أطباء إيران يهربون من القمع
نزوح جماعي يوجه ضربة موجعة لدولة تصدر الإرهاب وتصارع لمواجهة كورونا
الهجرة بدأت في عهد أحمدي نجاد بعد انخفاض العملة وزيادة الأعباء الاقتصادية
جولبيكار: الضغوط الشديدة تدفعني مع صديقاتي للسفر إلى أستراليا
تونكابوني: 30% من أصدقائي وزملائي غادروا البلاد بحثا عن الحرية
180 ألف إيراني متعلم يهربون من طهران نتيجة الظروف السياسية سنويا
نزوح جماعي يوجه ضربة موجعة لدولة تصدر الإرهاب وتصارع لمواجهة كورونا
الهجرة بدأت في عهد أحمدي نجاد بعد انخفاض العملة وزيادة الأعباء الاقتصادية
جولبيكار: الضغوط الشديدة تدفعني مع صديقاتي للسفر إلى أستراليا
تونكابوني: 30% من أصدقائي وزملائي غادروا البلاد بحثا عن الحرية
180 ألف إيراني متعلم يهربون من طهران نتيجة الظروف السياسية سنويا
الخميس - 27 مايو 2021
Thu - 27 May 2021
تصاعدت ظاهرة هجرة الأطباء من إيران خوفا من القمع والبطش والتعرض للظلم والفساد، بالتوازي مع تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا الذي أربك النظام الصحي في طهران، مما أربك المستشفيات العمومية وتسبب في أزمة كبيرة.
ونقلت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» عن بعض الأطباء الإيرانيين رغبتهم في «الهروب» من البلاد، والبحث عن فرص عمل في الدول الغربية «التي تعطي الإمكانات لأطبائها وتثمن عملهم» مثل الكثير من القطاعات العديدة التي تواجه مصاعب عديدة في ظل حكم الوالي الفقيه، وفق تعبير أحدهم.
وكشف تقرير للصحيفة أن ظاهرة هجرة الأطباء بدأت بعد اندلاع ثورة الخميني 1979م مباشرة، ومع قيام الحرب العراقية الإيرانية، وشهدت تزايدا لافتا خلال السنوات التالية، وفق أويد تونكابوني، طبيب إيراني، تحدثت إليه الصحيفة.
نزوح جماعي
وقال تونكابوني، الذي نشأ في بلدة ريفية في شمال إيران «لقد كنا أطفالا وقتها، وكانت دراسة العلوم الطبية والتحول إلى طبيب هي أعظم أمنية للعائلات لأطفالهم، لكننا اصطدمنا بالواقع».
تونكابوني ، 44 عاما، هو الآن أخصائي طوارئ يتمتع بخبرة تزيد عن عقدين من الزمن، ولكن بينما يريد أن يواصل ممارسة مهنته، وتحقيق أحلامه وأحلام والديه، لم يعد يرى مستقبلا لفعل ذلك في إيران.
ويمثل «النزوح الجماعي للأطباء» كما تصفه الصحيفة، ضربة موجعة لدولة تصارع واحدة من أسوأ الأزمات الصحية في العالم.
ويموت المئات من الإيرانيين كل يوم بسبب وباء كورونا، إذ بلغ عدد الوفيات أكثر من 78381 وفق الإحصاءات الرسمية «وهو أقل من العدد الحقيقي» تؤكد «لوس أنجلوس تايمز».
مكافحة المرض
ووصف مسؤولون إيرانيون كبار الهجرة الجماعية للمهنيين الطبيين بأنها خسارة فادحة، وقالوا إن هناك حاجة إلى 53000 ممرض وطبيب إضافي لمكافحة تفشي المرض.
كان تونكابوني نفسه، يعمل ساعات طويلة في مستشفيات مختلفة في طهران، وكان، وفق قوله، من الذين آثروا البقاء في بلادهم لخدمة مواطنيهم، لكن رأيه تغير الآن.
يقول «أتذكر أنني ربحت ما يصل إلى 22 ألف دولار في عام 2006» وهو راتب يحسد عليه في إيران «لكن الأمور ساءت لأن العقوبات الدولية دمرت اقتصادنا» ثم تابع «اليوم أكسب 10 مرات أقل على الرغم من أنني متخصص الآن».
وفي فبراير الماضي، مع تزايد موجة جديدة من حالات الإصابة بفيروس كورونا، صدمت تغريدة من المجلس الطبي الإيراني الكثيرين بتأكيدها أن 3000 طبيب قد انتقلوا إلى الخارج في عام 2020.
هجرة العقول
وتراوحت ردود الفعل بين التعاطف مع أولئك الذين غادروا البلاد وبين انتقاد افتقار الحكومة لسياسات تشجع الأطباء على البقاء.
وقال تونكابوني «أستطيع أن أقول إن نحو 30% من أصدقائي وزملائي غادروا إيران، متجهين إلى أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية منذ عام 2009» ، مضيفا أن الهجرة ليست «النهاية السعيدة» التي سعى كثيرون مثله إليها بعد أن استثمروا الكثير من الوقت والجهد لدراسة الطب في نظام تعليمي عالي التنافسية في إيران، وتقدر تقارير مختلفة أن نحو 180 ألف إيراني متعلم «بدرجة عالية» يغادر البلاد كل عام.
وبدأ الأطباء في الانضمام إلى أعداد «الهاربين» خلال الرئاسة المتشددة لمحمود أحمدي نجاد (2005-2013)، حيث تسبب نهج المواجهة مع الغرب والعقوبات التي تلت تلك السياسة في انخفاض قيمة العملة الإيرانية، وبالتالي القدرة الشرائية وفرص العيش الكريم.
تحت الضغط
وكشفت الممرضة الإيرانية شوهريه جولبيكار أنها بصدد أخذ دورات تدريبية للحصول على الشهادات التي تسمح لها بالهجرة إلى كندا، تقول الممرضة البالغة من العمر 35 عاما إن العشرات من زميلاتها وزملائها السابقين انتقلوا بالفعل إلى هناك أو إلى أستراليا.
وقالت «لقد كنت ممرضة ولدي نحو 10 سنوات من الخبرة وعملت تحت ضغط شديد لسنوات عديدة، لكن راتبي ليس جيدا».
ولا يختلف حال جولبيكار عن حال الكثير من الإيرانيات في قطاع الطب والتمريض والكثير من القطاعات، نتيجة المضايقات المستمرة من الحكومات المتتالية التي تأخذ أوامرها من المرشد علي خامنئي، والتي حرمت من ظروف العيش الكريم، في ظل التضييقات المستمرة، والعقوبات المتواصلة نتيجة رغبة النظام في الاستمرار بتصدير الإرهاب.
لا للبقاء
وقال تونكابوني إن لديه فرصة للانتقال إلى الولايات المتحدة، حيث تعيش أخته، عندما كان الإصلاحي محمد خاتمي رئيسا، قبل أحمدي نجاد، لكنه اختار عدم الذهاب في ذلك الوقت، لأنه كان لديه دخل ممتاز «لكن الظروف الحالية لا تبدو مواتية» حسب قوله.
وكان لدى المتخصصين مثل تونكابوني حافز أكبر للبقاء في إيران قبل الوباء، لأن الكثيرين كانوا يجنون فوائد السياحة الطبية المزدهرة، حيث كان يسافر الآلاف من المرضى من دول الخليج العربي وحتى أوروبا الشرقية إلى إيران لتلقي علاج عالي الجودة وبأسعار معقولة، لكن فيروس كورونا الآن خنق هذا المصدر للدخل إلى حد كبير، وتعثرت البرامج الحكومية لإبقاء الأطباء «سعداء» وهو ما يجعل كثيرين يفكرون في المغادرة، وفق تونكابوني.
الإيرانيون والهجرة:
ونقلت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» عن بعض الأطباء الإيرانيين رغبتهم في «الهروب» من البلاد، والبحث عن فرص عمل في الدول الغربية «التي تعطي الإمكانات لأطبائها وتثمن عملهم» مثل الكثير من القطاعات العديدة التي تواجه مصاعب عديدة في ظل حكم الوالي الفقيه، وفق تعبير أحدهم.
وكشف تقرير للصحيفة أن ظاهرة هجرة الأطباء بدأت بعد اندلاع ثورة الخميني 1979م مباشرة، ومع قيام الحرب العراقية الإيرانية، وشهدت تزايدا لافتا خلال السنوات التالية، وفق أويد تونكابوني، طبيب إيراني، تحدثت إليه الصحيفة.
نزوح جماعي
وقال تونكابوني، الذي نشأ في بلدة ريفية في شمال إيران «لقد كنا أطفالا وقتها، وكانت دراسة العلوم الطبية والتحول إلى طبيب هي أعظم أمنية للعائلات لأطفالهم، لكننا اصطدمنا بالواقع».
تونكابوني ، 44 عاما، هو الآن أخصائي طوارئ يتمتع بخبرة تزيد عن عقدين من الزمن، ولكن بينما يريد أن يواصل ممارسة مهنته، وتحقيق أحلامه وأحلام والديه، لم يعد يرى مستقبلا لفعل ذلك في إيران.
ويمثل «النزوح الجماعي للأطباء» كما تصفه الصحيفة، ضربة موجعة لدولة تصارع واحدة من أسوأ الأزمات الصحية في العالم.
ويموت المئات من الإيرانيين كل يوم بسبب وباء كورونا، إذ بلغ عدد الوفيات أكثر من 78381 وفق الإحصاءات الرسمية «وهو أقل من العدد الحقيقي» تؤكد «لوس أنجلوس تايمز».
مكافحة المرض
ووصف مسؤولون إيرانيون كبار الهجرة الجماعية للمهنيين الطبيين بأنها خسارة فادحة، وقالوا إن هناك حاجة إلى 53000 ممرض وطبيب إضافي لمكافحة تفشي المرض.
كان تونكابوني نفسه، يعمل ساعات طويلة في مستشفيات مختلفة في طهران، وكان، وفق قوله، من الذين آثروا البقاء في بلادهم لخدمة مواطنيهم، لكن رأيه تغير الآن.
يقول «أتذكر أنني ربحت ما يصل إلى 22 ألف دولار في عام 2006» وهو راتب يحسد عليه في إيران «لكن الأمور ساءت لأن العقوبات الدولية دمرت اقتصادنا» ثم تابع «اليوم أكسب 10 مرات أقل على الرغم من أنني متخصص الآن».
وفي فبراير الماضي، مع تزايد موجة جديدة من حالات الإصابة بفيروس كورونا، صدمت تغريدة من المجلس الطبي الإيراني الكثيرين بتأكيدها أن 3000 طبيب قد انتقلوا إلى الخارج في عام 2020.
هجرة العقول
وتراوحت ردود الفعل بين التعاطف مع أولئك الذين غادروا البلاد وبين انتقاد افتقار الحكومة لسياسات تشجع الأطباء على البقاء.
وقال تونكابوني «أستطيع أن أقول إن نحو 30% من أصدقائي وزملائي غادروا إيران، متجهين إلى أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية منذ عام 2009» ، مضيفا أن الهجرة ليست «النهاية السعيدة» التي سعى كثيرون مثله إليها بعد أن استثمروا الكثير من الوقت والجهد لدراسة الطب في نظام تعليمي عالي التنافسية في إيران، وتقدر تقارير مختلفة أن نحو 180 ألف إيراني متعلم «بدرجة عالية» يغادر البلاد كل عام.
وبدأ الأطباء في الانضمام إلى أعداد «الهاربين» خلال الرئاسة المتشددة لمحمود أحمدي نجاد (2005-2013)، حيث تسبب نهج المواجهة مع الغرب والعقوبات التي تلت تلك السياسة في انخفاض قيمة العملة الإيرانية، وبالتالي القدرة الشرائية وفرص العيش الكريم.
تحت الضغط
وكشفت الممرضة الإيرانية شوهريه جولبيكار أنها بصدد أخذ دورات تدريبية للحصول على الشهادات التي تسمح لها بالهجرة إلى كندا، تقول الممرضة البالغة من العمر 35 عاما إن العشرات من زميلاتها وزملائها السابقين انتقلوا بالفعل إلى هناك أو إلى أستراليا.
وقالت «لقد كنت ممرضة ولدي نحو 10 سنوات من الخبرة وعملت تحت ضغط شديد لسنوات عديدة، لكن راتبي ليس جيدا».
ولا يختلف حال جولبيكار عن حال الكثير من الإيرانيات في قطاع الطب والتمريض والكثير من القطاعات، نتيجة المضايقات المستمرة من الحكومات المتتالية التي تأخذ أوامرها من المرشد علي خامنئي، والتي حرمت من ظروف العيش الكريم، في ظل التضييقات المستمرة، والعقوبات المتواصلة نتيجة رغبة النظام في الاستمرار بتصدير الإرهاب.
لا للبقاء
وقال تونكابوني إن لديه فرصة للانتقال إلى الولايات المتحدة، حيث تعيش أخته، عندما كان الإصلاحي محمد خاتمي رئيسا، قبل أحمدي نجاد، لكنه اختار عدم الذهاب في ذلك الوقت، لأنه كان لديه دخل ممتاز «لكن الظروف الحالية لا تبدو مواتية» حسب قوله.
وكان لدى المتخصصين مثل تونكابوني حافز أكبر للبقاء في إيران قبل الوباء، لأن الكثيرين كانوا يجنون فوائد السياحة الطبية المزدهرة، حيث كان يسافر الآلاف من المرضى من دول الخليج العربي وحتى أوروبا الشرقية إلى إيران لتلقي علاج عالي الجودة وبأسعار معقولة، لكن فيروس كورونا الآن خنق هذا المصدر للدخل إلى حد كبير، وتعثرت البرامج الحكومية لإبقاء الأطباء «سعداء» وهو ما يجعل كثيرين يفكرون في المغادرة، وفق تونكابوني.
الإيرانيون والهجرة:
- 3,000 طبيب هربوا للخارج في 2020 فقط
- 30% من الأطباء اتجهوا إلى أوروبا وأمريكا الشمالية
- 180,000 إيراني حاصل على تعليم عال يهاجرون سنويا
- 53,000 طبيب وممرض تحتاجهم إيران لمواجهة كورونا