نظام الملالي يفاخر بإعدام الإيرانيين

حولوا قصة اختطاف وقتل الصحفي زام إلى مسلسل يعرض تلفزيونيا
حولوا قصة اختطاف وقتل الصحفي زام إلى مسلسل يعرض تلفزيونيا

الاثنين - 22 مارس 2021

Mon - 22 Mar 2021

لم يعد إعدام الناشطين وأصحاب الرأي من الإيرانيين أمرا يثير الغرابة والدهشة لدى نظام الملالي، بل تحول إلى مصدر فخر واعتزاز، وبات الإعلام الحكومي الموالي للمرشد الأعلى علي خامنئي يباهي دون خجل بالاغتيالات والإعدامات التي يرتكبها يوما وراء الآخر.

وفي هذا السياق، يتناول مسلسل (غاندو) بالجزء الثاني الذي ينتجه استخبارات الحرس الثوري الإيراني لحظة اختطاف الصحفي روح الله زام، بحسب موقع (إيران إنترناشونال) المعارض.

وقال الموقع «إن استخبارات الحرس الثوري الإيراني تتباهى باختطاف وإعدام الصحفي روح الله زام، مدير قناة آمد نيوز التلغرامية»، مشيرا إلى أن طهران توصف جريمتها بأنها مبعث فخر.. وفقا لقناة (الحرة) الأمريكية.

ونقل الموقع عن نادي المراسلين الشباب، التابع لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، بأن مسلسل غاندو 2 سيعرض على القناة الثالثة في التلفزيون الإيراني، ونشر النادي، عبر حسابه في تطبيق (انستقرام)، لقطة من إحدى حلقات المسلسل يظهر فيه، عناصر من القوات الأمنية وهم ينقلون روح الله زام إلى العاصمة طهران.

اعترافات قسرية

والمسلسل الذي يعرض إعدام أحد الصحفيين الإيرانيين من إخراج جواد أفشار، وإنتاج مجتبى أميني ومعهد شهيد آويني الثقافي، التابع لمنظمة باسيج الإذاعة والتلفزيون الإيراني، وتناول الجزء الأول منه، تصوير قصة اعتقال صحفي واشنطن بوست، جيسون رضائيان، بحسب رواية جهاز الاستخبارات الإيراني.

واختطف زام أثناء زيارة له إلى العراق في أكتوبر 2018، وأعدم في 12 ديسمبر الماضي، وأثار الاختطاف وبث الاعترافات القسرية له على التلفزيون الإيراني، وكذلك إجراءات المحاكمة غير الشفافة، وإعدامه، ردود فعل دولية واسعة النطاق.

وبعد يومين من إعدامه اعتبر جيد سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي جو بايدن، أن إعدام زام، انتهاكاً مروعا لحقوق الإنسان، متوعدا بالوقوف مع الشركاء ضد الانتهاكات التي ترتكبها طهران.

العيد في السجن

وقال سوليفان، في تغريدة له عبر موقع تويتر، «يعد إعدام إيران الصحفي روح الله زام، الذي حرم من الإجراءات القانونية، وحكم عليه بسبب ممارسته حقوقه الدولية، انتهاكا مروعا آخر لحقوق الإنسان من قبل النظام الإيراني، سننضم إلى شركائنا في المناداة والوقوف في وجه انتهاكات إيران».

وقالت منظمة مراسلون بلا حدود، في تقرير أصدرته مؤخرا، «إن إيران تذيلت قائمة حرية الصحافة من جديد في التقرير الخاص بعام 2020، وأحصت المنظمة ما لا يقل عن 54 استدعاء واحتجازا وأحكاما بالسجن بحق صحفيين في إيران. ويشير التقرير إلى أن 21 صحفيا سيقضون عيد النيروز في السجن بعيدا عن عائلاتهم.

واحتلت طهران المرتبة 173 من أصل 180 دولة في القائمة التي أصدرتها المنظمة.

لحظة الاغتيال

على صعيد آخر، كشف نجلا العالم العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زاده الذي قتل في نوفمبر الماضي عن معلومات جديدة بخصوص الجريمة، وقالا «إن السيارة التي كانت تقل والدهما لحظة الاغتيال لم تكن مضادة للرصاص».

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذه العملية، لكن عددا من مسؤولي النظام الإيراني، اتهموا إسرائيل بالضلوع في الاغتيال، مع تضارب الروايات الرسمية بشأن الحادثة.

وروى الابنان اللذان كانا يتحدثان في برنامج تلفزيوني محلي بعض تفاصيل الواقعة، وأشارا إلى أن والدهما سمع أصواتا أثناء تواجده في السيارة، واعتقد أنها ناجمة عن انفجار أحد الإطارات.

وقالا «عندما أوقف السيارة، بدأ إطلاق النار».

تفاصيل القتل

وأكدا أن فخري زاده لم يصب على الفور، لكن زجاج السيارة الأمامي تحطم، لأنه كان يقود سيارة غير مصفحة، ومع إطلاق النار، خرج زاده من السيارة متجها إلى سيارة أخرى في الموكب، وحينها أصيب بالرصاص، واتجهت زوجته (كانت معه في السيارة) ناحيته فأصيب بثلاث رصاصات أخرى أدت إلى وفاته.

وتقول تايمز أوف إسرائيل «إن هذه الرواية تتعارض على ما يبدو مع مزاعم المسؤولين الإيرانيين بأن فخري زاده قتل بسلاح إسرائيلي الصنع يتم التحكم فيه عن بعد بواسطة الأقمار الصناعية»، مشيرة إلى أن النظام روج لهذه المزاعم للتنصل من مسؤوليته في عدم منع القيام بعملية الاغتيال وعدم القبض على القتلة.

ووفق تقرير لإيران إنترناشونال حول رواية نجلي فخري زاده، قال أحدهما ويدعى مهدي «إن الرصاص أُطلق من سيارة نيسان»، مشيرا إلى أن والده أوقف السيارة بعد سماع الأصوات ونظر إلى الإطار ولاحظ أنه تم إطلاق النار، ثم صعد في السيارة مجددا وحاول تشغيلها ولكن الرصاص أصاب الزجاج ومر من فوق رأسه، ونزل من السيارة وتوجه إلى سيارات الحرس، لأن سيارته لم تكن مضادة للرصاص وأن البقاء فيها سيفاقم الأوضاع.

أرقام إيرانية مخزية

21 صحفيا إيرانيا يقضون عيد النيروز في السجن.

54 استدعاء واحتجازا للصحفيين وأحكام السجن أخيرا.

173 المركز الذي تحته طهران في قائمة حرية الصحافة بين 180دولة

كيف اغتالت إسرائيل محسن فخري زاده؟

8 خطط للعملية

20 عميلا نصبوا كمينا للعالم النووي

1000 كجم متفجرات استخدمت في العملية

13 رصاصة أطلقت عليه من رشاش

11 حارسا كانوا في رفقة زاده

روايات متعددة

وكانت روايات مختلفة قد نشرت في وقت سابق عن وفاة فخري زاده، وقال المسؤولون الإيرانيون «إن سيارته كانت مضادة للرصاص».

وفي أعقاب العملية، قال نائب القائد العام للحرس الثوري، العميد علي فدوي، «إن العالم النووي لقي حتفه بواسطة رشاش باستخدام الذكاء الاصطناعي».

وادعى فدوي، وفقا لما نقلت عنه وكالة مهر الإيرانية للأنباء «إن الرشاش الذي استهدف فخري زاده تم تركيبه داخل سيارة نيسان، وكان المدفع الرشاش مجهزا بنظام ذكي يتم التحكم به عبر الأقمار الصناعية»، وأضاف «تم إطلاق 13 رصاصة من رشاش كان يركز على وجه فخري زاده بكاميرا متطورة واستعانوا بالذكاء الاصطناعي».

وقال فدوي «إن11 حارسا كانوا برفقته وإن تركيز إطلاق النار كان على وجهه فقط، ولم تصب زوجته على رغم من أنها كانت على بعد 25 سنتيمترا منه».

20 عميلا

وفي الشهر الماضي، قالت صحيفة (ذا جويش كرونيكل)، ومقرها لندن «إن التخطيط للعملية استغرق 8 أشهر، من خلال مجموعة تضم أكثر من 20 عميلا، بينهم مواطنون إسرائيليون وإيرانيون نصبوا كمينا للعالم الإيراني بعد مراقبة كل تحركاته منذ مارس الذي سبقه».

ونفذت العملية بواسطة سلاح آلي يزن ألف كلجم جرى تهريبه إلى إيران بواسطة جهاز المخابرات الإسرائيلي، حيث كشفت صحيفة يهودية بريطانية تفاصيل جديدة بشأن عملية قتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، من بينها معلومات تتعلق بالسلاح المستخدم في العملية ووزنه أكثر من ألف كلجم وعدد العملاء الذين شاركوا في العملية.

وتنقل الصحيفة، وهي أقدم صحيفة يهودية في العالم، عن مصادر استخباراتية دولية القول «إن العملية نفذت بواسطة سلاح آلي يزن ألف كلجم جرى تهريبه إلى إيران بواسطة جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) بعد تفكيكه إلى عدة أجزاء.

قنبلة مدمرة

وأكدت المصادر الاستخباراتية للصحيفة أن السلاح، المصمم حسب الطلب، كان ثقيلا للغاية؛ لأنه احتوى على قنبلة دمرت الأدلة بعد عملية القتل.

وأشارت (ذا جيويش كرونيكل) إلى أن السلاح الآلي كان فائق الدقة للحيلولة دون إصابة المدنيين، ما حال دون إصابة زوجة فخري زاده التي كانت تجلس بجانبه تماما، وحراسه الشخصيين الموجودين في موقع الحادث، وزعم التقرير أن السلاح كان مثبتا على ظهر شاحنة نيسان وتم تفجيره لتدمير الأدلة بعد الاغتيال.

وعلى النقيض من ذلك، زعمت بعض التقارير وقتها أن العديد من حراس فخري زاده الشخصيين قتلوا أيضا في الهجوم.

وأقر البرلمان الإيراني تشريعا لتوسيع تخصيب اليورانيوم ومنع دخول المفتشين الدوليين، وقال وزير الاستخبارات الإيراني، محمود علوي، «إن مدبر عملية اغتيال العالم النووي ينتمي للقوات المسلحة».