بندر عبدالعزيز المنقور

لماذا لا توفر أغلب الجهات تعليما مستمرا لمنسوبيها؟

الخميس - 16 سبتمبر 2021

Thu - 16 Sep 2021

يعرف التعليم المستمر بأنه التعليم الذي يكون من خارج نظام التعليم الرسمي، حيث يتعلم أو ينمي الفرد فيه مجموعة من المهارات والقدرات والمعارف الجديدة في مختلف المجالات، فهو بالمحصلة إثراء شخصي لذلك من أجل تحقيق الفائدة يجب أن يكون نابعا من الرغبة في تطوير الذات؛ كي يسهم في نجاح الحياة العملية للفرد وليفتح أمامه فرصا جديدة في المستقبل، وقد يكون التعليم المستمر من خلال البرامج العلمية والدورات التي تعقد عبر الإنترنت، أو عبر دورات مكثفة للأفراد في المدارس، والكليات، والجامعات؛ ولكن يبقى السؤال لماذا أغلب الجهات الحكومية والخاصة لا توفر تعليما مستمرا لمنسوبيها؟ وماهي أفضل الطرق للرفع من درجة كفاءة التعليم المستمر؟

أقول إن التعليم المستمر يرجع بالفائدة على المؤسسات والشركات، وإن كان متأخرا، فهو فرصة لتحسين أداء الموظفين، وتطوير الكفاءة الوظيفية عندهم، وزيادة المعرفة؛ وبالتالي زيادة مشاركتهم في نجاح الشركة، وأنا في رأيي أن التعليم المستمر هو أداة تدل على تقدير الشركة لموظفيها، وحرصها على التطوير الوظيفي المستمر لموظفيها، وتحقيق أهدافهم الوظيفية والشخصية، كما أن التعليم المستمر يجعل الفرد مطلعا على أحدث التطورات المهنية وأفضل الممارسات العملية؛ وبالتالي يصبح قادرا على مزامنة وظيفته والترقية الوظيفية؛ كما أن التعليم المستمر قد يعمل على التقليل من التكلفة على الشركات؛ لأن زيادة المعرفة عند الموظفين (مثلا بعد حصولهم على الشهادات المهنية) قد تقلل من الحاجة إلى توظيف موظفين جدد وإعادة تدريبهم.

ولكن مما لا شك فيه هناك مجموعة من الأمور الواجب أخذها بعين الاعتبار لرفع جودة التعليم المستمر؛ لاسيما وضع الأهداف بشكل واضح حتى تصبح منهجية التعلم أكثر فائدة وفعالية، وكذلك يجب العمل على انتقاء البرامج بشكل جيد، وتوفير محتوى مفيد وغير ممل، والبحث في كافة المصادر المتنوعة (من الكتب والمجلات والإنترنت)، بحيث تتناسب مع مختلف رغبات الأفراد، كما من الضروري التواصل مع الأفراد المبدعة والملهمة؛ فهو يساعد على اكتشاف بعض الأفكار والموضوعات التعليمية المفيدة.

[email protected]