شبكة جواسيس تثير رعب إيران

نيويورك تايمز: المخابرات الإسرائيلية وصلت إلى أعماق الملالي حوادث مقتل العلماء النوويين الغامضة تكشف هشاشة وضعف النظام محمودي: النظام القمعي يوشك على الانهيار.. وشعبنا مصمم على الفوز متحدث باسم الحرس الثوري: حجازي مات بسبب مهام صعبة للغاية قائد سابق يطالب بتطهير جهاز المخابرات والقبض على الجواسيس
نيويورك تايمز: المخابرات الإسرائيلية وصلت إلى أعماق الملالي حوادث مقتل العلماء النوويين الغامضة تكشف هشاشة وضعف النظام محمودي: النظام القمعي يوشك على الانهيار.. وشعبنا مصمم على الفوز متحدث باسم الحرس الثوري: حجازي مات بسبب مهام صعبة للغاية قائد سابق يطالب بتطهير جهاز المخابرات والقبض على الجواسيس

الأربعاء - 21 أبريل 2021

Wed - 21 Apr 2021

أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن إيران تعيش حالة من الرعب والفزع بسبب (شبكة الجواسيس) التي نشرتها إسرائيل بداخلها، والتي كانت وراء مقتل أبرز عالم نووي وضرب منشأة نطنز وغيرها من الحوادث التي شكلت ضربات موجعة ومتتالية لنظام الملالي.

وقالت إن المخابرات الإسرائيلية تمكنت من الوصول إلى أعماق الحدود الإيرانية وضرب أهدافها الأكثر حساسية بشكل متكرر، بمساعدة عدد من الساخطين على النظام، وكشفت ثغرات أمنية محرجة، وتركت قادة إيران في حالة من الرعب.

وأشارت إلى أنه خلال أقل من 9 أشهر، منذ اغتيال قيادي في تنظيم القاعدة كان مختبئا في طهران، واغتيال عدد كبير العلماء النوويين الإيرانيين في حوادث غامضة، هز انفجاران منفصلان غامضان منشأة نطنز النووية أعاقا جهود البلاد لتخصيب اليورانيوم.

ملاذ للجواسيس

وفيما أكد رئيس المركز الاستراتيجي في البرلمان الإيراني علي رضا زاكاني أن بلاده تحولت إلى «ملاذ للجواسيس»، دعا القائد السابق للحرس الثوري إلى إصلاح جهاز الأمن والمخابرات في البلاد. وطالب نواب البرلمان باستقالة كبار مسؤولي الأمن والمخابرات.

ويرى مسؤولون ومحللون إيرانيون أن الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لإيران هو أن الهجمات كشفت أن لدى إسرائيل شبكة نشطة من المتعاونين داخل إيران، وأن أجهزة المخابرات الإيرانية فشلت في العثور على هؤلاء الجواسيس.

وقال سنام وكيل، نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس «إن قدرة الإسرائيليين على ضرب الداخل الإيراني بهذه الطريقة أمر محرج للغاية، ويظهر ضعفا يؤثر سلبا على الداخل الإيراني».

شكوك واغتيال

ولفت التقرير إلى أن نشاط شبكة التجسس الإسرائيلية في إيران تعدى تخريب منشأة نطنز النووية، إلى أمور أخرى أكثر حساسية، وأشار إلى شكوك حول ما ذكرته وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية بأن وفاة الجنرال محمد حسين زادة حجازي، نائب قائد فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري، كانت ناتجة عن مرض في القلب، ووفقا للصحيفة أصر نجل قائد بارز آخر في فيلق القدس على تويتر على أن وفاة حجازي «لم تكن ناجمة عن مرض بالقلب».

وأضاف: ما يزيد الشكوك حول الرواية الرسمية، تصريحات متحدث باسم الحرس الثوري قال فيها إنه مات بسبب مهام صعبة للغاية، وإن حجازي كان قد أصيب بفيروس كورونا المستجد، ناهيك عن تعرضه للأسلحة الكيماوية في الحرب العراقية – الإيرانية، والتي وقعت في ثمانينات القرن الماضي.

وأشار إلى أنه إذا ثبتت فرضية اغتيال حجازي، فهو ثالث شخصية هامة يتعرض للتصفية، منذ مطلع 2020، عندما قتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، قاسم سليماني، بضربة أمريكية في العراق، وتبعه بعد ذلك مقتل العالم النووي الإيراني، محسن فخري زادة، وآخرها سيكون، نائب قائد فيلق القدس حجازي.

تطهير المخابرات

وفي مثال آخر على قدرة تل أبيب على العمل داخل إيران، نفذت إسرائيل في عام 2018 غارة ليلية جريئة لسرقة نصف طن من الأرشيف السري لبرنامج إيران النووي من مستودع في طهران، وترى الصحيفة أنه من الصعب على إسرائيل تنفيذ هذه العمليات دون مساعدة داخلية، وأن هذا قد يكون أكثر ما يزعج إيران.

وقوضت عمليات التسلل أيضا سمعة جناح الاستخبارات في الحرس الثوري المسؤول عن حراسة المواقع النووية والعلماء، وطالب قائد سابق في الحرس الثوري بـ»تطهير» جهاز المخابرات، وقال نائب الرئيس الإيراني، إسحاق جهانجيري «إن الوحدة المسؤولة عن الأمن في نطنز يجب أن تحاسب على إخفاقاتها».

ويرى مسؤول استخباراتي أن الهجمات الإسرائيلية المتكررة تعد منفعة جانبية لإسرائيل، مشيرا إلى أن الخطوات الإضافية التي اتخذتها إيران لفحص المباني بحثا عن أجهزة مراقبة وخلفيات الموظفين للقبض على جواسيس محتملين أدت إلى إبطاء أعمال التخصيب.

نقطة تحول

ووصف محلل الشؤون الإيرانية والشرق أوسطية حسن محمودي الانفجار الكبير الذي ضرب منشأة نطنز النووية في 11 أبريل الجاري بنقطة التحول في جولة المحادثات الجديدة بين إيران والدول الغربية.

وتلقت خطط إيران النووية ضربة خطيرة وهي تحتاج إلى ما لا يقل عن تسعة أشهر للعودة إلى الوضع قبل الضربة، فمع تعطل المنشأة، خسر الإيرانيون أداة قوية في جهودهم لابتزاز المجتمع الدولي لانتزاع المزيد من التنازلات في المحادثات الجارية.

وقال محمودي في موقع «أمريكان ثينكر» إن الانفجار تسبب أيضا في ضربة قوية للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي الذي يتدخل في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في يونيو المقبل، مع اقتراب الاقتصاد الإيراني من الانهيار، الأمر الذي قد يثير اضطرابا اجتماعيا وتظاهرات واسعة. أمل خامنئي أن تؤدي المفاوضات الجارية في فيينا إلى رفع الرئيس جو بايدن جميع العقوبات عن إيران، بما يعطي الاقتصاد متنفسا، لكن انفجار نطنز والتقدم البطيء في المفاوضات أحبطا توقعات خامنئي.

زرع الخوف

وأشار إلى أن النظام الإيراني يستخدم التهديدات لزرع الخوف في المنطقة، وقال: حدث ذلك على سبيل المثال في 2018 حين هدد خامنئي والرئيس الإيراني حسن روحاني بإغلاق مضيق هرمز إذا منعت إيران من بيع نفطها إلى دول أخرى.

وفي 23 يوليو 2018، توجه روحاني إلى ترمب قائلا، إن «أي شخص يفهم السياسة قليلا لا يقول إنه سيوقف صادرات نفط إيران، لدينا العديد من المضائق، ومضيق هرمز، أحدها».

وأشاد خامنئي بتعليقات روحاني فأعلن أن قول الرئيس «إذا لم يصدر النفط الإيراني، فعندها لن يصدر نفط أي دولة في المنطقة هي ملاحظات مهمة تعكس سياسة النظام»، وتحدى ترمب كلام إيران وأثبتت الأخيرة أنها لا تملك الإرادة ولا القوة لتنفيذ تهديدها.

تهديدات جوفاء

وقال الكاتب إنه مع تضرر منشأة نطنز بشكل كبير، ستكون تهديدات إيران جوفاء أكثر، وفي مقابلة على التلفزيون الرسمي، أعلن رئيس مركز البحوث البرلمانية في إيران علي رضا زاكاني «فقدان معظم منشآت التخصيب» مضيفا أن «عدة آلاف من أجهزة الطرد تضررت ودمرت خلال حادث نطنز، ووعد المسؤولين الحكوميين بتركيب منشآت متطورة، كان وعدا كاذبا».

وقال زاكاني أيضا «الجواسيس منتشرون بكثرة في إيران» دون تسمية وكالة استخبارية بعينها، واصفا الوضع بالمقلق.

وشدد روحاني على أن النظام في حاجة للتسوية لرفع العقوبات، وردت صحيفة مقربة من الحرس الثوري كاتبة أن «مواصلة هذا التسرع، غير المبرر في السياسة الخارجية، يخلق تصورا في الداخل عن أن السادة المسؤولين في حكومة روحاني، يسعون لاستخدام المفاوضات لأغراض انتخابية»، وأضافت «بالتالي، ولتحقيق ذلك، هم مستعدون للارتجال ولتجاهل الخطوط العريضة للسياسة الخارجية».

قطع الشطرنج

وشدد محمودي أن مكسب خامنئي من كارثة نطنز هو إمكانية تحميل الفصائل الموالية له حكومة روحاني المسؤولية عنها، وهي التي زعمت أن الحكومة «انتهكت الخطوط الحمراء في التفاوض مع الغرب».

وأشار الكاتب إلى أن الحرب بين الفصيلين في طهران تعكس طبيعة الظروف الاجتماعية المتفجرة في إيران، وهي ظروف يخشاها الطرفان.

وفي يوم الانفجار نفسه، تجمع المتقاعدون في ثالث مسيرة احتجاجية كبيرة بمناسبة العام الجديد في 27 مدينة، نددوا بفساد الحكومة وطالبوا بالحصول على رواتبهم التقاعدية المستحقة. وكانوا يهتفون «لن نصوت بعد اليوم، لقد سمعنا الكثير من الأكاذيب». وهتفوا أيضا «إنهم ـ المسؤولون الحكوميون ـ يكذبون، عدونا هنا، هو ليس أمريكا».

وذكر محمودي أن قطع الشطرنج تتحرك بسرعة، بسبب الضغوط الداخلية والمناورات الدولية، ومع دخول الحظ، يوشك النظام القمعي على الانهيار، شعب إيران مصمم على الفوز باللعبة مرة واحدة وللأبد.

خيارات إيران للرد على إسرائيل:

  • هجوم سيبراني أو الكتروني

  • التأجيل لما بعد مفاوضات الاتفاق النووي

  • ضرب سفينة إسرائيلية

  • الرد من خلال ميليشيات حزب الله الإرهابي