صالح العبدلي

الاتفاق النووي.. القصة قبل أكثر من نصف قرن

الاثنين - 26 أبريل 2021

Mon - 26 Apr 2021

بدأت جسور العلاقة في التعاونات النووية بين الولايات المتحدة وإيران منذ ستينيات القرن الماضي؛ لتعزيز العلاقة الاستراتيجية بين أمريكا ونظام الرئيس الإيراني محمد رضا بهلوي، بعدما هبت رياح محاولة الانقلاب من قبل رئيس الوزراء آنذاك محمد مصدق، فكان هذا التعاون في إطار برنامج سمي (الذرة من أجل السلام).

في عام 1957م وقعت أول اتفاقية متعلقة بهذا الشأن بين الولايات المتحدة ومملكة إيران آنذاك وانطلق عام 1960م، وبحسب دراسة نشرت عام 2007م بعنوان (تأثير التسلح الإيراني على الأمن الخليجي منذ ثورة 1979م) تؤكد أن إيران حصلت من خلال هذه الاتفاقية على أول مفاعل للأبحاث في جامعة طهران.

وقبل قيام الثورة الخمينية بسبعة أشهر وقعت طهران على المسودة النهائية من الاتفاقية (الإيرانية - الأمريكية) والتي تضمنت تقديم كافة التسهيلات للبرنامج الإيراني النووي.

لكن تعطل هذا المشروع بعد الثورة؛ لأن الخميني كان لديه موقف سلبي من كافة مشاريع سلفه، وحاول جاهدا أن يؤسلم كل ما يتعلق بالدولة، إلا أن هذا الموقف السلبي سرعان ما تبدل تجاه الاتفاق النووي فقط، وحاولت الحكومات التي تولت سدة الحكم إكمال ما بدأه الشاه.

كان تفكك الاتحاد السوفيتي فرصة ذهبية، فبعدما أعلن الخميني عن استمرار بلده في تطوير المفاعلات النووية عام 1986م، لجأت إلى دول آسيا الوسطى المتفككة من الاتحاد للبحث عن رؤوس نووية، وتذكر عدة وكالات استخباراتية أنها لم تجد سوى قنابل تكتيكية في كازاخستان.

تخلي الولايات المتحدة الحليف عن إيران في موضوع الاتفاق النووي بعد الانقلاب على نظام الشاه، جعلها تفكر جديا في البحث عن حليف آخر كما وجدت في طريقها العديد من الدول التي مدت أيادي المساعدة مثل: الصين وكوريا الشمالية، وروسيا التي كانت على استحياء.

تعاقدت إيران مع روسيا في عام 1993م لإعادة تشغيل عدة مفاعلات، وبعدها بأربع سنوات جاء التطور الأبرز؛ حيث وقعت إيران عقد مع روسيا لتنفيذ مشروع مفاعل بوشهر.

لكن أحداث 11 سبتمبر أتت لتغير الكثير في الخارطة السياسية تحديدا خارطة المنطقة، وصنفت الولايات المتحدة إيران ضمن الدول الراعية للإرهاب، لممارساتها العبثية واحتضانها لعدد من قادة القاعدة والإرهابيين، والذي أكده عقوبات 2016؛ حيث حكمت محكمة أمريكية بعقوبات ضد النظام الإيراني لتورطهم المباشر في الحادثة، مما دعا الفاعلين في النظام الدولي إلى حرمان إيران من امتلاك السلاح النووي كونها تمارس أعمالا طائشة تهدد الأمن الإقليمي.

كما وجه مجلس الأمن الدولي عدة تحذيرات وفرض عقوبات تمثلت بالقرارات الموجودة على موقعها الالكتروني رقم (1696) و(1737) و(1747) و(1803) و(1929)، بعد محاولة إيران التمادي وخرق الالتزامات الدولية المتفق عليها سلفا.

حتى أتى أوباما ليعيد إحياء الاتفاق النووي عام 2015م، قبل أن يأتي ترمب ليلغي الاتفاق بالكامل ويفرض عقوبات على طهران مؤكدا أن «الاتفاق لم يحد من أنشطة إيران لزعزعة الاستقرار ودعم الإرهاب في المنطقة».

قبل إقفال القوس، هذا باختصار قصة الاتفاق النووي منذ بدايته، وبعض من تفاصيله التي تخفى على الكثيرين، والقصة لم تنته بعد، ولا تزال تحمل بين طياتها الكثير، وانكشافها مسألة وقت.

@SalehAL3bdli