إردوغان يلعب بالنار في أوكرانيا

فريحة: أسهم في تأجيج النزاع بالسلاح والمرتزقة وادعى لنفسه دورا في اتفاق وقف إطلاق النار
فريحة: أسهم في تأجيج النزاع بالسلاح والمرتزقة وادعى لنفسه دورا في اتفاق وقف إطلاق النار

الثلاثاء - 22 ديسمبر 2020

Tue - 22 Dec 2020








مرتزقة أتراك في أذربيجان                                                                    (مكة)
مرتزقة أتراك في أذربيجان (مكة)
اتهم محللون سياسيون الرئيس التركي رجب طيب إردوغان باللعب بالنار في أوكرانيا، مشيرين إلى أنه يتهرب من مواجهة موسكو مباشرة.

وقالت اللبنانية موناليزا فريحة في صحيفة النهار «يتنقل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من جبهة منسية إلى أخرى، مستكملا سنة فتوحات، توجها بتقاسم النصر في كراباخ مع الرئيس الأذري إلهام علييف. وبعدما أسهم في تأجيج النزاع بالسلاح والمرتزقة، استفاد من رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في استبعاد مجموعة مينسك، التي تترأسها الولايات المتحدة وفرنسا، من أي وساطة في النزاع، ليدعي لنفسه دورا في اتفاق وقف النار».

وأضافت «تعامل بوتين على مدار هذه السنة مع تحركات أنقرة بكثير من ضبط النفس، في إدلب كما في ليبيا، ولا يزال الرئيس الروسي يتردد في الذهاب الى مواجهة مباشرة مع صديق عدو يستغله في نزاعه مع واشنطن وحلف شمال الأطلسي، حتى عندما أرسلت تركيا أسلحة ومرتزقة إلى فنائه الخلفي في القوقاز، غض بوتين الطرف على مضض، لكن الجبهة الجديدة التي يضع رجل تركيا القوي عينه عليها أخطر من سابقاتها، وليس واضحا بعد اذا كان سيتجرأ أصلا على مواجهة بوتين مباشرة فيها».

ولفتت إلى أن تركيا ورئيسها ينتقدون موسكو لكنهم يتهربون من مواجهتها، وقالت «ففيما تتزايد الضغوط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للذهاب الى حل عسكري في منطقة الدونباس التي يسيطر عليها انفصاليون موالون لموسكو، يكرر المسؤولون الأتراك أخيرا انتقاداتهم لموسكو فيما يتعلق بالقرم»، ووصف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو القرار الذي اتخذته موسكو عام 2014 لضم شبه الجزيرة بأنه غير قانوني، وأكد وجوب التوصل إلى حل لمنطقة الدونباس، في إطار سيادة الأراضي الأوكرانية.

ونشطت التصريحات التركية عن القرم والدونباس أخيرا وسط حركة زيارات متبادلة على خط أنقرة-كييف، وآخرها زيارة وزير الخارجية التركي ووزير الدفاع خلوصي أكار للعاصمة الأوكرانية الأسبوع الماضي، واكتسبت اللقاءات الوزارية التي عقدت في سياق منتدى 2+2 أهمية للجانبين، وسط إعلان عن تعاون في الأمن والدفاع والتجارة والاستثمارات وتوقيع اتفاقات لشراء عتاد وطائرات من دون طيار للجيش الأوكراني، ويتابع الإعلام الروسي هذه الزيارات عن كثب، ويربطها بتقارير عن حشود أوكرانية على حدود منطقة الدونباس، وتكهنات بأن كييف قد تكون تخطط لاستعادة مناطقها الشرقية، بمساعدة تركية، في سيناريو يشبه استعادة باكو جزءا من إقليم كراباخ، وثمة من ذهب إلى القول «إن كييف قد تستعين بطائرات (بيرقدار) التركية لمراقبة القرم ومضيق كيرتش الذي يربط بين البحر الأسود وبحر آزوف».

وتقول فريحة «لا تخفي كييف آمالها المعقودة على أنقرة في هذا النزاع، وهي تعول ربما على الطموحات التوسعية لإردوغان وأحلامه باستعادة مجد السلطنة، أكثر من تعهداته بالدفاع عن تتار القرم».

وأعرب وزير الخارجية الأوكراني كوليبا دميترو صراحة عن تطلعات بلاده خلال زيارته لأنقرة مطلع الشهر، عندما قال «إن كييف تتوقع من أنقرة الاضطلاع بدور قيادي في النزاع على القرم»، مشيرا إلى العلاقات التاريخية مع شبه الجزيرة التي كانت جزءا من الإمبراطورية العثمانية حتى القرن الـ18.

وتابعت المحللة السياسية «على غرار الإعلام الروسي، من البديهي أن يتابع السياسيون الروس التحركات الأوكرانية-التركية. لكن السناتور الروسي أليكسي بوشكوف حذر من أن النزاع في كراباخ لا يمكن أن يتكرر في الدونباس. فبينما حظيت باكو بدعم مباشر من أنقرة في كراباخ، لا يمكن لأوكرانيا أن تعتمد إلا على دعم غير مباشر من الناتو والولايات المتحدة في شرق أوكرانيا»، مشيرة إلى عوامل كثيرة تدفع الساعين إلى حل عسكري للنزاع الأوكراني-الروسي للدفع في خططهم، ليس أقلها فوز الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي أبدى خلال ولاية الرئيس باراك أوباما دعما قويا لكييف في نزاعها مع موسكو، خلافا للامبالاة التي أظهرتها إدارة الرئيس دونالد ترمب حيال كييف.

ولفتت إلى تودد إردوعان لبايدن في أوكرانيا، لعلمه بأن الإدارة الديمقراطية ستتخذ منه مواقف حازمة في ملفات عدة، في مقدمها شراؤه نظام (أس400) من موسكو، وقالت «مع ذلك، تخطئ كييف إذا اعتقدت أن إردوغان سيرسل القوات إلى أراضيها كما فعل في كراباخ، أو أنه سيتجرأ على مواجهة موسكو مباشرة. فلبوتين في أوكرانيا ألف سبب وسبب يدفعه إلى الوقوف في وجه إردوغان، وهو ما لم يضطر إلى القيام به في سوريا وليبيا وكراباخ».