هل فقد النظام الإيراني السيطرة؟

أصغري: الصراع على أشده بين طبقات وفصائل وعصابات طهران
أصغري: الصراع على أشده بين طبقات وفصائل وعصابات طهران

السبت - 12 يونيو 2021

Sat - 12 Jun 2021








إحدى المناظرات الانتخابية في إيران                    (مكة)
إحدى المناظرات الانتخابية في إيران (مكة)
أكد الكاتب الإيراني رسول أصغري أن إقصاء الجمهورية الإيرانية جميع المرشحين المنافسين للتيار المتشدد على منصب الرئاسة، يؤكد أن النظام الإيراني فقد السيطرة الكاملة على المشهد السياسي في البلاد.

وكشف في مقال نشره موقع إذاعة (فردا) المعارض، ونقله (24) الإماراتي، أن تحديد مرشح وحيد يلتف حوله التيار المتشدد كان الخيار الوحيد المتاح أمام النظام الإيراني، ليضمن وحدة النظام من الداخل في ظل فقدانه السيطرة السياسية الكاملة على المشهد السياسي في البلاد.

وشدد على أن فقدان السيطرة نتيجة الأزمات الاقتصادية والسياسية، قد تنتهي بإضعاف مكانة إيران الإقليمية، والأهم عدم قدرتها على السيطرة على غضب الشارع الإيراني الذي قد ينفجر في أي لحظة.

أزمة هيمنة

وقال الكاتب «إن ايران عانت منذ تأسيسها من أزمة هيمنة، الأمر الذي وفر فرصة كبيرة للصراعات بين مختلف فصائل كتلة السلطة، بما في ذلك البرجوازية التجارية (البازار) ورجال الدين والأئمة والحراس وقوى الأمن».

وأضاف «كان لوفاة آية الله الخميني في عام 1989، تأثير كبير على اشتعال هذه التناقضات في السنوات التالية بحيث يمكن القول إن الجمهورية الإيرانية حرمت بشكل دائم من إعادة الهيمنة الأيديولوجية في كتلة السلطة. وكان هذا الفراغ أحد أسباب استمرار الصراع بين طبقات وفصائل وعصابات الجمهورية الايرانية».

صراع محتدم

ولفت إلى أن طهران تواجه انقسامات وصراعات لا يمكن إصلاحها، وقال «يدرك الحرس الثوري الإيراني والمرشد الأعلى علي خامنئي، اللذان لا يزالان يسيطران على ميزان القوة الهش في كتلة السلطة، طبيعة الأزمة الحالية وعمقها. ويعرف زعيم الجمهورية الإسلامية أن نظامه يعيش حاليا في أشد حالات الانقسام».

وعن علاقة الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة بأزمة تراجع سيطرة النظام الكاملة على المشهد السياسي في البلاد، أكد أصغري أن الصراع على رأس السلطة التنفيذية في إيران والمتمثل في منصب رئيس الجمهورية، فيشمل مافيا من رجال الدين، وقادة الحرس الثوري، وقوات الأمن وجزءا من البرجوازية التجارية.

ولفت إلى أن الصراع اشتد في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها الجمعة القادمة، مستشهدا بقرار مجلس صيانة الدستور رفض أهلية جميع قادة الحرس الثوري الذين اعتزموا الترشح، ورفض ترشيح علي لاريجاني الذي يتولى منصب أحد مستشاري المرشد.

حشد التيارات

وأوضح أصغري أن النظام في طهران يتعامل مع أزمة فقدان هيمنته الكاملة عبر وسيلتين، الأولى: هي ضرب أي اتحاد بين القوى السياسية والطبقات التي لا تتمتع بسلطة في النظام. والوسيلة الثانية: هي حشد التيارات التابعة للنظام وتوحيدها سياسيا وأيديولوجيا.

وقال «تظهر تجربة أربعة عقود من حكم الجمهورية الإسلامية أن نظام ولاية الفقيه يحاول تقليص الصراعات داخل كتلة السلطة عبر القضاء على الفصائل المتنافسة، أو الشراكة من خلال إعطاء حصة اقتصادية وسياسية، أو المواءمة بين مطالب الطبقات والفصائل المعارضة. وعادة ما اختار الطريقة الأولى. ومن هنا فإن سياسة الإقصاء هي التي تحكم سلوك الجمهورية الايرانية».