سارا الضراب

خلال اللقاء الأخير ماذا تحقق من الرؤية خلال 5 سنوات؟

الاثنين - 03 مايو 2021

Mon - 03 May 2021

رسم حوار ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الأمير محمد بن سلمان، الذي تم بثه على التلفزيون السعودي وأهم شبكات التلفزة العربية، ما حققته برامج ومشروعات رؤية 2030 خلال الأعوام الخمسة الماضية والذي يعد إنجازا تاريخيا للمملكة في شتى المجالات.

وخلال خمس سنوات ظهرت أكثر من 20 رؤية، حيث تم فتح أبواب الاستثمار الخارجي على مصراعيها ونجحت المملكة في استقطاب أقوى الاستثمارات العالمية، وتم إعادة تعريف صناعة السياحة وكذلك أنجزت المملكة سلسلة من الإصلاحات الاجتماعية والثقافية المهمة، التي كان من المستحيل بمكان تخيل إمكانية حدوثها قبل عقد من الزمن، ولإدراك القيادة الرشيدة الحاجة لكسر الاعتماد الاقتصادي على النفط وتنويع مصادر الدخل وتنمية رأس المال البشري في المملكة، كان من الضروري إجراء تغييرات تضمن المضي قدما في مسيرة نمونا وتطورنا المستقبلي، فنجحت المملكة في تحقيق إيرادات غير نفطية قياسية العام الماضي شكلت 46.5% من الإيرادات الإجمالية للدولة، بعد أن كان الاعتماد على النفط بنحو 90% من الدخل.

ظهر كذلك حجم الدخل والنمو الذي حققه النفط أكبر بكثير من احتياجاتنا في ذلك الوقت وتحديدا في الثلاثينات والأربعينات، وكان حجم الفائض من الدخل والنمو الاقتصادي أكثر مما نطمح إليه مئات المرات، وقال ولي العهد كان هناك انطباع بأن النفط سيتكفل بكل احتياجات المملكة، لذا يلزم لبناء مستقبل واعد وبيئة إيجابية وجاذبة، حيث إن سر أرقام الرؤية في أوقات قبل الرؤية بكثير، فمثلا الإسكان هدف الرؤية 62% وصلنا إلى 60% في 2020 و62% سنصلها في 2025، ومعنى ذلك أن هدف الرؤية تعدى من 62% إلى 70% من عدد المواطنين الذين يملكون مساكن.. من ناحية أخرى اتضح الانفتاح السعودي على كافة القوى في العالم من خلال تطرق سمو ولي العهد إلى أن السعودية تعمل مع كل دول العالم، وإشارته لتمتعها بشراكات استراتيجية في المنطقة وتعزيز التحالفات مع الدول الأخرى وصنع شراكات جديدة مع دول مثل روسيا والصين والهند وغيرها بما يخدم مصالح السعودية.

وحول ما بعد رؤية المملكة 2030 أكد ولي العهد أن التخطيط مستمر وأن الرؤية تضعنا في موقع متقدم جدا في العالم. وأبدى ولي العهد ثقة كبيرة في مواصلة الإنجازات، مؤكدا أن الخوف غير موجود في قانون السعودية، لكن يوجد بعض القلق ويتم العمل على تجاوز هذا القلق أو الهم.

واتضح خلال اللقاء أطروحات لأرامكو، والبيع لبعض المستثمرين الدوليين الرئيسيين والتي سيعلن عنها خلال السنة أو السنتين القادمتين، وهنالك نقاش عن الاستحواذ على 1% من قبل إحدى الشركات الريادية بالطاقة في العالم، وهذه ستكون صفقة مهمة جدا تعزز مبيعات أرامكو في الدولة أو الشركة الموجودة في الدولة المعينة. إذا حصلت دولة كبرى على 1% ستعزز صناعات أرامكو السعودية مما يعزز الطلب على منتجات أرامكو في الدولة وأيضا الشركة التي اشترت فيها 1%، وهناك أيضا نقاشات مع شركات أخرى لشراء حصص مختلفة في جزء من أصل أرامكو قد يتحول لصندوق الاستثمارات العامة وفي جزء سيطرح أطروحات سنوية في السوق السعودي.

كما تطرق ولي العهد إلى البطالة التي كانت في بداية الرؤية تقريبا 14% وفي الربع الأول من 2020 وصلنا إلى 11% وكسور، ومع الجائحة ارتفعت البطالة وكنا أفضل سادس دولة في G20 أداء من ناحية البطالة، وتم الإعلان للربع الرابع من 2021، عدنا إلى 12% وسنكسر حاجز 11% في العام الحالي إلى 10% وكسور، وصولا في 2030 إلى 7%، مبينا وضع مصلحة أن يكون المواطن السعودي راضيا كل يوم أكثر من اليوم حيث إن هناك سعيا من الدولة لبناء مستقبل طويل الأمد مستمر في النمو ولا أرضيه ثلاث أربع سنوات واستنزف مدخرات البلد وفرص البلد لتحقيق مستقبل أفضل فكانت مجموعة قرارات منها 15% (VAT) وهو قرار مؤقت قد يستمر سنة إلى خمس سنوات كحد أقصى ومن ثم الأمور ستعود إلى الطبيعية.

من ناحية أخرى أطلقت المملكة عددا من المشاريع الوطنية العملاقة مثل «نيوم» و«أمالا» و«البحر الأحمر» و«القديّة» و«بوابة الدرعية» التي توفر مخططا متكاملا للاستدامة ونمط العيش، والتي يتم تطويرها لتكون نماذج تحتذى حول العالم، وتعد مدينة «ذا لاين» الذكية ضمن مشروع «نيوم»، التي ستكون مدينة خالية من السيارات والشوارع والانبعاثات الكربونية نموذجا رياديا جديدا، مما سيسهم في تشجيع السياحة، وتوفير خيارات ترفيه راقية للسعوديين والمقيمين لتكون المملكة أحد أفضل الأماكن للعيش في العالم.

وظهر خلال اللقاء أهمية استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة في تنويع قاعدة الإنتاج وزيادة التوظيف والاستثمار بما يتفق مع رؤية 2030، وقد تجلى ذلك في مضامين كلمات سمو ولي العهد رئيس مجلس إدارة الصندوق، التي أكدت على دور الصندوق في رفع جودة الحياة وتحقيق التنمية المستدامة، ودعم الشركات المحلية، والسوق المالية. بعدما رفع نسبة العائد للمساهمين إلى 8% خلال الأعوام (2018-2020)، مقارنة مع 3% للأعوام (2014-2016)، كما استحدث الصندوق 330 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة عبر استثماراته المتعددة، وبلغت قيمة الاستثمارات المحلية داخل المملكة للصندوق 311 مليار ريال، فيما شكلت الاستثمارات العالمية 20% من محفظة الصندوق، وقام الصندوق منذ بدء برنامج التحول بتأسيس وإطلاق 13 قطاعا اقتصاديا وحيويا واستراتيجيا، وكلها أرقام تكشف حجم الابتكار والإلهام الذي تعمل به القيادة الشابة وفق أعلى معايير النجاح العالمية.

في الختام.. تطرق ولي العهد إلى أن وجود أي خلل في الوضع الاقتصادي في المملكة ستكون له تبعات اقتصادية ومالية على مستوى الفرد والوطن لا تحمد عقباها، الأمر الآخر أن هناك فرصا كثيرة في المملكة في قطاعات مختلفة غير القطاع النفطي منها التعدين والسياحة والخدمات اللوجستية والاستثمار، وهناك فرص كثيرة ضخمة، ولا تزال هناك رغبة ودافع قوي جدا نطمح أن نستفيد منها كسعوديين ولوطننا الغالي، حيث إن هناك دافعين رئيسيين لعمل رؤية 2030 لكي نزيل التحديات التي تواجهنا كي نستغل الفرص غير المستغلة التي قد تكون بحجم 90% من وضع اليوم، ونستمر في النمو والازدهار وننافس على كل الجبهات.

S_Darrab@