شاهر النهاري

الاغتصاب الجماعي، الجرم والثمن

الاثنين - 22 مارس 2021

Mon - 22 Mar 2021

عليه العوض في مليون قتيل من الشعب السوري، وأعان الله ملايين الناجين المشردين في أصقاع الأرض، ولا عزاء لمن اضطروا للتعايش مع بشار مفلسفين مواقفهم بالنضال والوطنية.

عشر سنوات غلاظ شداد وهذا الشعب المضيوم يعاني، ويظل يتأمل توقف قوى الشر عن استباحة دمه، وحرق وطنه، وتدمير تراثه، ومسخ هويته، وزرع خبائث الغزاة على ثرى أرضه، بينما يكون نصيبه زخات مستديمة من غارات أسلحة الدمار الشامل، وفواجع براميل بشار المتفجرة، ونيران وسطوة وعنجهية الأتراك المحتلين في الشمال، وشناعة عبيد فارس من حزب الله الحاقدين، وصلافة روسيا القاتلة المحتلة بقواعدها وعتادها، وقوى الإرهاب المدسوس من كل جانب.

إسرائيل تستبق نوايا إيران، وتستهدف قواعدها، ومطاراتها، وميليشياتها، ولا ابن أمه يغضب منها أو ينهرها، رغم هجماتها المفضوحة!

ومن بين هذا وذاك ينتهز الأوربيون عجاج الفوضى، وينهبون الغاز والبترول.

مغتصبون جماعيون عيني عينك، وكلهم ينتظرون اقتسام جوائز اغتصابهم.

ويصرخ عجوز أمريكا غاضبا من سلفه ترمب الذي ترك جائزة اغتصابه حلا للضباع، مؤكدا أن حصة الأسد الحقيقي حرز سيناله بالقوة من أعين بقية المغتصبين.

دول الخليج مطلوب منها أن تهيئ الأمور للنهاية الهزلية، وأن تستعيد سوريا لجامعة الدول العربية، بجروحها وكسورها وحروقها، وبشارها، وبإصرار المغتصبين على تهميش قيمة المعارضين، والأكراد والمهاجرين!

نعم، دول الخليج لا بد أن تتصدر جداول الدول المانحة بكرمها المعتاد!

وللعجب فمنظمات حقوق الإنسان وهيئات البيئة المحروقة تظل تنتظر حصصها لإغماض عينها عن الاغتصاب الجماعي المشين.

إيران تتفاهم حاليا مع الكرملين عن التموضع المناسب، وهي مستعدة لإزاحة ميليشياتها عن حدود إسرائيل شكليا حتى يبتدئ التعمير، ولن تذهب بقواتها بعيدا، فترسلهم للبنان المحتل، ذلك الكيان المضعضع، المشتت المنتهك بميليشيات حزبها، يفتك بالمحتجين، ويرعى ديمومة الفساد والفوضى، ويغتال كل معارض، ويفجر الأرزة قربانا للمرشد الأعلى الإيراني.

لك الله يا سوريا، يا أقدم حضارات الشرق، كيف ضاع ثراك وأحلامك، وشبابك وأصالتك، وكيف استطاع بشار أن يضعك على حافة ثقب أسود يبتلع التاريخ والكرامة والأمن والسلام، وبمستقبل مرتهن بمزاج المغتصبين.

من وجهة نظري الخاصة، أرى أنه يتوجب على دول الخليج الامتناع فلا يلدغون مجددا، والأمر لا يحتاج لأدلة جديدة، فالاغتصاب الجماعي يحكي عن كوارثه، والستائر الشفافة تفضح ما يجري خلفها، والمغتصبون أطماعهم لا تشبع، والتزامات دول الخليج المادية لن تعيد لسوريا عرضها المنتهك، وكيانها وأوضاعها، وبالتالي فلن تبعد بشار وطغمة فساده، المترعرعين في لزوجة وعتمة الأزمات السابقة.

النوايا والأفعال الخبيثة قادمة بأسوأ مما كان، والمغتصبون لن يسمحوا بعودة الشعب لأرضه، ولن يعيدوا ما نهبوا وسفكوا، ومن المؤكد أن سوريا أصبحت أرضهم الموعودة لمعركة النهاية.

أي تعهدات من أمريكا لن تساعد ملايين المهجرين من سوريا للحصول على حقوقهم في العيش بسلام.

وشذاذ الأرض المغتصبون المحتلون، حتى وإن ادعوا أن قواعدهم مسالمة مؤقتة، إلا أنها لا تقصد خير هذا الوطن المذبوح المصلوب قربانا لتواريخ من الأساطير والقداسة والرفع والغياب في سراديب الخيالات، والعودة المزعومة للمخلص.

وأقل ما يقال: يا ضمير العالم الميت، إن من بدأ المأساة ينهيها، وهو من يجب أن يدفع ثمن خطيئة العصر.

shaheralnahari@