هل أصبح خامنئي مسرورا بوجود بايدن؟

روجييرو: لابد أن تستخدم الإدارة الأمريكية نفوذها لتفكيك برنامج طهران النووي
روجييرو: لابد أن تستخدم الإدارة الأمريكية نفوذها لتفكيك برنامج طهران النووي

الأربعاء - 19 مايو 2021

Wed - 19 May 2021

هل بات المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي مسرورا بوجود الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، وأصبح واثقا أكثر من أي وقت مضى من رفع العقوبات وعودة الاتفاقية النووية الشاملة التي جلبت لطهران مليارات الدولارات ومنحتها الفرصة للعمل في تخصيب اليورانيوم وبناء قدراتها النووية بعيدا عن الأنظار؟

أسئلة مثيرة للانتباه طرحها الأكاديمي الأمريكي البارز في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات أنتوني روجييرو عبر مجلة (ناشونال إنترست)، بعدما دعا الإدارة الحالية إلى استخدام كل نفوذها لضمان نهاية دائمة لمسعى إيران نحو الأسلحة النووية بتفكيك برنامجها النووي.

ويشير روجييرو في البداية إلى تأكيدات مستشار الأمن القومي جايك سوليفان خلال الشهر الجاري بأن هدف المفاوضات النووية في فيينا، هو تحديد القيود النووية التي ستقبلها إيران على برنامجها لمنع حصولها، إلى الأبد على سلاح نووي، ويؤكد أن المشكلة الجوهرية في الاتفاق، أنه لن يمنع إيران على الإطلاق من الوصول إلى السلاح النووي. فهو عوضا عن حظر تخصيب اليورانيوم والبلوتونيوم، يعتمد على متاهة من القيود غير القابلة للتنفيذ والآيلة إلى انتهاء الصلاحية.

التخصيب والقنبلة

ونقل موقع (24) الإماراتي عن الكاتب الأمريكي أنه على ضوء العديد من التنازلات التي حصلت عليها طهران بموجب الاتفاق النووي، تبدو سياسة صفر تخصيب، مطلبا غير عادي، لكن منذ مدة غير طويلة، كانت تلك السياسة مقبولة، في 2006، أقر مجلس الأمن الدولي القرار 1696، الذي يطلب من إيران تعليق جميع النشاطات المرتبطة بالتخصيب وإعادة المعالجة، بما فيها الأبحاث والتطوير، ورغم التخلي عن هذا الموقف، باع الرئيس الأسبق باراك أوباما اتفاق 2015 على أنه يضمن قطع جميع الممرات نحو القنبلة. لكن روجييرو يرد بأن التخصيب نفسه ممر إلى القنبلة.

ولفت إلى أن أوباما روج للقيود المفروضة على البرنامج النووي، غير أن القيود على إنتاج اليورانيوم المخصب تنتهي كليا في 2031، وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي قال حينها «إن الاتفاق يتمتع بأكثر أنظمة التفتيش والتحقق شمولية على الإطلاق». وأضاف «إذا غشت إيران، فسنمسك بها، وسنفعل».

تكذيب عالمي

وأكد أن العالم كله لا يصدق إيران ويشكك في نواياها، لافتا إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تعلم بنشاطات إيران غير المعلنة، قبل فحص الأرشيف النووي الإيراني الذي هربه الإسرائيليون من إيران في 2018.

وأضاف «بدأت إيران في الشهر الماضي تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 60% من النقاء، وهي خطوة مهمة نحو نسبة التخصيب العسكرية البالغة 90%».

ويؤكد الباحث أنه لا وجود لنشاط مدني مشروع من وراء الوصول إلى هذه النسبة التي تخرق أصلا ما نص عليه اتفاق 2015، من نسبة تخصيب لا تتجاوز 3.67%.

وحسب التقارير، لم تتوصل مفاوضات فيينا إلى اتفاق على كيفية تراجع إيران عن مكاسبها النووية، وإذا كانت طهران ستعمد إلى تدمير أو تخزين أجهزة الطرد المركزي الحديثة، أو ستسمح بنقلها إلى خارج البلاد.

النفاق الأمريكي

وتطرق روجييرو إلى مشكلة جدية أخرى، إذ صاغت واشنطن سياسة تطلب فيها من حلفائها التخلي عن أي تطوير لإمكانات التخصيب وإعادة المعالجة قبل حصولهم على أي دعم لبرامجهم حول الطاقة النووية السلمية.

وتعرف هذه السياسة بالمعيار الذهبي. وبدأ حلفاء أمريكا الخليجيون ملاحظة النفاق الأمريكي، حيث تدعوهم واشنطن لتبني هذا المعيار في وقت تواصل طهران برنامجها للتخصيب.

وقال السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة «إن بلاده وافقت على المعيار الذهبي آملة أن يكون الأمر نموذجا يحتذى به، حين تفاوض الولايات المتحدة طهران».

وأضاف العتيبة «إن المشكلة كانت أن شركاء الولايات المتحدة أصبحوا... ملتزمين ومطمئنين للمعيار الذهبي الآمن والمضمون للطاقة النووية، وخصوم الولايات المتحدة، حصلوا على اتفاق أفضل».

حملة موحدة

ودعا الكاتب إلى حملة موحدة ضد إيران، وقال «ستنضم المملكة المتحدة، وربما فرنسا، وألمانيا، إلى حملة ضغط على إيران إذا بالغت في تصعيدها، وستوجه حملة عقوبات موحدة بين واشنطن، ولندن رسالة قوية إلى إيران مفادها أنها غير قادرة على الفصل بين الولايات المتحدة، وحلفائه».

وشدد الباحث علن أن طهران باتت تفعل ما تريد في ظل الإدارة الحالية، حيث لم تعد تتحمل حملة ضغط موحدة أخرى. إن صعوبة العودة إلى صفر تخصيب لا تعني أن على واشنطن السعي إلى اتفاق محدود ومعيب. حان وقت عكس المسار.

ابتزاز إيراني

وأشار روجييرو إلى أن الوقت لم يتأخر ليعكس بايدن مساره، وطالب المفاوضون الإيرانيون بالحد الأقصى من المطالب، إذ يريدون رفع جميع العقوبات تقريبا، وقال «يجب أن تنسحب الإدارة وتستخدم نفوذها للدفع نحو اتفاق أطول وأقوى، وهو ما وعد به وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وأفضل طريق لإطالة الاتفاق وتشديده هو تفويض إلغاء برنامج إيران للتخصيب، إن اتفاقا مماثلا يمكن أن يؤمن دعم الحزبين لتحويله إلى معاهدة في مجلس الشيوخ، بهذه الطريقة، سيبقى سليما خلال الإدارة الجمهورية المقبلة».

ولفت إلى أن طهران ستمتنع عن القبول، وستحاول إقناع الأوروبيين بإلقاء اللوم على الولايات المتحدة لانسحابها من المحادثات، وقد ترد إيران أيضا بهجمات عسكرية ضد القوات الأمريكية أو الحلفاء في المنطقة، لكن للولايات المتحدة اليد العليا، وهي قادرة على إعادة تفعيل الردع.

والرد الآخر قد يكمن في تصعيد طهران برنامج التخصيب، لكن للابتزاز النووي الإيراني تاريخ صلاحية. أظهرت الانفجارات في منشأة نطنز هشاشة الأصول التي يفترض أنها آمنة لدى نظام الملالي.