كيف تحول حزب الله إلى حصان أعرج؟

روبن: قادته يركبون سيارات بي إم دبليو جديدة وأعضاؤه يحصلون على رواتب خيالية
روبن: قادته يركبون سيارات بي إم دبليو جديدة وأعضاؤه يحصلون على رواتب خيالية

الخميس - 03 ديسمبر 2020

Thu - 03 Dec 2020

وصف باحث أمريكي حزب الله الإرهابي اللبناني بـ(الحصان الأعرج) للشرق الأوسط، وأكد على أنه يعيش حالة من الضعف والوهن بعد الضربات المتتالية التي تعرض لها.

وذكر الباحث في معهد (أمريكان إنتربرايز) مايكل روبن في مقال نشرته مجلة (ناشونال إنترست) بمقولة أسامة بن لادن الشهيرة «عندما يرى الناس جوادا قويا، وحصانا ضعيفا، فإنهم بطبيعتهم يحبون الجواد القوي».

وبتلك المعايير، لم يعد اللبنانيون يعتبرون حزب الله جواد سباق أصيل، وإنما حصانا أعرج.

ويشير إلى أن أعلام حزب الله ترفرف على أعمدة الإنارة، وتظهر اللوحات الإعلانية وجوه أعضائه الذين قتلوا في مدينة النبطية اللبنانية الجنوبية، فيما يتجول رجال ملتحون من المجموعة في الشوارع بسيارات بي إم دبليو جديدة، يؤكد غياب لوحاتها أنهم فوق القانون اللبناني.. وفقا لموقع (24) الإماراتي.

عناقيد الغضب

ويقول روبن «إن النبطية معقل حزب الله، على بعد أقل من خمسة عشر ميلا عن حدود لبنان مع إسرائيل، وعندما احتلت إسرائيل منطقة عازلة في جنوب لبنان، كانت النبطية على حدودها، وبالتالي كانت موقعا أماميا للحزب، وفي عملية عناقيد الغضب، أو (حرب أبريل) كما يسميها حزب الله، قصفت إسرائيل مواقع في المدينة، وعزز الانسحاب الإسرائيلي الأحادي في مايو 2000 حزب الله، بتحويله إلى أول قوة عربية تهزم الدولة العبرية في الحرب».

وعانى الحزب والنبطية في الحرب بين إسرائيل والحزب في 2006، لكن نهاية الأعمال العدائية وإعادة تسليح الحزب سمحت للميليشيات المدعومة من إيران، بتصوير نفسها قوية.

3 أنواع

ووفقا للتقرير، يجلس السكان المحليون في مقهى على مشارف البلدة، بينهم محاربون سابقون ضد إسرائيل، ويروون قصة مختلفة، يقولون «إن هناك ثلاثة أنواع من الأعضاء في حزب الله، الأول هم الأيديولوجيون الحقيقيون، والثاني هم الذين احتضنوا في البداية مهمة حزب الله، لكنهم يشعرون الآن بالحرج من أفعاله وسلوكه، والثالث الذين انضموا للتو إلى الحزب للحصول على المال».

ويواجه الجميع صعوبة في التوفيق بين خطاب الحزب والواقع. فبينما تعد الشعارات على اللافتات والملصقة على اللوحات الإعلانية بالأمن والازدهار، لا يملك السكان المحليون اليوم أيا منهما.

رواتب مرتفعة

وما زال أعضاء حزب الله يحصلون على رواتب أعلى بكثير من الأجور المحلية، لكن مشاكل إيران المالية، وما تلاها من تقليص دعمها لحزب الله، دفع الحزب إلى خفض مدفوعاته إلى النصف، ما أدى إلى التذمر في الداخل والسخرية في الخارج.

ويرى روبن أنه على الأيديولوجيين الحقيقيين، الذين صوروا أنفسهم ذات يوم طليعة نظام جديد، أن يشرحوا كيف يبقون هم وإيران عاجزين عن مواجهة اغتيال الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في 3 يناير 2020، وأخيرا محسن فخري زاده، أبي برنامج إيران النووي السري، في 27 نوفمبر الماضي.

ظل الماضي

ويؤكد الكاتب على أن قادة إيران وحزب الله أقسما على الثأر بعد الهجومين، لكنهما لم يتمكنا من فعل شيء، ما عدا إطلاق بضعة صواريخ على القوات والمنشآت الأمريكية في العراق، أخطأ معظمها هدفه، أو تسبب في أضرار طفيفة.

وأكد على أن السؤال الذي يطرح نفسه الآن، هل ستنتزع إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن الهزيمة من فكي النصر بضخ الموارد في إيران، وهو ما لن يعود بالفائدة على الإيرانيين العاديين، ولا على مواطني بلدات جنوب لبنان مثل النبطية، بل على جماعات مثل حزب الله، الذي يقول السكان إنه بات ظلا لما كان عليه.