إردوغان يقود تركيا للانتحار الاقتصادي

ليبيسكا: السياسات الخاطئة والقرارات المتسرعة للرئيس وراء انهيار الليرة
ليبيسكا: السياسات الخاطئة والقرارات المتسرعة للرئيس وراء انهيار الليرة

الثلاثاء - 30 مارس 2021

Tue - 30 Mar 2021

هل يقود الرئيس التركي رجب طيب إردوغان شعبه إلى الانتحار الاقتصادي؟

سؤال طرحه الكاتب السياسي المتخصص في الشؤون التركية دايفد ليبيسكا بصحيفة (ذا ناشونال) الإماراتية، ليعكس حالة الانهيار التي يعيشها الاقتصاد في ظل السياسات الخاطئة لرئيس تحويل إلى (ديكتاتور) ينفرد بالقرارات ويعمل وفق سياسة الرجل الأوحد.

وجاءت تساؤلات ليبيسكا مع مواصلة الليرة التركية خسائرها أمس لليوم السابع على التوالي، واستمرار التغييرات بين كبار مسؤولي البنك المركزي التركي، حيث تراجعت بنسبة 7 .1% إلى 8.35 ليرة لكل دولار، وهو أكبر تراجع بين عملات الأسواق الناشئة.

وواصل إردوغان قراراته الفردية، فعين أمس، مصطفى دومان المسؤول في مورجان ستانلي، نائبا لرئيس البنك وعضوا في لجنة السياسة النقدية، التي تحدد أسعار الفائدة، بعد نحو أسبوع من الإطاحة المفاجئة برئيس البنك المركزي السابق، ناجي إقبال، وحل دومان بذلك محل مراد جيتينكايا الذي ظل في منصبه نائبا لمحافظ البنك المركزي.

معاناة الأتراك

وقال المحلل السياسي «إن سبب معاناة الأتراك الاقتصادية، هي السياسات الخاطئة لأنقرة، وليس الامتحان الإلهي حسب ما يدعي أئمة المساجد المقربين من الرئيس التركي، ولفت إلى أن إرودغان قال في في المؤتمر الوطني للحزب الحاكم الذي استضافته أنقرة أخيرا، أمام مندوبي حزبه «إنه يريد من مواطنيه الاستثمار في الذهب والعملات الأجنبية التي خزنوها في منازلهم لإفادة الاقتصاد».

وأقال إردوغان ثالث حاكم للبنك المركزي التركي في 20 شهرا. وصدم طرد إقبال الذي رفع أسعار الفائدة لكبح جماح التضخم المرتفع، المحللين والمستثمرين بما أنه نجح في إعادة بناء الثقة، ووصفت مجلة إيكونوميست إقالة إقبال بكارثة، بينما تساءل الاقتصادي التركي البارز مصطفى سونميز إذا أقدم أردوغان، على انتحار اقتصادي.

وافتتحت الأسواق في 22 مارس الجاري بخسارة الليرة التركية 15% من قيمتها مقابل الدولار. ومحت سوق الأسهم التركية الأساسية مكاسبها هذا العام وسجلت أسوأ أداء، على مدى يومين منذ أزمة 2008 المالية.

نصف القيمة

وذكر ليبيسكا أنه منذ أن عصفت بتركيا أزمة نقدية في أواسط 2018، فقدت الليرة التركية نصف قيمتها مقابل الدولار، وأصبح الأتراك مترددين في مشاهدة مدخراتهم تتبخر.

وبرزت سوق العملات المشفرة بديلا آخر أمام الأتراك، لكن هذه السوق تبقى غير منظمة في تركيا مع غياب قوانين ضريبية أو متطلبات ترخيص للتجار.

وأثار ذلك، بعد انخفاض الليرة وارتفاع قيمة بتكوين خمسة أضعاف في الأشهر الأخيرة، اهتمام الأتراك بشكل حاد، وفي بداية 2021، بلغ متوسط قيمة العملتين المشفرتين الأساسيتين في تركيا، باريبو، وبي تي سي تورك، أكثر من مليار دولار في التداول اليومي.

في فبرايرالماضي، صنفت شركة الأبحاث الألمانية ستاتيستا تركيا في المرتبة الرابعة عالميا على مستوى ملكية العملات المشفرة، بما يساوي 16% من السكان.

100 انتحار

وبالتواكب مع الانتحار الاقتصادي، أقدم شاب وزوجته باسطنبول الشهر الماضي على الانتحار بعدما تركا طفلهما البالغ من العمر عاما واحدا لدى جيرانهما، وسلط ذلك الضوء على زيادة أعداد الأتراك الذين يتخذون خطوات قاسية بسبب الصعوبات المالية التي يواجهونها.

وفي الأسبوع الماضي، أعلن اتحاد الموسيقيين والفنانين الأتراك أن أكثر من 100 موسيقي انتحروا منذ بداية الجائحة بعدما فقدوا وظائفهم، ولم يحصلوا إلا على مساعدات رسمية غير مناسبة.

ويقول ليبيسكا «لا تزال تركيا بعيدة نوعا ما عن مشاهد الزبائن الذين يتصارعون على الأساسيات داخل محال البقالة كما في لبنان. لكن هذه المشاهد قد تصبح جزءا من مستقبل تركيا.

وتتخطى الإصابات اليومية بالفيروس 30 ألفا في رقم يساوي ذلك الذي شهدته تركيا في ذروة الموجة الثانية في ديسمبر الماضي، ما يعني على الأرجح المزيد من الإغلاقات العامة والمزيد من الأسابيع دون موارد للعديد من الأتراك مع ارتفاع التضخم وانخفاض قيمة الليرة.

طاعة إردوغان

ووفقا للكاتب، فإن إردوغان مع خسارة شعبيته، سعى الحزب لحشد قاعدته عبر الإضاءة على أفكاره المحافظة، وحسن نيته، ويفسر ذلك عند كثيرين قرار إردوغان الأخير بسحب تركيا من معاهدة اسطنبول لمكافحة العنف ضد النساء.

ويؤكد أن الحكومة استخدمت مديرية الشؤون الدينية في تركيا ديانيت، لتشجيع الحرمان وتشجيع الناس على الطاعة العمياء لإرودعان، حيث تكتب ديانيت خطب الجمعة لحوالي 82 ألف مسجد، حيث كررت هذه الخطب أخيرا الإشادة بالفقر وأهمية الطاعة للسلطة.

وأصدرت ديانيت فتاوى تنصح الناس بالامتناع عن شراء حاجيات غير ضرورية والذهاب إلى الأسواق الزراعية في وقت متأخر بعد الظهر لتوفير المال.

زلة لسان

ويتابع ليبيسكا يتحدث إردوغان بنبرة مختلفة قائلا، «إن الاضطرابات الأخيرة لا تعكس أسس الاقتصاد التركي»، مشيراً إلى أن آلاف الأعمال الجديدة، والبنية التحتية الصلبة هي أسباب ازدهار الاقتصاد مستقبلا، لكن في نهاية خطابه في المؤتمر، تحدث أردوغان بشكل غير مقصود عن إخفاقات حكومته، فقال «كشفت الجائحة بوضوح أن الدول القوية ليست تلك التي تملك الكثير من الأموال بل التي تقدم أفضل خدمة لمواطنيها في أوقات الحاجة».

ويشير إلى أنه في أوقات الحاجة الماسة، تتخلص حكومة إردوغان من الضمانات، وهي الثبات في البنك المركزي وقيود كورونا، ومعاهدة اسطنبول، ثم تطلب من المواطنين اليائسين بشكل متزايد أن يقبلوا مصيرهم طائعين، وختم مقاله مشيرا إلى أنه من الواضح أن تركيا ليست قوية بعد بمقدار ما يعتقد قائدها.

آثار سياسات إردوغان في تركيا:

100 موسيقي انتحروا أو فقدوا وظائفهم.

20 % من الأتراك يعيشون تحت خط الفقر.

70 % يعيشون تحت عبء ديون ثقيلة.

33 % يواجهون صعوبة في تأمين المأكل.

40 % تحت الثلاثين عاطلون عن العمل.