صالح العبدلي

الرسائل الإعلامية.. من الحجب إلى الوعي

الثلاثاء - 15 يونيو 2021

Tue - 15 Jun 2021

تعتبر الرسالة أحد أركان العملية الاتصالية، التي لو فقدت لما أصبح للقاعدة الاتصالية أي فائدة على الإطلاق، وهي تعتمد بشكل كبير على أسلوب تعاطي الطرفين للرسائل والتغذية الراجعة منها، وهو ما يساعد في زيادة التناغم والانسجام، أو تعقيد الأزمات وتصعيدها.

تتكرر أمثلة هذه المعطيات كثيرا في مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبح تأثيرها اليوم يهدد الكثير من المنظمات والكيانات، كما أن تهييج المشاعر والعواطف أصبح أكثر سهولة فيها، وتوجيه بوصلة موجة الغضب في اتجاه ما أصبح يحكمه مدى الضخ الإعلامي.

ويعتبر السياق التي تقوم عليه العملية الاتصالية ذا تأثير، حيث يمكن أن تفسر كلمة ما بطريقة إيجابية، وبنفس الوقت ممكن أن تكون ذات مؤشر سلبي في سياق آخر، وغالب هذا الأمر يتكرر في المجال السياسي.

ويمكن للتشويش الذي أضيف لاحقا في العملية الاتصالية من قبل علماء الاتصال، أن يكون هو السبب الأكبر في إعاقة وصول الرسالة بشكل واضح، وخصوصا إذا كان هناك مساحة لأي طرف في المشاركة وطرح وجهات النظر، لذلك نلاحظ أنه في أي أزمة تصعد على نطاق محلي، نجد أن النيابة العامة تأخذ وقتها الكافي في النظر في معطيات القضية بكل تفاصيلها بعيدا عن التشويش الذي يمكن تسببه أطراف متعددة.

ومن زاوية أخرى، يزداد النقد والنقم عالميا على منصة (نتيفلكس) والدور السلبي الذي تلعبه في بث رسائلها، كما أنها تمارس نوعا من الانتقاء لما تعرضه من أفلام ومسلسلات، تحديدا في مقترحاتها التي تقدمها لمشتركيها، في عملية تسهل الطريق على المشاهد للوصول لمثل تلك المحتويات التي ترغب في إيصالها.

قبل إقفال القوس، قبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي كان الحجب والمنع من السهل جدا، لكن اليوم أصبح شبه مستحيل، لكثرة مصادر المعلومات ونوافذها، فأشعر أن المهمة أصبحت منوطة بكل فرد مسؤول عن أفراد يحيطون به، حيث إنها تحولت المعادلة من (المنع) إلى (التوعية) ومواجهة كل ما يخيف أو يهدد بشكل مباشر أو غير مباشر، فمن خلال تفنيد ما يقلق وإيضاح المشاكل والتحديات والمقارنة، ستسهل من التحدي الكبير الذي نواجه سواء وطنيا وفكريا.

SalehAL3bdli@