عائشة العتيبي

ما يدور في.. السوشيال ميديا

الخميس - 09 سبتمبر 2021

Thu - 09 Sep 2021

الحال وما يدعو إليه تعتبر وسيلة استعطاف وشرح لتوصيل فكرة ما على مجموعة معينة وعليهم تصديقها والعمل عليها دون تفكير أو استنكار أو استنتاج واكتشاف، بل هم كالقطيع عليهم اتباع بعضهم البعض فقط، حين نقول الحال وما يدعو إليه أقصد ما يجري في الوسط من أمور وقضايا واختلافات، وحين نقول عند توصيل فكرة ما أقصد فرض هذه الفكرة على فئة لا تدرك ما خلف هذه الفكرة من فض نزاع وخلافات وقد تصبح أرضا صالحة للزراعة، وأول هذه البذرة سوف تحصد منها العنصرية والانقسام.

الحذر كل الحذر من أولئك الذين يحبون الزعامة والسيطرة فيأخذون كما كبيرا من الناس ويفرضون عليهم أفكارهم ومعتقداتهم أو حتى عداوتهم لمن حولهم، لا أعلم لما جمع الكم الهائل، هل لأجل التصفيق لهم أم لحراستهم خوفا من الصراعات التي قد تحدث حولهم لأن ما يفعلونه خطأ، حين تقرأ أو تسمع لما يدور خلف شاشات تلك الهواتف تراهم ذوي عقليات لا تدرك معنى الفكر وحدود القيم، هم كالأشخاص الذين ينقذون أشخاصا من الغرق ولا يعلمون هم يستحقون النجاة أم هم أصحاب الفتن والخراب في هذه البلدة ثم بسبب مساعدتهم يعيدون الخراب لساكنيها، أقرب ما يقال إنهم مسيرون وليسوا مخيرين، ولكن ليس تحت حكم معين أو منهجية واضحة وذات فكر واضح المعالم، هم مسيرون في تقليد الآخرين وإظهار حب هذه الفئة عليهم وسبب هذا الحب في أنهم من يطالبون بحقنا، والمصلحون لنا، وهم يعرفون ما نريد ونتمنى، ظانين بهم ظنونا ذات حق وحاجة، و لكن تلك الفئة لا تطالب بحقوقها ولا حقوق غيرها مهما لفت الانتباه والانقياد لها، وهذه الفئة عاجزون عن فهم أنفسهم فكيف تستطيع فهم من حولها، وهم يوهمون ‏تابعيهم تحت منهجية طلب حقوقهم كما يزعمون ويقولون ذلك لهم وقد كسبوا بذلك السيطرة عليهم.

أهدافهم واضحة، نشر الخراب والتفرقة والتحريض تحت مسمى مطالبة، هل هم جهة مسؤولة أو ذات سلطة قوية حتى تعطي لمن حولها الإذن في الانقياد لها والاستماع والطوع، وإنها قادرة على صنع حرية جديدة ومبتكرة ذات صلابة ووعي واحترام، للأسف تلك مجرد أوهام وتجرد من الحقائق والأهداف السليمة، نشر للخراب واكتساح لمنصات السوشيال ميديا وابتكار قضايا لخلق عقول أكثر جهلا وضياعا، لذا يمكننا القول بأن كل ما هو تحت فئة أو مسمى معين ومبتكر وانقسام يعتبر جهلا للحقيقة وزعزعة لعقول الأجيال القادمة فهي قد لا تدرك الخطأ من الصواب ويسهل عليها الانقياد دون تفكير ودون خوف ودون استغراب، فمن أهدافهم جذب صغار السن ومن يعاني من حالة نفسية وأسرية معينة، فمن المؤكد هذان الحالان قد يجعلك تنقاد دون تفكير واستنتاج، أبرز وسيلة هي جمع عنصر إناث أو جمع ذكور حسب ما تدعي شروط تلك الفئة ومسمى تلك الطائفة فهم لكل حزب منهم مناهج خاصة، لقد وصلنا لمجتمع ناقص يدعو إلى الانقسام والتفرقة بسبب ما تحمل تلك العقول من خراب وتدمير فإن أصعب الحروب هي الحروب الفكرية والمعتقدات الخاطئة، لأن العقل ضرورة فطرية وقد تدمر بسبب دخلاء متسللين بلا سيوف دخلوا هذه المعركة لأجل اكتساب عدد من ‏الأسرى دعما لصفوفهم الخاوية، فالعقل منذ نشأته قادر على أن يميز حين يقع في بيئة فطرية متوازنة وسليمة، ولكن ما الحال حين يقع في ‏بيئة مختلفة عن ذلك تماما.

قد نرى جانبا آخر لحروب الوسط الرياضي عبر السوشيال ميديا وما يحدث فيه من نزاعات وخلافات وعنصرية لناد على حساب آخر أو جمهور على حساب جمهور آخر، فمن يا ترى الربان الذي يبحر بقارب تلك الحروب هم أصحاب الأقلام والإعلام الذين يضعون رسائل تحريضية أو أشبه بالقول تسليط ضوء على جانب حتى يحدث له انتفاض وبلبلة وانقسام، وهم بذلك يحدثون فريقا مؤيدا، وآخر معارضا، والسبب كي يعطوا له اسما لامعا أو عددا من التابعين لا بأس به، وقد يوصله لشهرة تحت وسم مخصص له أو ربما يواصل هذا الفن ويتفنن ويحصد فيه المال أيضا، لذلك يجب أن يراعى قضية مهمة وتكون تحت المجهر والتسليط والتركيز، وهي لا بد أن نمتلك أقلاما تصبح سفيرة للرياضة والمحبين لها حول إطار العالم العربي بأقل تقدير، ولا بد كذلك من إعلاميين ذوي همم عالية ترفع سقف الإعلام عاليا فهو أحد معالم الوطن وركائزه الواضحة في المجتمعات التي تعتبر الرياضية من الأولويات، لذا أنتم رسائل لمن حولكم فأحسنوا تلك الرسائل دعوها عالية ومشرفة للوطن أولا ثم لأفراد المجتمع ودعوا المواضيع الساذجة والأفكار المبتذلة والمحتويات الفارغة؛ لأن مجتمعنا بحاجة إلى أيد مطورة وعقول واعية وأفعال صادقة، إذا نحن في وطننا العربي بحاجة ماسة للإعلام المشرق والأقلام الواعية.

3ny_dh@