كيف عاث الحوثيون فسادا بعد إلغاء تصنيفهم؟

محلل أمريكي: إدارة بايدن منحت الجماعات الإرهابية الضوء الأخضر.. وعليها التوقف عن مكافأة إيران
محلل أمريكي: إدارة بايدن منحت الجماعات الإرهابية الضوء الأخضر.. وعليها التوقف عن مكافأة إيران

الأحد - 04 أبريل 2021

Sun - 04 Apr 2021








عناصر من ميليشيات الحوثي الإرهابية                                                                                 (مكة)
عناصر من ميليشيات الحوثي الإرهابية (مكة)
قلبت إدارة الرئيس جو بادين رأسا على عقب تماما سياسة الإدارة السابقة الصارمة تجاه الحوثيين في الحرب الأهلية التي تدور رحاها في اليمن، فقد صنف وزير الخارجية السابق مايك بومبيو المتمردين الحوثيين في اليمن الذين تدعمهم إيران، والمعروفين أيضا باسم أنصار الله، على أنهم (منظمة إرهابية أجنبية) في يناير الماضي.

وقال المحلل الاستراتيجي للشؤون الاقتصادية ورئيس المجلس الأمريكي الدولي للشرق الأوسط، الأمريكي الدكتور ماجد رفيع زاده في تقرير نشره معهد جيتستون الأمريكي «إن هذه الخطوة كانت تهدف لتحميل الجماعة الإرهابية مسؤولية ما تقوم به من تصرفات، وكما أوضح بومبيو هذه التصنيفات سوف توفر أدوات إضافية للتصدي للنشاط الإرهابي والإرهاب من جانب جماعة أنصار الله، وهي جماعة مسلحة مدعومة من إيران تتبع أساليب دموية في منطقة الخليج».

لماذا شطبوهم؟

كان الغرض من هذه التصنيفات تحميل الجماعة الإرهابية المسؤولية عن أعمالها الإرهابية، بما في ذلك الهجمات عبر الحدود التي تهدد السكان المدنيين والبنية التحتية والملاحة البحرية التجارية، لكن بعد مرور أقل من أسبوع على تولى إدارة بايدن شؤون البلاد، بدأت في مراجعة التصنيف وألغت تصنيف الحوثيين اليمنيين على أنهم جماعة إرهابية.

وتساءل رفيع زاده قائلا «لماذا تشطب إدارة بايدن من قائمة التصنيف الإرهابي مجموعة ميليشيات ترتكب جرائم ضد الإنسانية وتجند الأطفال وتسبب لهم إصابات وتقتلهم؟

وبحسب التقرير العالمي لمنظمة هيومن رايتس ووتش لعام 2020 «منذ سبتمبر 2014، استخدمت جميع أطراف النزاع الأطفال أقل من 18عاما، بما في ذلك البعض الذين تبلغ أعمارهم أقل من 15 عاما، وفقا لتقرير صادر عن مجموعة الأمم المتحدة للخبراء الدوليين والإقليميين البارزين بشأن اليمن لعام 2019، وبحسب ألأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش، فمن بين 3034 طفلا تم تجنيدهم طوال الحرب في اليمن».

مصادرة الأرزاق

ويستخدم الحوثيون أيضا الألغام الأرضية للسيطرة على المدنيين في اليمن وردعهم وقتلهم، وبحسب تقرير لهيومن رايتس ووتش «فإن الألغام الأرضية التي يزرعها الحوثيون في جميع أنحاء اليمن مستمرة في إلحاق الأذى بالمدنيين ومصادر أرزقاهم.

وتستخدم ميليشيات الحوثيين الألغام المضادة للأفراد والعبوات الناسفة بدائية الصنع والألغام المضادة للمركبات على طول الساحل الغربي لليمن، مما يسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى من المدنيين».

وقالت المنظمة «لقد عرقلت الألغام الأرضية أيضا قدرة عمال الإغاثة على الوصول إلى المجتمعات الأولى بالرعاية وفي حاجة ماسة للمساعدات، تم توثيق استخدام الألغام الأرضية في ست محافظات في اليمن منذ عام 2015، ومنذ يناير عام 2018، قُتل على الأقل 140 مدنيا، من بينهم 19 طفلا، بفعل الألغام الأرضية في محافظتي الحديدة وتعز فقط».

أساليب التعذيب

وتلجأ ميليشيات الحوثي بشكل روتيني إلى أساليب عديدة للتعذيب، وأوردت هيومن رايتس ووتش في تقريرها وصف محتجزين سابقين لقيام ضباط حوثيين بضربهم بقضبان حديدية وبنادق، وتعليقهم على جدران في وضع تكون فيه أرجلهم لأعلى ورؤوسهم لأسفل وتقييد أذرعهم من خلاف.

وتحدثت عن تظاهر أمهات وأخوات وبنات الرجال المختطفين أمام سجون المدن اليمنية الكبرى بحثا عن أبنائهم المخطوفين، والآباء والإخوة وغيرهم من الأقارب الذكور، وقد تم تنظيم المظاهرات من جانب مجموعة تسمى جمعية أمهات المختطفين.

وتابع رفيع زاده أنه من خلال شطب الحوثيين من قائمة الإرهاب ووقف الدعم الأمريكي لمواجهة الميليشيات، شجعت إدارة بايدن الحوثيين ومكنتهم ومنحتهم الضوء الأخضر للتصرف كيفما يشاؤون.

إدانات دولية

وذكر رفيع أن هذا الموقف هو السبب على الأرجح وراء قيام جماعة الحوثي بتصعيد هجماتها الصاروخية، وبحسب تقارير، أطلق الحوثيون أكثر من 40 طائرة مسيرة وصاروخا على المملكة في شهر فبراير وحده. وقد اعترف المسؤولون الغربيون بهذا التصعيد.

وصرح مسؤول عسكري أمريكي كبير رفيع المستوى، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، لشبكة (إن بي سي نيوز) «بالتأكيد نحن على علم بزيادة مثيرة للقلق في هجمات الحوثيين عبر الحدود باستخدام منظومات عديدة، بما في ذلك صواريخ كروز وباليستية وطائرات مسيرة».

وأدانت فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا أيضا هجوم الحوثيين ووصفته بأنه (تصعيد كبير للهجمات التي يشنها الحوثيون ضد السعودية).

ومن المرجح أن تكون الطائرات المسيرة والصواريخ المتطورة التي تستخدمها جماعة ميليشات الحوثي قد جاءت من النظام الإيراني، الذي اعترف بالجماعة الإرهابية بأنها الحكومة اليمنية الرسمية.أدلة دامغة

واستنادا إلى تقرير للأمم المتحدة صدر في يناير العام الجاري، هناك دليل قوي ودامغ على أن جمهورية إيران هي التي تزود الحوثيين بالأسلحة، وقال تقرير لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة «تشير مجموعة متزايدة من الأدلة إلى أن الأفراد أو الكيانات في جمهورية إيران يزودون الحوثيين بكميات كبيرة من الأسلحة والمكونات».

وتعتمد إيران في أغلب الأحيان على الطريق البحري لتهريب الأسلحة إلى الحوثيين، حيث تم في السابق مصادرة العديد من شحنات الأسلحة الإيرانية، التي كانت متجهة إلى اليمن الذي مزقته الحرب.

وأضاف رفيع زاده أنه رغم وجود دليل متزايد على جرائم ارتكبها الحوثيون، قررت إدارة بايدن أن تمنح النظام الإيراني انتصارا سياسيا غير مستحق.

وقال «دعونا نأمل أن تعيد إدارة بايدن النظر وتتوقف عن مكافأة إيران على سلوكها الخبيث وألا تعرض أيضا للخطر تعزيز السلام والاستقرار الذي بدأ ينطلق أخيرا في كل ربوع الشرق الأوسط».

انتهاكات الحوثيين:

  • 40 طفلا تم تجنيدهم خلال الحرب

  • 3034 مدنيا قتلوا بالألغام الحوثية

  • 140 طفلا ضحية ألغام الحوثي

  • 19 طفلا ضحية ألغام الحوثي