أحمد الهلالي

الطائف ورد وشعر وجامعة!

الثلاثاء - 06 أبريل 2021

Tue - 06 Apr 2021

أكاديمية الشعر العربي بجامعة الطائف ولدت شابة ناضجة فتية، فمنذ انطلاقتها كانت مبادراتها ضياءات تتردد عبر الآفاق، بداية بجائزة الأمير عبدالله الفيصل للشعر العربي، وحقولها البهيجة في التجربة الشعرية، والشعر المسرحي والقصيدة المغناة، مرورا ببرامجها الأخرى المختلفة التي لم يحجبها ضياء الجائزة، وكذلك إصدارها النقدي لكتاب راهن الشعر العربي في دول عربية مختلفة، ثم بث فعاليات شعرية ونقدية وموسيقية، بعضها في مدينة جدة (الواجهة البحرية)، وبعضها في رحاب جامعة الطائف، وغيرها، أضف إلى ذلك إسهاماتها في مهرجان ورد الطائف الذي نظمته الجامعة هذا العام بتميز لافت.

لم تتوقف عطاءات الأكاديمية، بل تتفتق ذهنية أمانتها باستمرار عن أفكار مبتكرة تخدم المشهد الشعري العربي بصفة عامة كالمؤتمر الذي عقد هذا الأسبوع افتراضيا تحت عنوان (عروض الشعر العربي بين طلاقة الفن وانضباط العلم) وقدم ندوات رصينة ومثرية لعلماء العروض وباحثيه من شتى أنحاء العالم العربي، أو أفكار تخدم المشهد الشعري السعودي بصفة خاصة، كفكرة الملتقيات الشعرية التي عقدت لها الأكاديمية اجتماعات تستطلع عبرها رؤى الشعراء والمثقفين السعوديين، وحسب علمي أنها ستنطلق قريبا، وكذلك مشروع ترجمة بعض قصائد الشعراء السعوديين إلى لغات عالمية كالإنجليزية والفرنسية وغيرها، والجهود تبذل حاليا لترى هذه الترجمات النور.

أما على مستوى النشء والمواهب، فإن للأكاديمية عددا من البرامج التي تستهدف طلاب التعليم العام، من خلال عقد الورش والمسابقات الخاصة، ويوازيه برنامج طموح يستهدف طلاب التعليم العالي، أبرزته الأكاديمية عبر ضياء (شُرفة الشعر) بقيادة الشاعرة الدكتورة مستورة العرابي، فكانت الشرفة شعلة تضيء للمواهب الشابة مسالك الإبداع من خلال إبراز المواهب عبر الأماسي والملتقيات والمسابقات، أو من خلال الورش والندوات التي تستدعي لها الشرفة كبار النقاد والشعراء.

وهذا غيض من فيض، فلدى الأكاديمية الشابة الفتية عدد من الرؤى والمشروعات التي تعمل عليها حاليا، حسب ما يرشح لي من مديرها المتقد الدكتور منصور الحارثي في بعض الأحاديث، وإن كنت أتلذذ أحيانا بمشاكسته واستثارة حفيظته، لكنه يعلم أني أكن لشخصيته القيادية المنجزة الطموحة أعلى درجات التقدير، فهو ليس بحاجة إلى امتداحي وقد مازه وانتقاه أمير الشعر والإدارة والإنجاز، ومنحه ثقته السامية في إدارة الأكاديمية، وقدم له رئيس جامعة الطائف العون والدعم من خلال إمكانات الجامعة الهائلة.

ربما تكون شهادتي في الأكاديمية مجروحة، كونها ابنة جامعتي الفتية، وكوني قد شاركت في بعض مناشطها، لكني هنا لا أشهد لها، بل أباهي وأفاخر بما تقدمه من منجزات في خدمة الشعر والنقد والثقافة العربية، وكل هذا يصب في حضور بلادنا وصورتها المشرقة عربيا وعالميا، وتسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030، التي تؤكد على تعزيز دورنا الثقافي، فهو أحد أهم أذرع قوتنا الناعمة المعوّل عليها، فشكرا لجامعتي وشكرا للأكاديمية وقبل ذلك شكرا خالد الفيصل.

ahmad_helali@