تكتل ميلوني يهزم ماكرون أوروبيا

برلمان القارة الصفراء يتحول إلى حلبة صراع مثيرة بين الزعماء
برلمان القارة الصفراء يتحول إلى حلبة صراع مثيرة بين الزعماء

السبت - 22 يونيو 2024

Sat - 22 Jun 2024

جورجيا ميلوني وإيمانويل ماكرون (مكة)
جورجيا ميلوني وإيمانويل ماكرون (مكة)
تحول البرلمان الأوروبي إلى حلبة صراع مثيرة بين زعماء دول القارة الصفراء، حيث يتجه تكتل رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني نحو تخطي تكتل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فيما تعتزم الزعيمة اليمينية المتطرفة التأثير على عملية توزيع المناصب الأساسية في الاتحاد.

وحصد حزب «فراتيلي ديتاليا» أخوة إيطاليا بزعامة ميلوني مع قوى أخرى من اليمين المتطرف عددا أكبر من المقاعد في ستراسبورغ بعد الانتخابات الأوروبية، في المقابل، خسرت كتلة «رينيو» (تجديد أوروبا) التي تضم ليبراليين ووسطيين بينهم نواب حزب «رونيسانس» (النهضة) الفرنسيون، عددا من المقاعد في الانتخابات، كما خسرت المزيد من المقاعد مع إعلان انسحاب النواب الأوروبيين من حزب «أنو» التشيكي بزعامة رئيس الحكومة السابق أندريه بابيش المشكك في المؤسسات الأوروبية من الكتلة.

القوة الثالثة
وتعلن كتلة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين التي ينتمي إليها «فراتيلي ديتاليا» أنها القوة الثالثة في البرلمان الأوروبي، حيث تشغل 83 مقعدا، مقابل 81 مقعدا لـ»رينيو»، مع ترقب تدني هذا العدد إلى 74 بدون النواب الأوروبيين التشيكيين السبعة الذين لم ينسحبوا بصورة رسمية بعد.

وتعتبر ميلوني أن هذا الفارق في عدد المقاعد يغير الوضع تماما، إذ توزع المناصب الأساسية في الاتحاد الأوروبي تقليديا على أساس نتائج الانتخابات الأوروبية، إلا أن القوى السياسية التي حلت في الطليعة في التاسع من يونيو، وأولها حزب الشعب الأوروبي (مسيحي ديموقراطي)، يليه التحالف التقدمي للاشتراكيين والديموقراطيين (اجتماعي ديموقراطي)، عازمة على إعادة تشكيل الغالبية التي كانت تحظى بها مع وسطيي «رينيو» في البرلمان السابق، وتملك هذه المجموعات السياسية الثلاث معا غالبية مريحة تبلغ 400 مقعد من أصل 720 نائبا أوروبيا بالإجمال.

توزيع المناصب
وفي ضوء أرقام الانتخابات، باشر قادة المجموعات الثلاث مباحثات قبل أيام خلال قمة لدول الاتحاد الـ27، لمناقشة توزيع «المناصب العليا» في الاتحاد.

وأثار ذلك استياء ميلوني لعدم دعوتها إلى طاولة المفاوضات، وأوضحت في مقابلة صحافية أن «الانتخابات نقلت بوضوح نقطة الارتكاز في أوروبا إلى اليمين»، بدون أن يؤدي ذلك إلى أي تغيير على طاولة الدول الـ27، وهي تعتزم تدارك الأمر خلال جولة المفاوضات المقبلة في بروكسل لمناسبة انعقاد قمة أوروبية جديدة.

وتبقى المعركة من أجل المرتبة الثالثة بعيدة عن الحسم، ولا بد من الانتظار ليتضح بدقة توازن القوى الفعلي بين كتلة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين ورينيو، بعد انتهاء عملية تشكيل الكتل وآخر التحالفات التي تبقى ممكنة حتى اللحظة الأخيرة.

المشهد السياسي
ويتوقع أن يكون المشهد السياسي الأوروبي اتضح عند انعقاد قمة الدول الـ27 التي ستعين رئيسي المفوضية الأوروبية، والمجلس الأوروبي ووزير خارجية الاتحاد.

وتبدو أورسولا فون دير لايين المدعومة من حزب الشعب الأوروبي في موقع جيد للبقاء على رأس المفوضية لولاية ثانية، وارتسم توافق واسع حولها خلال مأدبة عشاء غير رسمية لقادة الاتحاد، وإذا تأكد هذا الخيار، يطرح ترشيحها على البرلمان الأوروبي للموافقة عليه. أما رئاسة المجلس الأوروبي الذي يجمع قادة الدول الـ27، فمن المتوقع أن تعود إلى رئيس الوزراء البرتغالي الاشتراكي أنتونيو كوستا، فيما تعين رئيسة الوزراء الإستونية كايا كالاس المنتمية إلى تكتل «رينيو» وزيرة للخارجية.

توزيع مقاعد الـ720 للبرلمان الأوروبي:
181 حزب الشعب الأوروبي
135 التحالف التقدمي للاشتراكيين والديمقراطيين
82 تجديد أوروبا
71 المحافظون والإصلاحيون الأوروبيون
62 الهوية والديمقراطية
53 التحالف الأوروبي الحر (الخضر)
51 مستقلين
34 اليسار