طلال الحربي

تخيل المستقبل: موهبة فن الطموح

الأربعاء - 11 نوفمبر 2020

Wed - 11 Nov 2020

من العنوان نجد الجواب، والجواب هو: كيف نكتشف مواهب الشباب السعودي وندمجها بمواهب الشباب العالمي لتحقيق المصلحة الإنسانية العامة؟ والعنوان هنا: تخيل المستقبل، والتخيل بحد ذاته لدى الموهوبين هو الطموح بتحقيق الفكرة، التي جعلت من لبهم وفكرهم ذا موهبة وإبداع، تخيل المستقبل وكن طموحا، هكذا قرأت المؤتمر الذي رعاه سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، الحفل العالمي الأول للموهبة والإبداع «تخيل المستقبل».

هذه الرعاية السامية من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين، هي فعليًّا التجسيد الأكثر مثالية لرؤية الملك سلمان نفسه، الذي طوال مسيرة حياته يعيش المستقبل بواقع الحاضر، ورغم أنه من أكثر الناس بحثا وعلما في التاريخ والثقافات، سواء المحلية العربية الإسلامية أو العالمية، إلا أنه على الدوام كان التجسيد الحقيقي لفكرة أن الغد له رجاله وله سواعده وأفكاره، ومهما كانت الفكرة أصيلة وجميلة، فإن نقلها كما هي إلى الغد ليس هو الهدف، وإنما نقل الفكرة بإبداع وتطوير يناسبان الغد وتطوراته وحداثته وما يأتي معه بكل جديد.

الأمين العام لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» الدكتور سعود المتحمي، أوضح أن هذا المؤتمر أتى على هامش المؤتمرات الدولية التي تقام في المملكة في عام رئاسة مجموعة العشرين، وأن الدعم الذي تتلقاه مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع، المنظمة لهذا المؤتمر، إنما هو دعم ممنهج ومستمر، جعل من فكرة وطموح هذا الحفل وتنفيذه واقعا شهدناه، وتميزا جديدا حققناه.

الدكتور سعود ذكر في معرض تصريحه معلومة جميلة، وهي أن عدد الذين تابعوا هذا الحفل حول العالم تجاوز 6 ملايين متابع، وهذا أمر مبشر بالخير، ودليل على الاهتمام بالفعاليات والأنشطة التي تقوم في المملكة، من كل دول العالم، وأن العالم أيضا أصبح يتابع كل ما ينفذ في المملكة، وأصبح كثير من المنظمات والدول تضع نصب أعينها النموذج السعودي في الإتقان والإبداع وسمو الغايات والأهداف، وكذلك المعنى الفعلي التطبيقي لرعاية الدولة واهتماها بكل الأنشطة الإنسانية المجتمعية، خاصة ونحن نتحدث عن الإبداع الذي هو نتاج الموهبة.

لا شك أن مسيرة برنامج موهبة ما زالت في بداية الطريق، فهنالك عديد من المحطات التي على البرنامج التوقف عندها قبل المرور منها، فالأمر ليس جهازا تشتريه وتعمل على صيانته واستدامته، بل هو فكر وعقل وموهبة ورؤية، هي استدامة للطموح والرغبة في تحقيق النجاح للذات وللمجتمع وللإنسانية جمعاء.

العقل ذو الموهبة مثل النبتة والغرس، إن لم نعتن بها ونسقها ونقلمها ونوفر لها السماد والحماية، فستذبل وتموت، أو ستنبت ما لا يستفاد منه إن لم يكن ضارا غير نافع، لهذا أتت مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة)، لكي توفر كل أسس الرعاية والاهتمام لضمان الاستدامة لروح الإبداع والموهبة، وتعلم فن الطموح لمستقبل أفضل.

Alharbit1@