موجة غضب في لبنان ضد سليماني

حزب الله يستفز الجميع بمجسم تذكاري للإرهابي الإيراني الأشهر
حزب الله يستفز الجميع بمجسم تذكاري للإرهابي الإيراني الأشهر

السبت - 16 يناير 2021

Sat - 16 Jan 2021

اندلعت موجة غضب عارمة داخل لبنان وخارجها،في أعقاب تشييد مجسم تذكاري لقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، في أحد شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت، في مشهد استفز اللبنانيين ودول المنطقة.

وفيما عد عدد من السياسيين والإعلاميين وجود مجسم للإرهابي الإيراني الأشهر الذي قتل في غارة أمريكية قبل أكثر من عام أمرا مستفزا، أبرزت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية ردود الفعل الغاضبة حتى في معقل «حزب الله» نفسه، مؤكدة أنه أشبه بقوة احتلال أجنبية جديدة، وفقا لموقع (24) الإماراتي.

وقالت الصحفية سونيفا روز، في تقرير ميداني من بيروت، «في الضاحية الجنوبية لبيروت، كان قاسم سليماني الشخصية الثانية بعد عبدالكريم خليل، اللبناني الذي شنقه العثمانيون في 1915، التي حظيت بشرف مزدوج تمثل في شارع يحمل اسمه، و تمثال يخلد ذكراه، وهو تمثال نصفي برونزي اللون وزنه 150 كجم، في منتصف دوار وسط الغبيري، والتمثال ثمار 3 أشهر من العمل، تبرع به الفنان الإيراني علي رضا حقاني لبلدية الغبيري».

وأضافت «ملامح سليماني تنضح بالهدوء، وعيناه مرفوعتان قليلا إلى السماء، مع كوفية فلسطينية حول رقبته، ويعطي انطباعا من الصفاء يتناقض مع ردود الفعل المتناقضة التي خلفها التمثال منذ تدشينه».

احتلال إيراني

وفيما اعتبرت بلدية الغبيري التي يسيطر عليها حزب الله الإرهابي الموالي لإيران، أن المجسم تكريم لسليماني بعد مرور عام على مقتله، باعتباره حليفا وثيقا بالنسبة لهم، يطالع المهندس المعماري محمد مهدي قاعدة التمثال التي صممها بنفسه، قائلا «أريد توسيع المفاصل لإبراز الطول، وإظهار أن لهذا الشخص مكانة كبيرة»، ويستعرض بعض المقاطع على هاتفه المحمول، ويضحك لفترة وجيزة، عندما يصادف تغريدة بالعربية من أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، ينتقد فيها التمثال، قائلا للبنانيين: هل نهنئكم على هذا الاحتلال الإيراني؟

تصاعد الفقر

وتقول الصحفية الفرنسية «صدم الكثير من اللبنانيين بمثل هذا التدشين لتمثال رجل الحرب الأجنبي، فمنتقدو قاسم سليماني يلومونه على دوره في تكوين شبكة من الميليشيات الشيعية في العراق وسوريا، حيث سمحت إيران للرئيس السوري بشار الأسد بالبقاء في السلطة رغم القمع الدموي».

ونقلت الصحفية عن أبومهدي نزيه ادعاءه «لا يقارن التمثال كثيرا بما فعله سليماني من أجل لبنان، لكن القصة مختلفة تماما في مناطق بيروت التي لا تخضع لسيطرة «حزب الله».

يقول موظف بإحدى المنظات الدولية غير الحكومية بانزعاج، «لماذا يزعجوننا بهذا الجنرال الإيراني؟ أليس لدينا ما يكفي من المشاكل؟، مشيرا إلى الأسعار التي تتصاعد بوتيرة غير مسبوقة، وإلى معدل الفقر القياسي، وإلى غياب الحكومة منذ التفجير القاتل في أغسطس الماضي في ميناء بيروت.

شارع الخميني

ويؤكد رئيس بلدية الغبيري معن خليل، أن البلدية تعكس قناعات السكان المحليين، ويدافع عن وضع المجسم قائلا: نحن ديمقراطيون، لكل فرد الحق في إبداء رأيه، علاوة على ذلك هناك عدد من الشوارع في بيروت التي سميت بأسماء الجنرالات الفرنسيين من أيام الانتداب، مثل هنري غورو، ماكسيم ويغان، وفرديناند فوش، ويذكر أن هناك شارعا في لبنان باسم حافظ الأسد، وشارعا باسم الخميني.

وتشير روز إلى أنه حتى في معقل حزب الله، تسمع أصوات غاضبة مما يحصل. وتنقل ما قاله لقمان سليم «نصب التمثال هنا يعتبر طريقة لاحتلال الفضاء العام»، مضيفا أن اللافتات وملصقات السيارات التي تحمل صورة الإرهابي الإيراني الراحل، التي وزعت على كل زاوية من الشوارع في اليوم السابق لإزاحة الستار عن التمثال، طريقة أخرى للسيطرة على الفضاء العام.

بطل وهمي

وأضاف لقمان «في أيامه الأولى في ثمانينات القرن الماضي، عندما كان حزب الله مجرد ميليشيات، فجر تماثيل في بعلبك، كبرى المدن الشيعية في شرق لبنان للرئيس المصري جمال عبدالناصر، والشاعر اللبناني خليل مطران، لقد غيروا أسلوبهم، إنهم في حاجة إلى تغيير صورتهم وإثبات وجودهم في المشهد».

وقال المحلل السياسي اللبناني نزار حسن في حسابه على تويتر، «حزب الله يستميت لتحويل قاسم سليماني إلى بطل محلي، لكنه يعلم أنه عند معظم اللبنانيين، هو مجرد قوة احتلال أجنبية جديدة».