عيون العالم على إمبراطورية خامنئي المالية

العقوبات الأمريكية توجه الأنظار نحو المؤسسات والجمعيات التي تدخل المليارات على المرشد
العقوبات الأمريكية توجه الأنظار نحو المؤسسات والجمعيات التي تدخل المليارات على المرشد

الخميس - 19 نوفمبر 2020

Thu - 19 Nov 2020

وجهت العقوبات الأمريكية الجديدة المفروضة على المؤسسات والجمعيات الخيرية التي تدخل المليارات للمرشد الإيراني علي خامنئي أنظار العالم نحو الإمبراطورية المالية التي يرضخ تحتها نظام الملالي، في وقت يقع فيه ما يقرب من 40% من شعبه تحت خط الفقر، ويواجه أزمات وانهيارات اقتصادية لا تنتهي.

وقد فرضت إدارة الرئيس دونالد ترمب أمس الأول عقوبات على مؤسسة إيرانية كبرى، ووزير الاستخبارات والأمن الوطني الإيراني، لتزيد الضغوط على طهران قبل أن يؤدي جو بايدن اليمين، وأكدت وزارة الخزانة أنها جمدت أي مصالح أمريكية لمؤسسة (المستضعفين)، وهي جمعية لها مصالح واسعة في قطاعات الاقتصاد الإيراني، بما في ذلك النفط والتعدين.

عواقب مؤلمة

من جانبها وصفت وزارة الخزانة الأمريكية المؤسسة بأنها إمبراطورية اقتصادية لديها مليارات الدولارات وشبكة رعاية رئيسة للمرشد علي خامنئي تعمل دون إشراف حكومي.

وتضرر من العقوبات وزير الاستخبارات والأمن الإيراني محمود علوي، لأسباب تتعلق بحقوق الإنسان، إذ قالت الولايات المتحدة «إن وزارته مسؤولة عن ممارسة الضرب وغيره من الانتهاكات بحق السجناء السياسيين».

وتعهد وزير الخارجية المنتهية ولاية حكومته مايك بومبيو في رد غير مباشر بأنه سيتم مواصلة تحميل إيران عواقب مؤلمة، وقال في بيان «إن النظام الإيراني يسعى إلى تكرار التجربة الفاشلة التي رفعت العقوبات، وشحنت لهم مبالغ نقدية ضخمة مقابل فرض قيود نووية متواضعة عليهم».

وأضاف «هذا أمر مقلق بالفعل، ولكن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو فكرة أن الولايات المتحدة يجب أن تقع ضحية هذا الابتزاز النووي وتتخلى عن العقوبات».

لغز خامنئي

وكان موقع (إيران واير) قد أكد على أن حجم إمبراطورية المرشد علي خامنئي تقدر بحوالي 65% من الاقتصاد المحلي في إيران، مشيرا إلى أن المؤسسات التابعة له لا تخضع لأي إشراف رقابي، وذكر أن الثروة التي يستحوذ عليها خامنئي تشكل لغزا كبيرا على مدار 31 عاما، هي مدة جلوسه على كرسي المرشد أعلى مسؤول بهيكل السلطة الدينية في البلاد.

وأشار التقرير استنادا لتصريحات سابقة لمحمد جواد إيرواني مسؤول الرقابة والتدقيق الحسابي بمكتب خامنئي إلى أن المؤسسات التي تخضع لسلطات الأخير تؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد من الناحية المؤسساتية، وتنعدم الشفافية داخل المؤسسات ذات الطابع الاقتصادي التي تقع تحت سلطات المرشد الإيراني، والتي ينظر إليها كأكثر القطاعات غموضا في إيران، حيث لا تعلن حجم الأرباح أوالخسائر أو حتى الأداء بصفة عامة.

لا رقابة ولا ضرائب

ولفت التقرير إلى أن مصادرة ممتلكات الأسرة البهلوية التي كانت تحكم إيران حتى عام 1979، كان رافدا هاما ساعد خامنئي على تكوين إمبراطوريته الاقتصادية الضخمة عبر مؤسسات مختلفة أهمها ما يعرف باسم (لجنة تنفيذ أوامر الإمام) بزعم دعم الفقراء.

وتشكل مؤسسات (بنياد وستاد وأستان) جزءا مما يعرف إعلاميا بإمبراطورية المرشد الإيراني علي خامنئي المالية، حيث تعمل هذه الكيانات خارج سلطة الحكومة، وأصدر خامنئي مرسوما يعفي هذه المؤسسات من دفع الضرائب سنويا في عام 1993، بينما لا تخضع جميعها لمراجعات رقابية حكومية أو مساءلة برلمانية.

العتبات والنذور

واعتبر التقرير أن لجنة (تنفيذ أوامر الإمام) التي دشنها الخميني قبل وفاته عام 1989، تجاوز نشاطها مصادرة ثروات مسؤولي النظام البهلوي الملكي إذ أصبحت إحدى أكبر قطاعات الاقتصاد المحلي في إيران.

وتعد العتبات الدينية والنذور من مصادر الدخل التي تصب في خزائن المرشد الإيراني علي خامنئي من خلال مؤسسات (العتبة الرضوية، وكوثر، والبركة، والإسكان، ولجنة الخميني الإغاثية)، وهي مجموعات عملاقة تدعم إمبراطورية خامنئي غير الشفافة، لدرجة عدم توفر أي رقم واضح عن ممتلكاتها وأرباحها، وكل ما هنالك تقديرات تستند لحسابات تقريبية.

وأكد التقرير على أن هذه المجموعات التي تستمد تكتمها على أنشطتها من توجيهات المرشد خامنئي، لا تقدم أي تقارير إلى أي جهة إعلامية أو رقابية في إيران.

200 شركة

وشرعن النظام الإيراني عام 2008 قانونا داخل البرلمان يتيح للمرشد وحده منفردا حق الإذن أو المنع بالتدخل بأنشطة المؤسسات التي يسيطر عليها وتضم حوالي 200 شركة على الأقل.

وتقدر الممتلكات التي تقع تحت سيطرة لجنة (تنفيذ أوامر الإمام) بنحو 95 مليار دولار أمريكي، حسب بيانات صادرة عن بورصة طهران عام 2013.

وتوسعت أنشطة مؤسسات خامنئي من مصادر ممتلكات الأسرة البهلوية والمعارضين للنظام لتشمل مجالات أخرى مثل الأدوية، والمصارف، والاتصالات، والمواصلات، والنفط والغاز والبتروكيماويات، والحاصلات الزراعية.

ثروات العتبة

ويذكر أن العتبة الرضوية التابعة للمرشد الإيراني تملك 89 شركة ومؤسسة، لكن القسم الأكبر من ثروات العتبة يتضمن أموالها غير المنقولة من أملاك وعقارات وأراض موزعة في إيران تقدر قيمتها بأكثر من 150 مليار دولار أمريكي، وتنشط في مجالات العمران والبناء، وصناعة السيارات، والطاقة، والصناعات الغذائية والدوائية، والزراعة، وتربية المواشي.

وعلى الرغم من السرية الشديدة المفروضة على حياة خامنئي وعائلته بالكامل، فإن تقرير عديدة تشير خلال السنوات الأخيرة إلى أن إجمالي ثروات الأخير التي يديرها مكتبه ومؤسسات أخرى تتراوح بين 95 إلى 200 مليار دولار أمريكي.

من أين جاءت إمبراطورية خامنئي المالية

1 أموال الشاه

الممتلكات التي سيطر عليها من أسرة الشاه الراحل، محمد رضا بهلوي، أو رجال الأعمال والأثرياء بعد الثورة الإيرانية، بعد مصادرة أموالهم بوصفهم مشركين.

2 المقر (ستاد)

الممتلكات المصادرة من النظام القديم أو الأقليات الدينية أو أموال الميراث التي ليس لها مستحقون، وتشارك في مجموعة متنوعة من الأنشطة.

3 أستان قدس رضوي

مؤسسة تروج لنفسها على أنها مسؤولة عن إدارة شؤون المزارات الدينية، وتدير أوقاف وممتلكات مرقد الإمام الرضا، الإمام الشيعي الثامن، في مشهد، ويدخلها المليارات شهريا.

4 مؤسسة الشهداء (كوثر الاقتصادية)

تتلقى تمويلها مباشرة من الميزانية الوطنية، وتنشط في العديد من القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك التعدين والزراعة والفنادق وغيرها من المجالات.

5مؤسسة بركات

مهمتها المعلنة تنفيذ مشاريع تنموية وتوفير فرص عمل في المناطق المحرومة.

6 مؤسسة مستضعفان

تدعي أنها لرعاية المضطهدين، وهي ثاني أكبر مؤسسة تجارية في إيران، بعد شركة النفط الوطنية الإيرانية المملوكة للدول، وهي أكبر شركة قابضة في الشرق الأوسط.

7 مؤسسة علوي

منظمة تدعي أنها خيرية تعمل تحت إشراف مؤسسة مستضعفان.

8 مؤسسة خمسة عشر خرداد

تقام تحت ستار خيري بداعي تقديم المساعدة المالية للمحاربين القدامى وعائلات القتلى أثناء القتال.

9 مؤسسة الإسكان

تقول «إن رسالتها توفير الإسكان للمحرومين، وكذلك إعادة إعمار المناطق المتضررة من الكوارث الطبيعية»، لكنها مؤسسة اقتصادية تكسب المليارات.

10 مؤسسة الإمام الخميني للإغاثة

باتت إحدى وسائل التمدد، حيث تعمل في إيران وفي دول مثل باكستان والصومال وأفغانستان وكوسوفو والعراق وطاجيكستان وسوريا ولبنان والبوسنة والهرسك.

11 الهيئة التنفيذية لأوامر الإمام

أحد القلاع البنكية التابعة لعلي خامنئي الولي الفقيه، أسست عام 2010، ووفقا لتقرير موثق قدرت وكالة أنباء رويترز أصولها بحوالي 95 مليار دولار.

  • ثروات علي خامنئي:

  • 200مليار دولار تقديرات السفارة الأمريكية في بغداد.

  • 95 مليار دولار حجم استثمارات مؤسسة (ستاد) التي يملكها بمفردها.

  • 65 % من الاقتصاد الإيراني وفق موقع (إيران واير).

  • 32 % من إيرادات النفط تذهب للمرشد.

  • 200 شركة وأكثر ضمن إمبراطورية المرشد.

  • 40 مليار ريال قيمة شركة ري للاستثمار التابعة للمرشد.

  • 20 شركة تعمل تحت غطاء مؤسسة بركات التابعة لخامنئي.

  • 89شركة تعمل ضمن مؤسسة (أستان) التي تتبع للمرشد.

  • 150مليار دولار إجمالي الأراضي التي تمتلكها شركات خامنئي.