الانشطار والتصدع حل مجلس الشورى وتأجيل الانتخابات الداخلية عجلا بحرب شرسة صراع علني بين جبهة إبراهيم منير في مواجهة محمود حسين رسالة تهديد بالقتل للقائم بعمل مرشد الإخوان تعيد ترتيب الحسابات

الاحد - 17 أكتوبر 2021

Sun - 17 Oct 2021

يعيش تنظيم الإخوان الإرهابي حالة غليان نتيجة الصراعات الداخلية، وفي ظل الملاحقات المتواصلة في الداخل والخارج، بعد هروب أغلب القيادات خارج مصر عقب سقوط الإمبراطورية التي صنعوها على مدار عام واحد فقط.

وفيما يحاول القائمون على الشبكة الإرهابية عالميا رأب حالة الانشطار والتصدع من خلال تعيين قيادات شبابية، تشهد الجماعة حالة من الانهيار منذ إعلان القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان، إبراهيم منير، رسميا قرار حل المكتب الإداري لشؤون التنظيم بتركيا، وكذلك مجلس الشورى في يونيو الماضي، وتأجيل الانتخابات الداخلية التي كان من المرتقب إجراؤها خلال أسابيع لاختيار أعضاء مجلس الشورى العام، لمدة ستة أشهر.

انهيار وتفكك

ونقلت «سكاي نيوز عربية» عن مصادر داخل التنظيم وجود حالة من الانهيار والتفكك في صفوف الإخوان، حيث حسمت قيادات تاريخية موقفها لصالح منير، مقابل تصعيد المواجهة من جبهة الأمين العام السابق، محمود حسين، بإعلان عزل نائب المرشد عبر مجلس شورى مطعون في «شرعية» قراره، فيما يطالب قسم ثالث في الإخوان من الشباب بأن يتقدم الصفوف، ويطيح بقيادات الجبهتين، وتأتي أزمة «رأس الإخوان» في وقت تعاني فيه معظم أفرع التنظيم في البلدان العربية أزمات طاحنة بعد عزلهم والإطاحة بهم في دول وتصنيفهم إرهابية في أخرى.

صراع الأجنحة

وظهر صراع الأجنحة بشكل لافت عندما قام مكتب لندن بإصدار بيان أكد فيه أن نائب المرشد، إبراهيم منير، هو القائم بمهام المرشد، والمعبر الرسمي عن جماعة الإخوان أمام الرأي العام ووسائل الإعلام، كما تم الإعلان عن تعيينات جديدة، وأعلن تكليف عضو مجلس الشورى العام للإخوان، أسامة سليمان، كمتحدث رسمي باسم الجماعة، وتكليف أحد شباب الإخوان، صهيب عبدالمقصود، كمتحدث إعلامي، في محاولة من جناح منير لاستمالة شباب الإخوان الغاضب من الصراع بين القيادات.

وجاء ذلك بعد حرب بيانات وإقالات بين مكتب لندن بقيادة إبراهيم منير، وبين مكتب إسطنبول بقيادة الأمين العام السابق للإخوان محمود حسين، والذي يستعد لإعلان نفسه قائما بأعمال المرشد، بينما تحاول مجموعة محسوبة على جبهته التخلص من منير، وهددت باغتياله، إذا لم يعلن استقالته من منصبه ويكتفي بكونه الأمين العام للتنظيم الدولي.

تجاهل الواقع

وحاول القائم بأعمال مرشد الجماعة الإرهابية إبراهيم منير تجاهل الواقع الحالي، وقال في مقابلة تلفزيونية مع فضائية مملوكة للتنظيم الدولي،»إن الخلافات انتهت، وإن الجماعة عادت وستعود لعافيته»، وإن جماعة الإخوان لا تجبر أحدا على أن يبقى فيها «وقد نختلف حول المواقف والسياسات، في إشارة لإمكانية الإطاحة بمجموعة محمود حسين».

وتابع القائم بأعمال المرشد «إنه مازال هناك عدم قبول للواقع لدى بعض الإخوة، ولعلهم في لحظات يتبين لهم أن المسألة ليست مسألة شخصية، أولوياتنا في هذه المرحلة هي لم الشمل».

وأشار إلى أن نصف المسافة من لم الشمل انتهت مع بعض إخواننا بالصف الذين لم يخرجوا عن فكرنا ولا مبادئنا»، مستبعدا مجموعة محمود حسين التي وصفها بأنها أخرجت نفسها من الجماعة.

مغازلة الشباب

وزعم منير أن السنوات الماضية أفرزت جيلا جديدا بوعي كبير يسهم في نضوج الجماعة، في مغازلة لشباب الإخوان، ولإزالة حالة الاحتقان الكبيرة لدى كثير من الشباب من القيادات، غازل منير القيادة السياسية في مصر، قائلا «لن نعمل تحت الطاولة لو حدثت مبادرة يمكنها التخفيف أو الإفراج عن السجناء سنعلن عنها».

وأشار الباحث في شؤون الحركات الإسلامية أحمد سلطان، إن جماعة الإخوان تعيش حالة تصدع كبير، في ظل الخلافات حول المصالح والنفوذ، مؤكدا أن من يحسم معركة «مكتب إسطنبول» سيحسم الهيمنة على قرار الإخوان، لأن إسطنبول تشكل ثقل الإخوان في الوقت الحالي.. وفقا لـ»سكاي نيوز عربية».

وأضاف «كل طرف داخل الإخوان يسعى لتعظيم المصالح الذاتية على حساب الطرف الآخر، فالصراع كان مشتعلا في الخفاء والآن خرج للعلن، بعد التطورات الأخيرة التي حدث بين حسين ومنير، وأكد على أن التعايش بين تيارات الإخوان انتهى، فكل طرف يسعى لجذب واستمالة القواعد والشباب لصالحه من أجل حسم الصراع على قيادة الجماعة».

انقسامات عميقة

وشدد الباحث في الحركات الإسلامية على أن تعيينات الجديدة من قبل منير، وخروجه في مقابلة على فضائية تابعة للتنظيم الدولي، أمور تدل على أن إبراهيم منير اقترب من حسم الصراع لصالحه، بدعم من التنظيم الدولي للجماعة.

وأشار إلى سبب آخر يقرب من حسم منير لامتلاك قرار الجماعة وهو أن عددا كبيرا من القواعد والشباب داخل الإخوان لديهم مواقف من مجموعة محمود حسين، التي استأثرت بتمويل الجماعة والحصول على ميزات استثنائية.

وشدد على أن الإخوان حاليا جماعة مأزومة ومنقسمة على ذاتها، وحتى لو تم حسم الصراع لصالح طرف واحد لن تحل أزمة الإخوان؛ لأن أزمة الجماعة داخل بنيتها الهيكلية وعقلها الاستراتيجي، ولا يمكن علاج هذا الخلل داخل الإخوان إلا بحل الجماعة وانتهائها.

ثقافة الاغتيالات

وانتشرت أنباء في الآونة الأخيرة على أن القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية إبراهيم منير، اضطر لتعزيز الحراسة الشخصية عليه وعلى أسرته في منزله ومقر عمله بلندن، بعد أن تلقى رسالة تهديد بالقتل من أحد العناصر الداخلية المحسوبة على جبهة خصمه القيادي الإخواني محمود حسين.

ويرى الباحث المصري المختص بالإسلام السياسي، عمرو فاروق، أن ثقافة الاغتيالات ليست بعيدة عن جماعة الإخوان، وتاريخها مليء بالحوادث التي لجأت فيها الجبهات المتصارعة للقتل من أجل تصفية الخصوم سواء على المستوى الداخلي أو الصراعات مع القوى السياسية والسلطات.

ويضيف «ثقافة الاغتيالات عرف راسخ ومتبع مع كل من يختلف أو يعارض توجهاتهم، منذ تأسيسها على يد حسن البنا في عشرينيات القرن الماضي وحتى اللحظات الراهنة».