مؤسسة دولية: إرهابيون يديرون حكومة لبنان الجديدة

«الدفاع عن الديمقراطيات» تعد حزب الله صاحب السطوة في حكومة ميقاتي بدران: أتباع حسن نصرالله وحلفاؤهم يمتلكون ثلثي الحقائب الحاكمة بري تدخل لتعيين حليفه وزيرا للمالية.. والحزب الإرهابي وضع شروطه هل لجأ الرئيس الفرنسي إلى إيران للدخول في شراكة مع حزب الله؟
«الدفاع عن الديمقراطيات» تعد حزب الله صاحب السطوة في حكومة ميقاتي بدران: أتباع حسن نصرالله وحلفاؤهم يمتلكون ثلثي الحقائب الحاكمة بري تدخل لتعيين حليفه وزيرا للمالية.. والحزب الإرهابي وضع شروطه هل لجأ الرئيس الفرنسي إلى إيران للدخول في شراكة مع حزب الله؟

السبت - 18 سبتمبر 2021

Sat - 18 Sep 2021

عدّت مؤسسة دولية أمريكية حكومة نجيب ميقاتي التي أعلنت في لبنان قبل أيام، أفضل ممثل لحزب الله الإرهابي، مشيرة إلى سيطرة حزبها على مفاصل القرار داخل التشكيلة الجديدة.

وأكد الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات طوني بدران، أن حزب الله يسيطر على الحكومة الجديدة التي رسم من خلالها الخطوط الأساسية لخطته، وقال: بعد عام من المشاحنات السياسية بين الزعماء الطائفيين في لبنان، قرر حزب الله أن الوقت قد حان لتشكيل حكومة جديدة، والآن يجب أن يكون واضحا لجميع المراقبين أن الجماعة الإرهابية تدير النظام السياسي اللبناني، ومن خلال هذه الحكومة الجديدة، سيقود حزب الله علاقات لبنان مع العالم الخارجي، وفقا لموقع (24) الإماراتي.

ثلثا الحقائب

وكشف الباحث أن التدخل المباشر من قبل مبعوث حزب الله، المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، هو الذي عجل بتشكيل الحكومة، وأنهت دعوة حزب الله خلافا استمر عاما بين اثنين من رؤساء الوزراء السنيين المكلفين سعد الحريري ونجيب ميقاتي من جهة، والرئيس الماروني ميشال عون وصهره جبران باسيل من جهة أخرى، كما سلط الشلل الذي طال أمده الضوء على عدم أهمية كلا الجانبين، على عكس موقف حزب الله كحكم نهائي.

وقال: لا يسيطر أتباع حسن نصرالله على الحكومة الجديدة فقط، كما فعل مع الحكومات السابقة في لبنان، بل يمتلك هو وحلفاؤه المباشرون أيضا ثلثي الحقائب الحاكمة، والأمر يظهر في الوزارات التي قرر حزب الله الاحتفاظ بها، إما بشكل مباشر أو من خلال حليفه الشيعي «حركة أمل».

المناصب الرئيسة

وأشار الباحث إلى أنه على الرغم من أن الحريري وميقاتي اختلفا مع عون وباسيل على الوزارات لأكثر من عام، فقد حصل حزب الله على المناصب الرئيسية التي أرادها في الحكومة منذ البداية، قبل عام. وبينما كان اللبنانيون والأطراف الخارجية يستمتعون بالحديث عن حكومة «مستقلة» وتكنوقراطية، وضع حزب الله شروطه التي تضمنت إبقاء وزارة المالية بيد مرشح شيعي تم اختياره بالتنسيق مع حليفه رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وعين بري يوسف خليل مدير العمليات المالية السابق في مصرف لبنان، وسرعان ما وافق الرئيس الماروني ورئيس الوزراء السني المعين.

أطراف خارجية

وانجرّت الأطراف الخارجية أيضا مثل فرنسا إلى الخطة، من المعروف أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أطلق مبادرة العام الماضي للضغط من أجل حكومة لبنانية جديدة. لكن ماكرون كان ينظر دائما إلى حزب الله على أنه محاوره الأساسي في لبنان.

بعد الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت في أغسطس 2020، زار ماكرون لبنان والتقى مسؤولين في حزب الله، ووفقا للصحافة الفرنسية، عرض ماكرون الدخول في شراكة مع حزب الله في لبنان، حيث قال لنائب من الحزب «أريد أن أعمل معك لتغيير لبنان». بالإضافة إلى التحدث مع حزب الله، تواصل ماكرون شخصيا مع رعاة الحزب الإيرانيين.

اللاعب المهيمن

ووفقا للتقرير، فإن الرئيس الفرنسي توصّل إلى نتيجة مفادها أنه نظرا لأن حزب الله وإيران من ورائه، هما اللاعبان المهيمنان في لبنان، فإن الشراكة معهما تعد شرطا أساسيا لتعزيز المصالح الفرنسية - الجيوسياسية والتجارية على حد سواء. فبالإضافة إلى استثماراتها الحالية في التنقيب عن الغاز البحري في لبنان، تتطلع فرنسا أيضا إلى مشاريع أخرى. وفي سبتمبر 2020 أثناء زيارته لبيروت، رافق ماكرون رودولف سعادة، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة «CMA CGM Group» الفرنسية لشحن الحاويات. وتسعى «CMA CGM»، وهي شركة تدير محطة حاويات اللاذقية منذ 2009، لإعادة بناء ميناء بيروت.

نقطة تقاطع

وكشف الكاتب عن خيار حزب الله للوزارات في الحكومة الجديدة، وقال: بعد تولي وزارة الصحة العامة في حكومتين متتاليتين، اختار حزب الله التخلي عن تلك الحقيبة لصالح وزارة الأشغال العامة والنقل التي تشرف على الميناء، وعلاوة على ذلك، فإن الوزير الجديد علي حمية يحمل الجنسية الفرنسية أيضا، وذهبت بعض الأوساط الإعلامية اللبنانية إلى حد الإشارة إلى أن ترشيح حمية يمثل نقطة تقاطع بين فرنسا وحزب الله.

وشدد الكاتب على أن السياسة الفرنسية في بلاد الشام لا تتعارض مع السياسة الأمريكية، حيث زارت السفيرة الأمريكية في لبنان ونظيرها الفرنسي سفارات خليجية في لبنان، لحثها على إعادة الاستثمار في النظام الذي يهيمن عليه حزب الله في بيروت، وبالمثل حاول وزير الخارجية الأمريكي ونظيره الفرنسي الضغط في هذا الاتجاه.

انهيار الدولة

ويشير بدران إلى أن موقف الولايات المتحدة الأمريكية تتحدد من خلال سياسة إعادة الاصطفاف مع إيران وسياستها تجاه لبنان، ويتمثل تصور الولايات المتحدة في لبنان في منع «انهيار الدولة»، من خلال الاستثمار في تعزيز مؤسسات الدولة، والتي تؤكد واشنطن أنها ستواجه «خطة حزب الله»، حيث من الواضح أن سياسة دعم دولة يديرها حزب الله هي سياسة موالية لإيران. ويؤكد الكاتب أن شراكة فرنسا الناشئة مع حزب الله تكذب التظاهر الأمريكي بالتمييز بين حزب الله و»دولة لبنانية» متميزة، في بيانها الذي رحبت فيه بإعلان الحكومة الجديدة، لم تذكر وزارة الخارجية الأمريكية حزب الله ولو مرة واحدة، على الرغم من موقف الجماعة العلني والحاسم في تلك الحكومة. ومع ذلك تعهدت إدارة الرئيس جو بايدن بدعم الحكومة الجديدة. وختم بدران أن الجميع يدرك الآن أن التعامل مع «الحكومة اللبنانية» يعني العمل مع حزب الله.

لماذا سيطر حزب الله على حكومة لبنان الجديدة؟

• تواطؤ من رئيس الدولة ميشيل عون وصهره جبران باسيل.

• صفقات تحت الطاولة بين حزب الله وفصائل لبنانية.

• اتفاقات سرية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

• صمت أمريكي أمام تمدد النفوذ الشيعي والفرنسي في لبنان.

• الفساد السياسي الذي يسيطر على الساسة في لبنان منذ سنوات.