خوزستان المناضلة.. خنجر في وجه خامنئي

عرب الأحواز يواصلون التظاهر وينتفضون ضد قمع خامنئي العراق احتل نصفها الغربي للحصول على النفط ثم تراجع سكان المحافظة يرفعون شعار (أنا عطشان) ويعيشون بلا كهرباء موجة حر حارقة تجفف سهول المنطقة وتقضي على خصوبتها المحتجون: نعاني من الفقر وأنابيب النفط تجري من تحت أقدامنا
عرب الأحواز يواصلون التظاهر وينتفضون ضد قمع خامنئي العراق احتل نصفها الغربي للحصول على النفط ثم تراجع سكان المحافظة يرفعون شعار (أنا عطشان) ويعيشون بلا كهرباء موجة حر حارقة تجفف سهول المنطقة وتقضي على خصوبتها المحتجون: نعاني من الفقر وأنابيب النفط تجري من تحت أقدامنا

السبت - 31 يوليو 2021

Sat - 31 Jul 2021

فيما تستمر انتفاضة عرب الأحواز في وجه نظام الملالي، تحولت محافظة خوزستان التي تقع غرب إيران إلى شوكة في حلق النظام وخنجر في وجه خامنئي، وباتت بمثابة الأزمة المستمرة للمرشد الأعلى، وجميع حكام البلاد على مدار العقود الأربعة الماضية.

فشلت جميع المحاولات من جانب السلطات لفض مظاهرات خوزستان بالقوة، وانتقلت الاحتجاجات إلى خارج حدود المحافظة التي تعاني موجة جفاف غير مسبوقة رغم ما تزخر به من ثروة نفطية، وقالت منظمة العفو الدولية «إنها أحصت 8 وفيات على الأقل، بينهم صبي، في صفوف المتظاهرين بعد لجوء الشرطة لاستخدام الذخيرة الحية لقمع المظاهرات».

وصعدت خوزستان المناضلة إلى واجهة الأحداث، مما استدعى العودة للتفتيش في جذورها، للتعرف على أسباب عدائها الشديد لنظام الملالي.

قصة عربستان

عرفت المنطقة التي تقع في غرب إيران على رأس الخليج العربي في السابق باسم عربستان، وتحد العراق من الغرب، وتشتهر بمواردها النفطية، وتعد مدينة الأحواز عاصمة الإقليم وأكبر مدنه.. وفقا لموقع (بي بي سي) الإنجليزي.

وفي كتابه «تاريخ خوزستان منذ العهد الأفشاري حتى المرحلة الراهنة» يقول المؤرخ موسى سيادت نقلا عن ياقوت الحموي في معجم البلدان الجزء الأول «إن الأحواز أو الأهواز جمع هوز وأصلها الأحواز، تسمية أطلقت على الإقليم في العهد الصفوي»، ولإثبات قوله هذا استند المؤلف إلى مصادر عدة منها كتاب مجالس المؤمنين تأليف القاضي نورالله الشوشتري.

يقطن المنطقة أقلية كبيرة من العرب السنة، حيث يمثلون أكثر من نصف سكانها ويعيشون في السهول، والبقية هم من البختيار وغيرهم من شعوب اللور.

أغنى المحافظات

وتعد هذه المنطقة أبرز مناطق إإنتاج النفط في إيران وإحدى أغنى محافظات البلاد، وفي القرن العشرين، انتعشت المنطقة مع تطوير حقول النفط، وبناء خط سكة حديد عبر إيران، وتوسيع الموانئ في عبادان وخرمشهر.

وبدأ استغلال النفط في خوزستان في عام 1908 عندما تم العثور على النفط في منطقة مسجد سليمان، وتطور ليصبح الصناعة الأولى في البلاد في عهد أسرة بهلوي.

وكان إنتاج البترول في المنطقة يتم من 7 حقول، ولكن بشكل رئيس من أغا جاري، وتم ربط جميع الحقول بالمصفاة في عبادان. وتسهم حقول النفط في خوزستان بأكثر من ثلاثة أرباع إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي في إيران، وأصبحت جزيرة خرج قبالة بوشهر (الآن بندر بوشهر) المحطة الرئيسة لتصدير النفط في إيران بعد عام 1961.

وكانت المنطقة على خط المواجهة في الحرب العراقية الإيرانية بين عامي 1980 و1988.

محاولات العراق

وفي إطار سعيه لضم المنطقة الغنية بالنفط بينما كانت إيران ما زالت مضطربة بسبب ثورتها الإسلامية، قام الجيش العراقي في عام 1980 بغزو واحتلال النصف الغربي من خوزستان، بما في ذلك مدينة خرمشهر، وقصف مصافي النفط في عبادان، لكن سرعان ما اشتدت مقاومة إيران، واستعاد الإيرانيون المنطقة بحلول عام 1982.

ولم يكتسب إعادة التأهيل الاقتصادي للمنطقة وإحياء إنتاج النفط والغاز الطبيعي زخما إلا بعد انتهاء الحرب الإيرانية العراقية في عام 1988.

وكان سكان الأحواز دعموا الثورة الإيرانية عام 1979ضد نظام الشاه، حيث كان الشيخ الخاقاني القائد الروحي للأهواز على اتصال بقائد الثورة الخميني قبل مجيئه إلى إيران.

وفي عام 1980 ألغى صدام حسين اتفاقية الجزائر التي وقعها مع الشاه عام 1975 داعيا إلى عودة السيادة العراقية على كامل شط العرب، وفي 22 سبتمبر دفع صدام حسين بقواته إلى داخل الأراض الايرانية لتبدأ حرب ضروس بين البلدين كانت الأطول في القرن العشرين وأحد أكثر حروبه دموية.

نقطة ساخنة

واشتكى سكان المحافظة من تعرضهم للتهميش من قبل السلطات، إذ تعاني المنطقة من جفاف مستمر فجر احتجاجات في بلدات ومدن عدة، مع ارتفاع درجات الحرارة، كما كانت هذه المنطقة نقطة ساخنة للاحتجاجات المناهضة للحكومة التي هزت مناطق أخرى من إيران عام 2019.

وأدت موجات الحر الحارقة خلال الصيف، على مر السنين، والعواصف الرملية الموسمية، إلى تجفيف سهول خوزستان التي كانت خصبة.

وتحدثت صحيفة (اعتماد) الإصلاحية مؤخرا عن انتشار وسم (أنا عطشان) باللغة العربية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن المحتجين يريدون القول «إن ليس لديهم مياه، كهرباء، هواء، حياة، في حين أن النفط يجري (في الأرض) من تحتهم».

ورأت صحيفة (آرمان ملّي) الإصلاحية أن أهل خوزستان ينظمون احتجاجات ليلية كانت دوافعها تنمو منذ أعوام، معتبرة أنهم لا يريدون سوى المياه، هذا كل ما في الأمر.

الإمبراطورية الأشورية

وتقول دائرة المعارف البريطانية «إنه استقر في هذه المنطقة منذ حوالي 6 آلاف عام قبل الميلاد شعب له صلات بالسومريين الذين جاؤوا من منطقة جبال زاغروس.

وظهرت المراكز الحضرية هناك بشكل متزامن تقريبا مع المدن الأولى في بلاد ما بين النهرين في الألفية الرابعة، وشكلت خوزستان قلب المملكة العيلامية، وكانت عاصمتها سوزا.

اجتازت الغزوات السومرية والأكادية والبابلية والكاسية والبابلية الجديدة والآشورية خوزستان بشكل دوري ردا على تورط مملكة عيلام في السياسة البابلية.

ودمرت حملة آشور بانيبال بين عامي 646-639 قبل الميلاد المملكة العيلامية وعاصمتها سوزا، وتم دمج خوزستان في الإمبراطورية الآشورية حوالي عام 639 قبل الميلاد، ثم خضعت المنطقة بعد ذلك للسيطرة الأخمينية عند انهيار الدولة الآشورية.

وبعد أن غزا قورش الكبير بابل في عام 539 قبل الميلاد، أصبحت المنطقة ولاية تابعة للإمبراطورية الفارسية، حيث كانت سوزا واحدة من العواصم الثلاث العظيمة للفرس.

دولة بني أسد

ووفقا للسرد التاريخي استولى الإسكندر الأكبر على سوزا بعد وقت قصير من معركة غوغميلا في عام 331 قبل الميلاد، وبين عامي 311 إلى 148 قبل الميلاد كانت خوزستان ولاية تحمل اسم سوزيانا وتابعة للإمبراطورية السلوقية وعاصمتها سيلوكيا، ثم انتقلت المنطقة إلى السيطرة البارثية بين عامي 148 و 113 قبل الميلاد قبل الخضوع للحكم الساساني حوالي عام 226 قبل الميلاد.

ومثلت خوزستان منطقة حدودية بين الإمبراطوريتين الرومانية البيزنطية والبارثية الساسانية التي استولى عليها العرب حوالي 642 ميلادية. وقد خضعت المنطقة للصفويين والقاجار الذين توالوا على حكم إيران. بحسب دائرة المعارف البريطانية.

وأقام العرب أول دولة لهم في المنطقة بعد سقوط الدولة العباسية وهي دولة بني أسد التي اتخذت من مدينة الأحواز الحالية عاصمة لها.

استقلال الأحواز

وفي بداية القرن السادس عشر اعترفت الدولتان الصفوية في فارس والعثمانية باستقلال دولة عربية بالأحواز هي الإمارة المشعشعية التي انتقل الحكم فيها لبني كعب في القرن الثامن عشر وكان آخر أمرائها الشيخ خزعل الكعبي الذي سقطت إمارته عام 1925.

وساعدت الظروف الدولية منذ القرن التاسع عشر على انتهاء استقلال هذه الإمارة فقد حددت اتفاقية أرضروم الثانية التي وقعت في 31 مايو 1847 بين الحكومتين العثمانية والفارسية، بتوسط من القوى الكبرى في حينها بريطانيا وروسيا، لأول مرة، الحدود في شط العرب التي وصفت في عبارات عامة دون تحديد دقيق.

وتنازلت الحكومة الفارسية للحكومة العثمانية عن مطالبتها بمدينة السليمانية إلى جانب جميع الأراضي المنخفضة - أي الأراضي الكائنة في القسم الغربي من منطقة «الزاب» مقابل سيادتها على مناطق المحمرة والضفة الشرقية من النهر.

حروب وتجاوزات

ولم تمنع المعاهدة من اندلاع حروب واحتكاكات وتجاوزات مختلفة بين الجانبين حتى نوفمبر 1911، حيث توسطت بريطانيا وروسيا القيصرية بعد تدهور العلاقات بين الفرس والعثمانيين من جديد. ونجحتا في عقد اتفاق جديد عرف باسم اتفاق طهران نص على تشكيل لجنة مشتركة تضم بريطانيا روسيا القيصرية إلى جانب البلدين. لبحث الخلاف الحدودي بينهما.

ودخل النفط الذي اكتشف بكميات قابلة للاستثمار التجاري في منطقة مسجد سليمان عام 1908 كعامل أساسي في محاولة إيجاد ترسيم جديد للحدود، وفي نوفمبر1913 تم التوصل إلى اتفاق جديد وقع في الإستانة (عاصمة الدولة العثمانية في حينها)، تنازلت الحكومة العثمانية فيه عن جزء من سيادتها على مياه شط العرب امام منطقة «المحمرة» وبطول 7.25 كم ، بيد أنه ترك السيادة على شط العرب للدولة العثمانية عدا المناطق التي تم استثناؤها.

خلافات شط العرب

وفي 18 يوليو عام 1937 عقدت أول معاهدة صداقة بين العراق إيران، وأعقبها توقيع اتفاقية أخرى لحل الخلافات بين الجانبين بالطرق السلمية.

وفي البروتوكول الملحق بمعاهدة عام 1937 أقرت إيران بالحدود وبحقوق العراق في مياه شط العرب وتنظيم حقوق الملاحة فيه عدا مناطق محددة، بعد أن حصلت على تنازل جديد من الحكومة العراقية بحصولها على مساحة جديدة (7.75 كلم ) أمام جزيرة عبادان على امتداد خط «الثالوك» فضلا عن السماح للسفن الحربية الإيرانية بالدخول عبر شط العرب حتى الموانئ الإيرانية.

ورغم ذلك استمر التوتر حتى عام 1975 عندما وقع شاه إيران محمد رضا بهلوي ونائب الرئيس العراقي صدام حسين اتفاق مصالحة في الجزائر، ونص الاتفاق على تسوية الخلاف الحدودي بين البلدين حول شط العرب والمناطق الحدودية الأخرى.

خوزستان

  • 375 ألف كلم2 مساحة الإقليم

  • 8 ملايين نسمة عدد سكانها

  • 23 مقاطعة تتبع لخوزستان

  • العربية والفارسية لغتاها الرسميتان

  • عاصمتها مدينة الأحواز