عبدالله محمد الشهراني

الأفلام الوثائقية يا معالي وزير الإعلام

الأربعاء - 18 نوفمبر 2020

Wed - 18 Nov 2020

قبل أكثر من 15 عاما قال لي حاج ماليزي (رجل أعمال في قطاع المقاولات): أنا منبهر بأحد المشروعات في مكة المكرمة، وأتمنى أن يأتي اليوم الذي أقابل فيه مدير ذلك المشروع أو أحد المسؤولين عنه. إن المشروع الذي كان يقصده رجل الأعمال الماليزي - المتخصص في البناء والتشييد - هو نفق السوق الصغير الكائن تحت الحرم المكي الشريف (تحت ساحات الحرم بالتحديد). لكن لماذا انبهر هذا الرجل المتخصص بهذا المشروع؟ لقد أنجز المشروع في منطقة معقدة جدا، تعلوها حركة مشاة كثيفة وإمدادات مهمة من ماء وكهرباء واتصالات، وهي أيضا منطقة حساسة بحكم قربها من «عروق» بئر زمزم، وكلها أمور تعني ضرورة إنجاز المشروع بدون توقف أو إرباك في حركة المصلين اليومية أو المعتمرين والحجاج في المواسم.

إن وجود فيلم وثائقي عن هذا المشروع يصف حجم التحديات وعظمة الإنجاز، إضافة إلى المنافع الكبيرة التي ترتبت عليه، سوف يظهر حجم إمكانات الدولة وتميز شركاتنا الوطنية.

والأمثلة المشابهة لهذا الإنجاز العظيم كثيرة، ذكرت بعضها بشيء من الإسهاب في مقال سابق بعنوان «حج عام 1417هـ»، حين التهمت النيران مشعر منى وتمت إعادة تجهيزه مرة أخرى خلال 24 ساعة فقط . وأذكر منها أيضا: مشروعي توسعة الحرمين الشريفين، حصول المملكة على كأس آسيا للمرة الأولى عام 1984، التأهل لكأس العالم 1994، قصص الملك عبدالعزيز في توحيد البلاد، إنشاء الهيئة الملكية للجبيل وينبع، قصر شبرا في الطائف، قصص اكتشاف البترول في المملكة، عمليات الدكتور عبدالله الربيعة في فصل التوائم. كلها موضوعات لأفلام وثائقية متميزة، إضافة إلى إمكانية تسليط الضوء على بعض الشخصيات الوطنية العظيمة، على سبيل المثال لا الحصر: حمد الجاسر، خميس بن رمثان، محمد حسين زيدان، كامل سندي، عبدالله السليمان».

ولاحقا بمشيئة الله يمكن إنجاز وثائقي عن كيفية تصدي المملكة لجائحة كورونا، كيف حققنا الأمن الغذائي وكيف أمنا المستلزمات الطبية، وكيف كانت تدور النقاشات داخل قاعات الاجتماعات التي أصدرت تلك القرارات المهمة والعظيمة. إن قائمة الأفكار لا تنتهي فمملكتنا غنية بالقصص التي تستحق أن تروى.

الأفلام الوثائقية لها متابعون كثر وسوق جيد، وشركات الإنتاج الفني العالمية لديها أفلام وثائقية تتحدث عن أمور لا ترقى إلى مسمى إنجاز، لكنها استطاعت - بأسلوبها الاحترافي - أن تصنع من تلك القصص العادية ما يرقى بها إلى مرتبة الإنجاز، ونحن في المملكة لدينا إرث عظيم وقصص لا تحتاج إلى «مكياج». أعمال عظيمة منافعها لم تقتصر على سكان قرية في ولاية كما يرد كثيرا في الأفلام الوثائقية العالمية، بل هي إنجازات انعكست على حياة الملايين من الناس.

الأفلام الوثائقية - باختصار - قوة ناعمة للبلاد خارجيا، ومصدر فخر واعتزاز لأبناء الوطن.

@ALSHAHRANI_1400