هل تسقط أفغانستان في قبضة إيران؟
الانسحاب الأمريكي يثير الهواجس.. و4 قوى إقليمية تترقب المرحلة الجديدة
أصحاب العمائم يستعدون لتكرار تجربة العراق وزرع الميليشيات المسلحة
اتهامات غربية وأفغانية للحرس الثوري بإقامة علاقات قوية مع طالبان
باكستان والهند والصين تترقب انسحاب آخر جندي في 11 سبتمبر
عزيزي: طهران تحركت لحماية مصالحها واعترفت بالجماعة المتطرفة
الانسحاب الأمريكي يثير الهواجس.. و4 قوى إقليمية تترقب المرحلة الجديدة
أصحاب العمائم يستعدون لتكرار تجربة العراق وزرع الميليشيات المسلحة
اتهامات غربية وأفغانية للحرس الثوري بإقامة علاقات قوية مع طالبان
باكستان والهند والصين تترقب انسحاب آخر جندي في 11 سبتمبر
عزيزي: طهران تحركت لحماية مصالحها واعترفت بالجماعة المتطرفة
الأحد - 25 أبريل 2021
Sun - 25 Apr 2021
تزايدت الشكوك بوقوع أفغانستان فريسة لأطماع نظام الملالي الإيراني، وسط ترقب 3 قوى إقليمية أخرى، بعد أن قررت الولايات المتحدة الأمريكية سحب آخر جندي لها قبل الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر بعد أقل من 5 شهور من الآن.
وفيما تشهد المدن الأفغانية الكبرى موجة اغتيالات استهدفت صحفيين وقضاة وأطباء وشخصيات سياسية ودينية وحقوقية، وتحملت حركة طالبان المسؤولية الكبرى عن الاغتيالات، يؤكد مراقبون أن طهران تستعد لملء الفراغ الذي ستتركه أمريكا، كما فعلت من قبل في العراق، حين زرعت الميليشيات الموالية لها في كل مكان.
ويزداد القلق في المنطقة من تنامي الدور الإيراني، في ظل حرص أصحاب العمائم على نشر التشيع وتصدير الثورة الخمينية إلى دول المنطقة، في ظل صفقات تبرم في الخفاء مع جماعة طالبان الإرهابية.
تهديدات محتملة
ويؤكد الزميل الزائر في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية حميد رضا عزيزي، أن طهران قد أعدت نفسها بالفعل لأفغانستان ما بعد الولايات المتحدة، وقال في تحليل نشرته قناة (الحرة) الأمريكية «تشير الاتصالات والاجتماعات الأخيرة بين ممثلي طالبان والمسؤولين الإيرانيين إلى أن طهران قد اعترفت بالفعل بالجماعة باعتبارها جهة فاعلة لا يمكن إنكارها، لكنه في الغالب اعتراف بدافع الضرورة».
ويرى أن إيران تحتاج إلى بناء علاقات مع الحركة السنية المتشددة لحماية مصالحها وأمنها من التهديد المحتمل في البلد المجاور الذي ستسيطر عليه طالبان في المستقبل القريب.
تشابك العلاقات
ورغم علاقاتها المتوترة مع الولايات المتحدة، دعمت إيران في 2001 الغزو الأمريكي الذي أطاح بطالبان التي فرضت نهجا متشددا على أفغانستان في الفترة من 1996 حتى 2001، وتتشارك إيران حدودا يبلغ طولها نحو 965 كلم مع أفغانستان، وتشابكت العلاقة بين البلدين خلال السنوات الأخيرة.
وكادت إيران، التي يقودها أتباع الخميني، أن تخوض حربا مع طالبان في 1998 بعد هجوم على قنصليتها في مدينة مزار الشريف الأفغانية أدى إلى مقتل تسعة دبلوماسيين إيرانيين وصحفي، لكن العلاقات بين الطرفين تغيرت بشكل كبير في السنوات الماضية.
اتهام الحرس الثوري
ودعمت طهران أقلية الهزارة الشيعية في أفغانستان التي تعرضت إلى الاضطهاد من قبل طالبان خلال حكم الحركة في تسعينات القرن الماضي، لكن صدرت اتهامات من أطراف غربية وأفغانية للحرس الثوري الإيراني بإقامة علاقات مع طالبان خلال السنوات الأخيرة هدفها إخراج القوات الأمريكية من أفغانستان.
وفي يناير الماضي، عقدت حركة طالبان الأفغانية اجتماعا مع مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى في طهران، واستضافت إيران وفدا من طالبان بقيادة الملا عبدالغني برادر أحد القادة المؤسسين للحركة وواحد من أبرز مفاوضيها، لمدة أسبوع، وقالت «إن ذلك جزء من سياسة طهران للتواصل مع الأطراف المنخرطة في عملية السلام الأفغانية».
الرابح الأكبر
ويرى عزيزي، أن حركة طالبان ستكون الرابح الأكبر من انسحاب الولايات المتحدة، ويتوقع أن تبدأ الحركة على الأرجح في السيطرة على الدولة.
وحكمت طالبان أفغانستان من عام 1996 حتى عام 2001 عندما أطاحت بها قوات تقودها الولايات المتحدة. ومنذ ذلك الوقت تشن الحركة حربا طويلة، وما زالت تسيطر على أجزاء كبيرة من البلاد.
واضاف «بالطبع، تختلف طالبان اليوم عن طالبان قبل عام 2001. لقد تعلم قادتها قواعد اللعبة السياسية والدولية. ومع ذلك، فإن التوجه الإيديولوجي الصارم لا يزال ساريا، وسيجعل الحياة أكثر صعوبة على الشعب الأفغاني».
ثمن غال
في المقابل، لا يرى الخبير الجيوسياسي والمحلل الهندي فايبهاف سينغ أن طالبان ستكون قادرة على استعادة السيطرة على كابل بنفس الطريقة التي اعتمدتها في التسعينات.
وقال «القوات المسلحة الأفغانية مدربة تدريبا جيدا، وتقاتل طالبان منذ فترة طويلة بدعم أمريكي بسيط للغاية. لقد أثبت الجنود الأفغان أنهم قوة فعالة في ساحة المعركة».
وأضاف «لن تحصل طالبان على الشرعية التي حصلت عليها من السعودية والإمارات خلال الفترة 1996-2001».
ولتعويض ذلك، توقع سينغ أن تحصل طالبان، علنا أو سرا، على دعم من دول مثل باكستان وإيران وروسيا والصين، قائلا «لا تستطيع طالبان الاستيلاء على كابل إلا بدعم من باكستان، الأمر الذي ستدفع إسلام آباد ثمنه غاليا».
تسوية سياسية
وكانت باكستان الداعم الرئيس لطالبان أثناء حكمها لأفغانستان المجاورة خلال تسعينات القرن الماضي.
ويعد نفوذ باكستان على الحركة التي شنت تمردا منذ الإطاحة بها عام 2001، أساسيا في التوصل لتسوية سياسية مع حكومة الرئيس أشرف غني.
وفي هذا السياق، يقول المحلل الباكستاني قمر تشيما «إن الولايات المتحدة تطلب من باكستان بذل المزيد من الجهد في أفغانستان، بما في ذلك مناشدة طالبان مواصلة الانخراط في عملية السلام الأفغانية في تركيا».
وارتبكت عملية السلام بعد قرار طالبان بالنأي عن نفسها عن القمم الخاصة بأفغانستان لحين انسحاب جميع القوات الأجنبية من البلاد.
وكان دبلوماسيون يأملون في أن تعطي قمة في تركيا، السبت المقبل، دفعة نحو تسوية سياسية بين طالبان والحكومة الأفغانية، لكنها تأجلت إلى مايو المقبل.
كبش فداء
ويقول تشيما «تعتقد باكستان أن الرئيس أشرف غني لا يستمع للولايات المتحدة بشكل صحيح، وأن القوى الإقليمية لا تتعاون بالطريقة التي ينبغي أن تتعاون بها».
وتابع «تريد الولايات المتحدة أن تقدم رؤيتها الاستراتيجية المتمثلة في القضاء على تنظيم القاعدة، وهم يريدون لوم باكستان بشأن طالبان».
ويتوقع تشيما المزيد من الخلافات وعدم وضوح الرؤى بين باكستان وأفغانستان مستقبلا، قائلا «ستبدأ لعبة اللوم».
وفي مقابل ذلك، فإن باكستان ليست في وضع يسمح لها بفعل المزيد نظرا لوجود العديد من التحديات الداخلية، الأمر الذي يزعج رجال السياسة في باكستان، بحسب تشيما.
فوضى عارمة
ويضيف تشيما «يمكن أن تصبح المنطقة في حالة فوضى عارمة، وهناك احتمال كبير لحدوث اضطرابات في أفغانستان مما يمكن أن يؤثر على البلدان الأخرى».
وأضاف «الهند لها وجود في أفغانستان، وباكستان تخشى أن تتمكن نيودلهي من استخدام أذرعها لزعزعة استقرار باكستان، حيث يوجد العديد من الجهات الفاعلة غير الحكومية المناهضة لإسلام آباد، بما في ذلك حركة طالبان باكستان في أفغانستان، ولم يقم أي من الأفغان أو الأمريكيين بأي عملية عسكرية للقضاء عليها».
وقبل أيام انفجرت سيارة كانت مليئة بالمتفجرات في منطقة انتظار السيارات في فندق سيرينا الفخم، وأودى بحياة أربعة أشخاص وأصاب 11 آخرين في مدينة كويتا جنوب غرب باكستان، وأعلنت حركة طالبان الباكستانية مسؤوليتها عن التفجير.
ويقع الفندق جوار القنصلية الإيرانية ومقر إقامة حاكم الإقليم.
وكويتا عاصمة إقليم بلوخستان في جنوب غرب باكستان الذي يشهد منذ فترة طويلة تمردا محدودا من سكان محليين
القوى الإقليمية التي تستعد للتدخل في أفغانستان:
وفيما تشهد المدن الأفغانية الكبرى موجة اغتيالات استهدفت صحفيين وقضاة وأطباء وشخصيات سياسية ودينية وحقوقية، وتحملت حركة طالبان المسؤولية الكبرى عن الاغتيالات، يؤكد مراقبون أن طهران تستعد لملء الفراغ الذي ستتركه أمريكا، كما فعلت من قبل في العراق، حين زرعت الميليشيات الموالية لها في كل مكان.
ويزداد القلق في المنطقة من تنامي الدور الإيراني، في ظل حرص أصحاب العمائم على نشر التشيع وتصدير الثورة الخمينية إلى دول المنطقة، في ظل صفقات تبرم في الخفاء مع جماعة طالبان الإرهابية.
تهديدات محتملة
ويؤكد الزميل الزائر في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية حميد رضا عزيزي، أن طهران قد أعدت نفسها بالفعل لأفغانستان ما بعد الولايات المتحدة، وقال في تحليل نشرته قناة (الحرة) الأمريكية «تشير الاتصالات والاجتماعات الأخيرة بين ممثلي طالبان والمسؤولين الإيرانيين إلى أن طهران قد اعترفت بالفعل بالجماعة باعتبارها جهة فاعلة لا يمكن إنكارها، لكنه في الغالب اعتراف بدافع الضرورة».
ويرى أن إيران تحتاج إلى بناء علاقات مع الحركة السنية المتشددة لحماية مصالحها وأمنها من التهديد المحتمل في البلد المجاور الذي ستسيطر عليه طالبان في المستقبل القريب.
تشابك العلاقات
ورغم علاقاتها المتوترة مع الولايات المتحدة، دعمت إيران في 2001 الغزو الأمريكي الذي أطاح بطالبان التي فرضت نهجا متشددا على أفغانستان في الفترة من 1996 حتى 2001، وتتشارك إيران حدودا يبلغ طولها نحو 965 كلم مع أفغانستان، وتشابكت العلاقة بين البلدين خلال السنوات الأخيرة.
وكادت إيران، التي يقودها أتباع الخميني، أن تخوض حربا مع طالبان في 1998 بعد هجوم على قنصليتها في مدينة مزار الشريف الأفغانية أدى إلى مقتل تسعة دبلوماسيين إيرانيين وصحفي، لكن العلاقات بين الطرفين تغيرت بشكل كبير في السنوات الماضية.
اتهام الحرس الثوري
ودعمت طهران أقلية الهزارة الشيعية في أفغانستان التي تعرضت إلى الاضطهاد من قبل طالبان خلال حكم الحركة في تسعينات القرن الماضي، لكن صدرت اتهامات من أطراف غربية وأفغانية للحرس الثوري الإيراني بإقامة علاقات مع طالبان خلال السنوات الأخيرة هدفها إخراج القوات الأمريكية من أفغانستان.
وفي يناير الماضي، عقدت حركة طالبان الأفغانية اجتماعا مع مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى في طهران، واستضافت إيران وفدا من طالبان بقيادة الملا عبدالغني برادر أحد القادة المؤسسين للحركة وواحد من أبرز مفاوضيها، لمدة أسبوع، وقالت «إن ذلك جزء من سياسة طهران للتواصل مع الأطراف المنخرطة في عملية السلام الأفغانية».
الرابح الأكبر
ويرى عزيزي، أن حركة طالبان ستكون الرابح الأكبر من انسحاب الولايات المتحدة، ويتوقع أن تبدأ الحركة على الأرجح في السيطرة على الدولة.
وحكمت طالبان أفغانستان من عام 1996 حتى عام 2001 عندما أطاحت بها قوات تقودها الولايات المتحدة. ومنذ ذلك الوقت تشن الحركة حربا طويلة، وما زالت تسيطر على أجزاء كبيرة من البلاد.
واضاف «بالطبع، تختلف طالبان اليوم عن طالبان قبل عام 2001. لقد تعلم قادتها قواعد اللعبة السياسية والدولية. ومع ذلك، فإن التوجه الإيديولوجي الصارم لا يزال ساريا، وسيجعل الحياة أكثر صعوبة على الشعب الأفغاني».
ثمن غال
في المقابل، لا يرى الخبير الجيوسياسي والمحلل الهندي فايبهاف سينغ أن طالبان ستكون قادرة على استعادة السيطرة على كابل بنفس الطريقة التي اعتمدتها في التسعينات.
وقال «القوات المسلحة الأفغانية مدربة تدريبا جيدا، وتقاتل طالبان منذ فترة طويلة بدعم أمريكي بسيط للغاية. لقد أثبت الجنود الأفغان أنهم قوة فعالة في ساحة المعركة».
وأضاف «لن تحصل طالبان على الشرعية التي حصلت عليها من السعودية والإمارات خلال الفترة 1996-2001».
ولتعويض ذلك، توقع سينغ أن تحصل طالبان، علنا أو سرا، على دعم من دول مثل باكستان وإيران وروسيا والصين، قائلا «لا تستطيع طالبان الاستيلاء على كابل إلا بدعم من باكستان، الأمر الذي ستدفع إسلام آباد ثمنه غاليا».
تسوية سياسية
وكانت باكستان الداعم الرئيس لطالبان أثناء حكمها لأفغانستان المجاورة خلال تسعينات القرن الماضي.
ويعد نفوذ باكستان على الحركة التي شنت تمردا منذ الإطاحة بها عام 2001، أساسيا في التوصل لتسوية سياسية مع حكومة الرئيس أشرف غني.
وفي هذا السياق، يقول المحلل الباكستاني قمر تشيما «إن الولايات المتحدة تطلب من باكستان بذل المزيد من الجهد في أفغانستان، بما في ذلك مناشدة طالبان مواصلة الانخراط في عملية السلام الأفغانية في تركيا».
وارتبكت عملية السلام بعد قرار طالبان بالنأي عن نفسها عن القمم الخاصة بأفغانستان لحين انسحاب جميع القوات الأجنبية من البلاد.
وكان دبلوماسيون يأملون في أن تعطي قمة في تركيا، السبت المقبل، دفعة نحو تسوية سياسية بين طالبان والحكومة الأفغانية، لكنها تأجلت إلى مايو المقبل.
كبش فداء
ويقول تشيما «تعتقد باكستان أن الرئيس أشرف غني لا يستمع للولايات المتحدة بشكل صحيح، وأن القوى الإقليمية لا تتعاون بالطريقة التي ينبغي أن تتعاون بها».
وتابع «تريد الولايات المتحدة أن تقدم رؤيتها الاستراتيجية المتمثلة في القضاء على تنظيم القاعدة، وهم يريدون لوم باكستان بشأن طالبان».
ويتوقع تشيما المزيد من الخلافات وعدم وضوح الرؤى بين باكستان وأفغانستان مستقبلا، قائلا «ستبدأ لعبة اللوم».
وفي مقابل ذلك، فإن باكستان ليست في وضع يسمح لها بفعل المزيد نظرا لوجود العديد من التحديات الداخلية، الأمر الذي يزعج رجال السياسة في باكستان، بحسب تشيما.
فوضى عارمة
ويضيف تشيما «يمكن أن تصبح المنطقة في حالة فوضى عارمة، وهناك احتمال كبير لحدوث اضطرابات في أفغانستان مما يمكن أن يؤثر على البلدان الأخرى».
وأضاف «الهند لها وجود في أفغانستان، وباكستان تخشى أن تتمكن نيودلهي من استخدام أذرعها لزعزعة استقرار باكستان، حيث يوجد العديد من الجهات الفاعلة غير الحكومية المناهضة لإسلام آباد، بما في ذلك حركة طالبان باكستان في أفغانستان، ولم يقم أي من الأفغان أو الأمريكيين بأي عملية عسكرية للقضاء عليها».
وقبل أيام انفجرت سيارة كانت مليئة بالمتفجرات في منطقة انتظار السيارات في فندق سيرينا الفخم، وأودى بحياة أربعة أشخاص وأصاب 11 آخرين في مدينة كويتا جنوب غرب باكستان، وأعلنت حركة طالبان الباكستانية مسؤوليتها عن التفجير.
ويقع الفندق جوار القنصلية الإيرانية ومقر إقامة حاكم الإقليم.
وكويتا عاصمة إقليم بلوخستان في جنوب غرب باكستان الذي يشهد منذ فترة طويلة تمردا محدودا من سكان محليين
القوى الإقليمية التي تستعد للتدخل في أفغانستان:
- إيران
- الهند
- باكستان
- الصين