أكاديميون: اكتشاف موقع النسيم الأثري يعزز مكانة المملكة الحضارية

الثلاثاء - 25 مايو 2021

Tue - 25 May 2021

وصف عدد من أساتذة التاريخ والآثار اكتشاف هيئة التراث لموقع (النسيم) الأثري في صحراء النفود بمنطقة حائل شمال المملكة بالإضافة الحضارية المهمة لتعزيز الهوية وإثراء التاريخ الثقافي، وتسهم بشكل فاعل في الجذب السياحي والازدهار الاقتصادي، ويعد الموقع أول وأقدم موقع أشولي مؤرخ في المملكة، كما أثبتت ذلك الدراسات المسحية التي عثرت فيه على أدلة بيئية وقطع أثرية تعود إلى عصر البلايستوسين الأوسط.

عمق حضاري

وقال عضو هيئة التدريس في كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود الدكتور خالد الأسمري، «إن هذا الاكتشاف يضيف أهمية خاصة للمملكة وللجزيرة العربية بشكل عام»، مضيفا «يكمل موقع النسيم الأثري تصورنا لتلك الفترات المبكرة من التاريخ البشري إقليميا وعالميا، خاصة أنه يعد مؤشرا على انتشار المجموعات البشرية في شبه الجزيرة العربية في مراحلها الخضراء خلال عصر البلايستوسين الأوسط».

وأشار إلى أن الاكتشاف يسهم في فهم تطور الأدوات الحجرية جنبا إلى جنب مع مواقع العصر الحجري القديمة مثل الشويحطية وصفاقة ووداي فاطمة وغيرها من المواقع، وهذا الأمر يضع المملكة في مكانة هامة آثاريا وثقافيا. مؤكدا أن المملكة تعد من أهم دول العالم التي لديها موروث حضاري وثقافي وإرث تاريخي ضارب في عمق الزمن الإنساني، «فقد تقاطعت على أرضها العديد من حضارات العالم القديم، مما يدلل على أن إنسان الجزيرة العربية كان له دور في بناء الثقافة والحضارة الإنسانية عبر التاريخ».

قيمة تاريخية

ولفتت رئيسة قسم التاريخ والآثار بجامعة جدة الدكتورة فاطمة العواد، إلى ما تنعم به مختلف مناطق المملكة من مقومات سياحية وأثرية ذات عمق تاريخي وحضاري وثقافي، وقالت «يعد موقع النسيم أحد أهم الاكتشافات الأثرية، حيث يقدر عمره بحوالي 350 عاما، مما يجعله عنصرا مميزا في الوصفة الأثرية والحضارية للمملكة، ومن المقومات المهمة للسياحة التاريخية». وأكملت «يعد هذا الاكتشاف محفزا كبيرا لإثراء الجوانب السياحية والاقتصادية شريطة الاهتمام به؛ من خلال ورش العمل وإنشاء الفرق التطوعية من طلاب المدارس والجامعات وإقامة الرحلات المدرسية لهذه المواقع بمرافقة مختصين في التاريخ والآثار، وعمل المعارض الدائمة والمتنقلة في المناسبات الوطنية والفعاليات الصيفية لنشر الوعي بأهميتها وقيمتها بين أفراد المجتمع».

هوية ثقافية

وأكدت عضوة هيئة التدريس في قسم التاريخ بجامعة الأميرة نورة الدكتورة هند التركي، على أهمية موقع (النسيم) من الناحيتين السياحية والاقتصادية في المملكة، مضيفة «إن وجود مثل هذه الدراسات والاكتشافات يساعد في تعزيز جاذبية المملكة عند الزوار من العالم، كونها تسهم في تعدد كنوز المملكة الحضارية والثقافية والتاريخية، مما ينعكس على النهضة الاقتصادية في ظل رؤية المملكة 2030». واختتمت حديثها «إن اعتبار موقع النسيم أول وأقدم موقع للحضارة الأشولية في المملكة، سيضعه في مصاف المواقع الأثرية المهيأة للتسجيل ضمن قائمة التراث العالمي».