لماذا تتجاهل أوروبا استفزازات إردوغان؟

لوبينيون: الأتراك يعبرون عن قوتهم بوحشية شديدة.. والجيران يغيرون مواقفهم بسرعة
لوبينيون: الأتراك يعبرون عن قوتهم بوحشية شديدة.. والجيران يغيرون مواقفهم بسرعة

الاثنين - 10 مايو 2021

Mon - 10 May 2021

رجب طيب إردوغان  (مكة)
رجب طيب إردوغان (مكة)
طالبت صحيفة لوبينيون الفرنسية الاتحاد الأوروبي بتغيير سياساته والتضامن مع اليونان التي تواجه تعديات تركية خطيرة.

ورأت أن اليونان وقبرص، عضوي الاتحاد الأوروبي، لم تتلقيا دعما أوروبيا كافيا، عندما انخرطت أنقرة بقيادة رجب طيب إردوغان في استفزازات خطيرة، في إشارة إلى سفينة الأبحاث التركية (عروج ريس) التي أرسلتها أنقرا إلى شرق البحر الأبيض المتوسط.

ولفتت إلى أن العالم دخل حقبة جديدة في العلاقات الدولية، حيث تعتمد الدول المزيد من الوحشية في التعبير عن قوتها، وعلى أوروبا تغيير موقفها، بينما يحاول الجيران الأقوياء إنشاء مناطق نفوذ حصري، ويمارسون سياسة الأمر الواقع في تحد للقانون الدولي والاتفاقيات المتعددة الأطراف السابقة، في إشارة إلى تركيا.

وأضافت «على الدول الأعضاء الأكثر تعرضا للاستفزازات، والتي تحافظ على حدودها الخارجية، أن تكون قادرة على الاعتماد على تضامن الجميع».

وقالت الصحيفة الفرنسية «في شمال شرق أوروبا، ينفذ الردع بشكل جماعي إلى حد كبير من قبل الدول الأوروبية تحت رعاية الناتو، لكن ما يصلح في جانب واحد من القارة، قد لا يكون ملائما في جنوب شرق أوروبا، وشرق البحر الأبيض المتوسط»، وواصلت «اليونان وقبرص لم تتمكنا، رغم العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي، من الاعتماد على أوروبا بشكل كامل، في حين انخرطت تركيا بشكل متكرر في استفزازات خطيرة للغاية، بانتهاك المجالات البحرية والجوية اليونانية، أوبالتنقيب غير القانوني في المناطق المتنازع عليها، أوبانتهاك حظر الأسلحة المفروض على ليبيا، أواستغلال تدفق اللاجئين على الحدود البرية والبحرية اليونانية».

ورأت أن النظام الإيراني اتخذ مجموعة من الإجراءات غير المقيدة التي من خلالها تحاول أنقرة التأكيد أنها قوة إقليمية ضد التوازنات السياسية والقانونية التي بنيت بصبر منذ عقود للحفاظ على الاستقرار في هذه الحدود الاستراتيجية لأوروبا.

وأشارت إلى أن فرنسا الدولة الوحيدة التي أبدت دعما ملموسا لليونان، وحشدت الموارد العسكرية إلى جانبها، بالتالي خاضت مخاطر دبلوماسية، بينما لم يتضامن شركاؤها الآخرون معها كما كان ينتظر من أعضاء الاتحاد الأوروبي.

وقالت «مهما كانت أسباب الضعف والخوف من ردود فعل الجالية التركية المستقرة في أوروبا، أو اعتبار الحياد داخل الناتو أقوى من التضامن الأوروبي، أو النفور من استخدام القوة، فإنه يعكس استقالة غير مقبولة وانتهاكا لروح المعاهدات، ويعد خضوعا للحقائق التي يفرضها حكام مستبدون جدد يعتبرون الوساطات مجرد عمليات لا نهاية لها تسمح لهم بتجميد المزايا المكتسبة».

وتابعت «بينما يعتزم الاتحاد الأوروبي تعزيز قدرته على العمل المشترك، لا سيما في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، أو في أفريقيا، يعد تقويض التضامن الأوروبي عند حدود أوروبا ذاتها، أمرا غير ملائم، وصادم وغير مسؤول. إن التضامن الأوروبي، والاعتماد على التصميم الدبلوماسي، شرط أساسي لبقاء أوروبا».

وخلصت الصحيفة إلى أن مجرد التذرع بفضائل التعددية والحنين إلى ما يسمى العالم المنظم لا يفيد كثيرا في مواجهة القوة التي تواجه الدول الأوروبية، بشكل فردي، وأوروبا بشكل جماعي.