محمد الصلاحي

هي لنا خير جار

الخميس - 23 سبتمبر 2021

Thu - 23 Sep 2021

يقول السعوديون «هي لنا دار »، ونقول نحن اليمنيين «هي لنا خير جار »، أحداث الواقع تترجم صحة مقولتنا، وشواهد التاريخ تعكس هذا أيضا، فوقوف المملكة مع اليمن طوال مراحل مضت، وارتباط البلدين، وتعزيز أواصر العلاقة كلها محطات تبيّن أنها الجار الذي يتمنى كل بلد لو كان جارا له.

يحب اليمنيون السعودية، ويرون فيها بلدهم أيضا، ليس بلدا ثانيا فحسب، بل موطنا أتاح لهم الكثير من فرص العمل، وأحبوا العيش فيه، ووطن الإنسان كما يقال حيث مصدر عيشه، وبحسبة سريعة، يوجد في المملكة ما يقارب مليوني مغترب يمني، يعيلون في الداخل ما يقارب العشرة ملايين نسمة، بمتوسط خمسة أفراد في أسرة كل مغترب، وهو عدد أقل بقليل من نصف السكان، وفائدة هذا العدد الكبير مباشرة من خلال تحويلات المغتربين التي عززت القدرة الشرائية لديهم، وأضافت إليهم عددا مماثلا لهم حظ من عوائد المغتربين بشكل غير مباشر من خلال وفرة المادة المتداولة في السوق من تحويلاتهم، وانعكاسها الإيجابي على كل شيء، أي أن للمملكة أفضالا عمت كل اليمن وشعبه.

مئات الآلاف تمثل المملكة مصدر عيشهم ورخائهم، وصاحبة فضل عليهم، وبفضل ما أتاحته فرص العمل فيها تغيرت حياة الآلاف سواء ممن عاشوا فيها، وملايين ممن يستفيدون من تحويلات المغتربين فيها، ولو لم تكن جارة لليمن، لما علمنا أي حال قد يكون عليه، في ظل انعدام فرص العمل فيه، وشيوع الفقر والفساد، والحكومات المتعاقبة التي لم تسع لتحسين وتطوير بلدها والارتقاء به.

نحب المملكة منذ الأمس القريب والبعيد، ونحبها اليوم، وسنحبها غدا، نرى في يومها الوطني يوما بهيجا، يحتفي به أبناء اليمن في المملكة، كما يحتفي به المواطن، فهم أيضا أبناء أوفياء لبلد احتضنهم بعد جوعهم، وأمنهم بعد خوفهم.

في 2015 كان للمملكة أيضا موقف أكثر تعبيرا في نصرة الجار والوقوف معه، إذ قادت تحالفا عربيا لنصرة اليمن ضد انقلاب ميليشيات الحوثي في حرب كلفتها الكثير، وفتحت حدودها على مصراعيها لآلاف الفارين من نار الحرب، وبطش الميليشيات في مناطق سيطرتها، عاملتهم بدون قيود في كل شيء، وأتاحت لهم فرص العمل وحرية المسكن والتنقل والعيش، ثم أتاحت أيضا فرصة لتصحيح وضع مئات الآلاف من مخالفي أنظمة الحدود، بمنحهم إقامة نظامية، تتيح لهم إمكانية العمل والسكن والتنقل بشكل نظامي.

في اليمن، شواهد عطاء المملكة في كل مدينة، في المدارس والمستشفيات والجامعات التي شيدتها، في الطرقات التي شقتها، وفي الأحياء السكنية التي أنشأتها في بعض المدن، شواهد من الواقع وعطاءات ما زالت مستمرة منذ سنوات وإلى اليوم، وأمام هذا نتساءل بأسف، ما الذي حدث حتى تتنكر فئة يمنية قليلة لكل عطاء المملكة، وترتمي في أحضان عدو جعل من اليمن مقبرة مفتوحة تحصد أرواح اليمنيين في سبيل تحقيق أطماعه التوسعية التي تستهدف اليمن وجواره؟

لا نستدعي حالة مقارنة بين ما قدمته المملكة لليمن وما قدمته دول أخرى، فأهلية المقارنة لا تتوفر، لكننا سنستدعي حالة الضد المعاكسة، لبلد يواليه للأسف قلة من أبناء اليمن يوالونه ضد المملكة وضد اليمن أولا، نستدعي حالة إيران، ونضع التساؤلات التي يعرف جوابها كل يمني بمن فيهم حلفاء إيران، كم مدرسة ومستشفى شيدت إيران؟، وكم طريقا شقت؟، وكم فرصة عمل وفرت لليمنيين؟ لم توفر شيئا من هذا حتى لحلفائها من ميليشيات الحوثي وفي مناطق سيطرتهم، كل ما وفرته لهم هي أدوات الموت والقتل، بها يقتلون أنفسهم في معارك عبثية لتكريس نفوذ إيران، وبها أيضا يقتلون الشعب اليمني المناهض لهكذا توجهات.

وأخيرا، في عيدها الواحد والتسعون، نبتهل بالدعاء أن يأتي كل عام والمملكة في رخاء وازدهار، وشعبها وقيادتها في أتم الصحة والعافية، ونرفع التهاني بهذه المناسبة باسم كل يمني في بلده الثاني المملكة، إلى مقام قيادتها، ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.