عاصم الطخيس

مسلسل «2020» يستحق الإشادة

الثلاثاء - 27 يوليو 2021

Tue - 27 Jul 2021

المتابع للمسلسلات العربية خلال السنوات الماضية، يلاحظ كمية كبيرة من الإنتاج لكن القليل من الجودة، ويعود ذلك لسباق شهر رمضان الذي أصبح يغرق من كثرة المسلسلات والبرامج وغيرها على شاشات التلفاز أو حتى على منصات المشاهدة المدفوعة مثل شاهد، نتفليكس، وغيرها من المنصات العربية.

إلا أن مسلسل «2020» اللبناني يستحق المشاهدة والمراجعة بتأن حتى نرى كيف وصلت الشخصيات، الحبكة والإنتاج النهائي لدرجات عالية من الإتقان قَل أن نرى مثلها في الوطن العربي.

المسلسل من بطولة قصي خولي في دور «صافي الذيب»، نادين نجيم في دور «النقيب سما /حياة»، كارمن لُبس «رسمية»، رندة كعدي في دور «ضحى» وهو من تأليف كل من نادين جبر وبلال الشحات ومن إخراج فيليب أسمر.

المسلسل تدور أحداثه حول الصراع بين الجيش اللبناني وقوى الأمن وتجار المخدرات، حيث تقوم نادين نجيم «النقيب سما» بأخذ مهمة الدخول متخفية باسم «حياة» ضمن عصابة تجار المخدرات التي يقودها قصي خولي «صافي الذيب» وخاله «الحوت» وعصابته التي قتلت زوجها في الجيش وكذلك أخيها أثناء تأديتهما الواجب، بعد أن تتعمق «حياة» ضمن حياة هؤلاء المجرمين «صافي الذيب» وأهله تجد جانبا آخر لم تشهده من قبل، بل تقع في حبه وتريد حمايته لكن يكتشف أمرها في نهاية المطاف ويبقى السؤال هل يتحول الحب المتبادل إلى كره من أجل تحقيق العدالة أم الحب أقوى من كل ذلك؟

المسلسل يأخذ النوع الدرامي أكثر مع جانب الجريمة والآكشن في بعض المشاهد المعدودة في المسلسل الذي يمتد لثلاثين حلقة بمعدل (45 دقيقة) للحلقة الواحدة. أستطيع أن أقول إنه مسلسل متكامل من حيث الشخصيات المعقدة التي تمتلك عدة طبقات لها أو كما نسميها لها عدة أبعاد وليست ذات بُعد واحد، الحبكة بالرغم من كونها ليست جديدة إلا أن المكان «الحارة» كانت عنصرا وشخصية فعالة في إضفاء الكثير على الأحداث وكيف ينظر الناس لتجار المخدرات على أنهم المخلصون والكرماء في عطائهم وسخائهم. الحبكة والقصة كانت سريعة الأحداث، وكل مشهد كان يخدم هدفا معينا وينقلنا للمشهد التالي بشكل جميل دون تكلف. أداء الممثلين كان على مستوى عال من التصديق، التقمص بشكل فعلي وصحيح وكانت الحوارات التي تخرج من أفواههم لها وقع قوي على المشاهد والغصة التي تشعر بها كانت من صميم البيئة والألم الذي يعيشون فيه.

التأليف والإنتاج والإخراج كان على مستوى آخر من الجودة والاحترافية والمؤثرات البصرية والتنقل بين المشاهد كان ذكيا وله أسلوب خاص لم يشعرك بهذا الانتقال إلا بعد أن تدخل المشهد وأنت في ذهول من سلاسة الانتقال. الألوان والإضاءة كانت مناسبة وتعطي طابع التحقيق والجريمة المطلوب لمثل هذه المسلسلات. المسلسل تكلم عن مواضيع «ثيمات» كانت حساسة مثل موضوع «مجهولي الهوية»، «تجارة المخدرات»، «الفساد الحكومي» وهي مواضيع مهمة كانت حجر أساس في بناء الحبكة والقصة بشكل كامل.

AsimAltokhais@