شاكر أبوطالب

منجزات استثنائية في الثلث الأول من الرؤية

الأربعاء - 28 أبريل 2021

Wed - 28 Apr 2021

«نتكلم اليوم عن رؤية.. والرؤية هي مثل خارطة طريق لأهدافنا في التنمية والاقتصاد، وفي غيرها من الجوانب في خمس عشرة سنة مقبلة»هذه الكلمات جاءت في مقدمة أول لقاء تلفزيوني للأمير محمد بن سلمان يتحدث فيه عن (رؤية المملكة 2030)، أجريت المقابلة في اليوم نفسه الذي اعتمدت فيه الرؤية وحظيت بموافقة ومباركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.

لقد تميزت الرؤية الطموحة بمستوى غير مسبوق من الجهد والبحث والدراسة والوصف والتحليل والتقييم لماضي المملكة العربية السعودية وحاضرها آنذاك، والتركيز على الميزات الفريدة للوطن ومكامن قوته، والاستثمار الأفضل لموارده البشرية والطبيعية، لتطوير باقة شاملة ومتنوعة من الأهداف الاستثنائية، تندرج تحتها مجموعة واسعة من البرامج المبتكرة والمبادرات الخضراء والمشاريع الكبرى، لتشكل في مجملها خطة تنموية مستدامة تعد الأكثر ابتكارا وقوة واستراتيجية، من أجل تلبية الاحتياجات الوطنية الآنية والمستقبلية، ومواجهة التحديات القريبة والمتوسطة والبعيدة المدى.

مضى الثلث الأول من هذه الرؤية المستقبلية، حققت خلاله المملكة الكثير من التقدم في مختلف المسارات السياسية والتنموية والاقتصادية، والعديد من المنجزات النوعية في المجالات الصناعية والخدمية والاجتماعية والتعليمية والثقافية، إلى جانب تنفيذ مجموعة واسعة ومتكاملة من الإصلاحات الهيكلية والإدارية والتشريعية والرقابية والمالية، إضافة إلى إطلاق مبادرات شتى في مجالات الاستثمار والابتكار والأعمال والاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة والعلوم الجديدة والتقنيات المستحدثة.

في اعتقادي أن الرؤية الوطنية الطموحة أقرب ما تكون إلى شخصية ولي العهد؛ لأن الرؤية وليدة مبادئه الأخلاقية وقناعاته الحياتية وفلسفته السياسية ونظرته الاقتصادية، لأجل ذلك يضحي بالكثير من جهده ووقته وصحته في سبيل تحقيق أهدافها، وقيادة الوطن والمجتمع والاقتصاد إلى مستقبل أفضل على مستوى الريادة والتقدم والتطور.

وأؤمن بأنني والجيل الحالي محظوظون جدا، ونحن نتشارك ذات الجغرافية والأرض، ونعيش في نفس الزمان والعصر مع قائد ملهم، عاشق للتحدي والإنجاز، لا هم له سوى النهوض بوطنه ومجتمعه إلى المكان والمكانة التي تليق بالمملكة وشعبها، وتنفيذ برامج الرؤية ومبادراتها على أكمل وجه، والمتابعة الحثيثة لمؤشرات الأداء والتقدم المنجز حسب الخطة الزمنية.

لم ألتق يوما بالأمير محمد بن سلمان، وكم أتمنى ذلك ولعله يتحقق في المدى القريب، لكن بحكم متابعتي للمقابلات التلفزيونية والحوارات

الإعلامية والتصريحات الصحفية لولي العهد، فقد تشكلت لدي بعض الملامح الشخصية والعملية، ومن ذلك: أن سموه شغوف بالعمل المتواصل، والابتكار في الفكرة، والتميز في التخطيط، والتفوق في الأداء، والتفرد في الإنجاز. إلى جانب المتابعة المستمرة لأدق التفاصيل، ووضع الأمور في نصابها الصحيح، وإعطاء القضايا ما تستحقه من اهتمام. أراه قائدا يمتلك شفافية عالية، ومسؤولا يتمتع بمصداقية كبيرة، ومدافعا عنيدا عن حاضر المملكة ومستقبلها، وحريصا على مستقبل شعوب ودول منطقة الشرق الأوسط.

وسيسجل التاريخ وتشهد المنجزات بأن الأمير محمد بن سلمان من أعظم القادة السياسيين والاقتصاديين، بتقديمه أنموذجا فريدا وتجربة استثنائية للتنمية السريعة الشاملة والمستدامة، من خلال نقله المملكة إلى مصاف كبرى الدول في العالم، وقدرته على تغيير صورة السعودية من مجرد دولة استهلاكية ومستوردة للمنتجات تعتمد فقط على إيرادات النفط، إلى دولة حديثة ومتقدمة اقتصاديا وصناعيا وإنتاجيا، ومزود عالمي للطاقة التقليدية والمتجددة، ومصدر مهم لمختلف المنتجات والخدمات والتقنيات.

وبإذن الله سنحتفل معا في العام 2030 ليس فقط بتحقيق أهداف الرؤية، بل وتجاوزها، وبلوغ المملكة ذروة نهضتها ومجدها، وارتفاع دخل الفرد وتقليص حجم البطالة، وتوسيع الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل والاستثمار، وتسجيل معدلات نمو عالية جدا، رغم الأزمة الاقتصادية التي تسبب بها فيروس كورونا المستجد، والتحديات الأخرى التي نتجت عن تداعيات الجائحة، والصعوبات المتوقعة سلفا، لأننا ننعم في هذا الوطن بقيادة حكيمة، آمنت بأن المستقبل ستصنعه رؤية ملهمة وقوة الشباب، وهو ما يجتمع في الأمير محمد بن سلمان، قائد رحلتنا إلى أفضل مستقبل.

shakerabutaleb@