ألغام إيرانية تعطل المفاوضات النووية

6 جولات فاشلة تفضح تعنت نظام الملالي وتكشف أهدافه الخبيثة عبداللهيان فخخ المفاوضات بإعلانه التمسك بقرار البرلمان مالي: يخطئون عندما يتصورون أننا سنقدم المزيد من التنازلات دزفولي: لا أمل في التوصل إلى أي نتائج في مفاوضات فيينا فرنسا تدعو طهران إلى العودة إلى الطاولة ووقف الانتهاكات
6 جولات فاشلة تفضح تعنت نظام الملالي وتكشف أهدافه الخبيثة عبداللهيان فخخ المفاوضات بإعلانه التمسك بقرار البرلمان مالي: يخطئون عندما يتصورون أننا سنقدم المزيد من التنازلات دزفولي: لا أمل في التوصل إلى أي نتائج في مفاوضات فيينا فرنسا تدعو طهران إلى العودة إلى الطاولة ووقف الانتهاكات

الاحد - 05 سبتمبر 2021

Sun - 05 Sep 2021

فيما وضعت إيران عراقيل عدة أمام المفاوضات القائمة في فيينا مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، لا يتوقع الكثير من المراقبين بادرة أمل بعد فشل 6 جولات، أخفقت كلها في التوصل إلى اتفاق حول الملف النووي، وفضحت تعنت حكومة الملالي وأهدافها الخبيثة.

وتوقفت المفاوضات الشهر الماضي وسط أجواء من استمرار الخلافات حول عدد من الملفات الجوهرية، فيما تزايدت الأمور تعقيدا مع وصول الرئيس المتشدد إبراهيم رئيسي، مما ينذر بفشل ذريع وعودة التوتر في الفترة المقبلة.

وفخخ وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان المفاوضات المنتظرة مع القوى الدولية حول الملف النووي، بالتمسك بقرار برلماني مثير للجدل، الذي اشترط إلغاء العقوبات الأمريكية والغربية قبل استكمال المفاوضات.

تهديد أمريكي

هدد المبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران، روبرت مالي، بأنه لا يمكن لواشنطن الانتظار إلى الأبد حتى تتخذ إيران قرارها بشأن استئناف المفاوضات النووية، وحذر إيران من موقفها المتشدد في مفاوضات فيينا الخاصة بإعادة إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015.

وقال إن طهران تخطئ التقدير باعتقادها أن تكثيف أنشطتها النووية قد يدفع الولايات المتحدة لتقديم مزيد من التنازلات لاستعادة الاتفاق النووي، وأوضح أنه إذا اتخذت طهران موقفا أكثر تشددا في مفاوضات فيينا سيكون من الصعب سد الفجوات المتبقية لاستعادة الاتفاق النووي، وأضاف أن واشنطن مستعدة لاستئناف مفاوضات فيينا بشأن الاتفاق النووي إذا قررت طهران العودة إليها.

طريق الألغام

وعاد روبرت مالي لكشف الألغام التي تضعها إيران في طريق المفاوضات في مقابلة مع وكالة «بلومبيرج»، مؤكدا «لا يمكننا الانتظار إلى الأبد بينما تواصل إيران تقدمها النووي».

وحذر من أن هذا التقدم سيجعل العودة إلى الاتفاق النووي في مرحلة معينة، بلا قيمة كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة، لكنه أكد أن بلاده مستعدة لمواصلة المحادثات غير المباشرة التي انطلقت في أبريل الماضي في فيينا.

وانطلقت المفاوضات النووية في فيينا في أبريل الماضي بمشاركة غير مباشرة من الإدارة الأمريكية، إلا أنها وبعد جولات عدة من المحادثات لم تتوصل لإعادة إحياء الاتفاق الموقع عام 2015.

علامات استفهام

ووضع علامات استفهام حول مصير الاتفاق النووي والمفاوضات في تصريحات سابقة، وقال لصحيفة «بوليتيكو» الأمريكية «نظرا لانخفاض مستوى تعاون إيران، فإن إحياء الاتفاق ليس مسؤوليتنا وحدنا»، وأضاف أن العودة للاتفاق ليست شيئا يمكن للإدارة الأمريكية السيطرة عليه بالكامل، لا سيما في ظل عدم تعاون الإيرانيين.

وحول الخيارات المطروحة في حال فشلت الولايات المتحدة وإيران في الاتفاق على الشروط خلال الأشهر المقبلة، كشف أن فريقه أعد بعض الخطط الطارئة، وأضاف أن أحد الخيارات يتضمن احتمال توقيع واشنطن وطهران اتفاقا منفصلا تماما، بمعايير مختلفة عن الاتفاق النووي الحالي.

أما الخيار الآخر فيكمن، بحسب مالي، في إعادة فرض مجموعة من العقوبات بالتنسيق مع الحلفاء الأوروبيين، إلا أنه لم يوضح بالتفصيل ماهية تلك العقوبات.

لا أمل

واستبق نائب الرئيس الإيراني محمد مخبر دزفولي، مساعي استئناف مفاوضات فيينا النووية، وقال إنه لا أمل في التوصل لنتيجة منها.

وأشار في أول تصريح له منذ توليه منصبه إلى إنه لا أمل في التوصل إلى نتيجة في مفاوضات فيينا النووية المرجح استئنافها بعد تشكيل حكومة إبراهيم رئيسي.

ونقل موقع صحيفة «اعتماد» الإيرانية، قوله إنه «من غير المحتمل أن نكون قادرين على تحقيق أي شيء بنظام الهيمنة»، مضيفا «أنا أستبعد أن تصل المحادثات النووية في فيينا إلى نتيجة».

وقال الرئيس الإيراني الحالي إبراهيم رئيسي عقب تنصيبه إنه يرحب بأي مقترح دبلوماسي يهدف إلى رفع العقوبات عن إيران.

وفقدت إيران نحو 200 مليار دولار جراء تراجع صادراتها النفطية في عهد الرئيس السابق حسن روحاني، وفقا لما ذكره الأخير عام 2020.

مطالب فرنسية

وطالبت فرنسا أخيرا إيران بضرورة الامتثال والعودة إلى المفاوضات النووية على الفور. وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان، أن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان شدد على أهمية عودة إيران للمفاوضات النووية على الفور، في مكالمة هاتفية مع نظيره الإيراني المعين حديثا حسين أمير عبداللهيان، وأضافت «شدد الوزير على أهمية وضرورة الاستئناف الفوري للمفاوضات التي علقتها إيران منذ يونيو». وعبر لو دريان عن قلقه من كل الأنشطة النووية التي نفذتها إيران بالمخالفة للاتفاق النووي الموقع في 2015 مع قوى عالمية.

وبدأت إيران في انتهاكات تدريجية لبنود الاتفاق منذ انسحاب الولايات المتحدة منه في 2018.

انتهاكات إيرانية

وصوت البرلمان الإيراني الذي يهيمن عليه التيار المتشدد في ديسمبر الماضي على قانون «الإجراءات الاستراتيجية لإلغاء العقوبات الأمريكية»، بهدف إجبار الدول الغربية على إلغاء العقوبات على إيران.

ويهدف القانون المثير للجدل للتخلي عن القيود النووية المنصوص عليها في الاتفاق الموقع مع القوى الدولية في 2015، وأجبر هذا القانون حكومة الرئيس السابق حسن روحاني على خرق الاتفاق بالفعل.

ومن بين الخروقات التي قامت بها حكومة روحاني في الأشهر الماضية، رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%، ونصب أجهزة طرد مركزي متطورة في عدد من المنشآت النووية.